تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضرب من الوهم

حـــدث و تعـليـــــق
الأحد 20-6-2010م
حسن حسن

كيف يمكن للولايات المتحدة أن يكون ميزانها عادلاً، إذا لم تكن فيه سوى كفة واحدة هي كفة «اسرائيل»، فيما الكفة الأخرى انتزعت أو لاترى، لأن الادارات الاميركية المتعاقبة، وصولاً إلى ادارة باراك اوباما الآن، كان هذا حالها، ويبدو أن تغيير الحال بات من المحال؟

هذه الادارة قد حددت أولويات تدخلها الخارجي بدقة متناهية، وحصرتها في معالجة ملفات العراق وأفغانستان وباكستان، إضافة إلى الملف النووي الايراني، الأمر الذي يعني أنها لن ترفع من مستوى اهتمامها بالملف الفلسطيني، وستواصل نهجها السابق في التعامل مع الموضوع الفلسطيني.أي ادارة الأزمة وليس العمل على حلها.‏

وماجولات المندوب الاميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، إلاَّ محاولات من الادارة الجديدة لمنع نشوء فراغ في العملية السياسية يمكن أن تستغله أطراف اقليمية أو دولية، وتستغله في صراعها على المصالح الاقليمية مع الولايات المتحدة، بعدما ظهر عقم العملية السياسية التي ترعاها واشنطن وتهيمن على كل مفاصلها، وانكشاف عدم جدوى السير بها. وهي تأتي أيضاً لطمأنة الأطراف العربية القلقة من أن الولايات المتحدة مازالت تمسك تماماً بزمام الأمور.‏

بكلامٍ آخر، إن موقف اوباما من الاستيطان أعطى أملاً كبيراً للفلسطينيين بأنه سيكون حليفاً لهم في ظل اصرار «اسرائيل» وتعنتها في خلق أمر واقع في الضفة الغربية من خلال توسيع وترسيخ هذه المستوطنات. غير أن أمل المفاوض الفلسطيني في الوصول إلى نتيجة من خلال المفاوضات قد تبخر في ظل عدم تزحزح «اسرائيل» عن مواقفها، وفي ظل التجميد المشروط للبناء، والتبني الاميركي لإمكانية اجراء المفاوضات دون وقف الاستيطان، وهذا بدوره أحبط الكثيرين، وزعزع ثقة الذين راهنوا على جدية الولايات المتحدة ممثلة برئيسها اوباما في أن تكون إلى حدٍ ما وسيطاً نزيهاً.‏

ومن هنا، يتبين أخيراً أن المفاوض الفلسطيني في نظر الاميركيين ليس طرفاً أساسياً وإنما ملاكم ضعيف يمكن حصره في الزاوية ليتلقى المزيد من اللكمات من دون اعتراض، وإلاَّ فإن المساعدات ستحجب عنه، هذا إذا لم يحاصر في الضفة الغربية أوغزة بكل وسائل الحصار المشروعة وغير المشروعة.‏

وباختصار شديد، المواقف الاميركية في عهد الادارة الحالية، لاتشذ حتى الآن عن القاعدة، وهي تتقدم تحت سقف اللاءات وماتسمى الخطوط الحمر للكيان الصهيوني ، مايعني أن الرهان مجدداً على امكان تبدل جوهري ضرب من الوهم، خصوصاً إذا بقي الموقف العربي على حاله من المراوحة في دائرة الانتظار والتشرذم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية