بل هو عصف ذهني لاستذكار ماجنت جحافل التتار الغاشمة من تهديم وحرق لدور الكتب والقائها في الأنهار، واحراق الرومان لمكتبة الاسكندرية عن آخرها.
ونحن إذ نشهد كيف يتفجر ذاك الحقد من جديد في محاولة لطمس معالم حضارة تحدت طغيانهم آلاف السنين، ماذا ترانا فاعلين، و نحن ندرك أن تاريخ الكلمة المكتوبة إنما هو تاريخ البشرية، وأن الكتب إنما تمثل أقوى ما لدينا من أدوات للقضاء على ثقافة الارهاب، وعلى الجانب الآخر هي وسيلتنا للتعبير عن القيم وواسطة لنقل المعارف ونافذة نطل منها على التنوع الثقافي، وهي أيضا بعد كل ذلك وسيلتنا للحوار ومن ثم القضاء على الفقر وبناء السلام.
لاشك تقع على جميع الجهات المعنية بالشأن الثقافي (مدارس- جامعات- وزارات- هيئات...) تحويل هذا اليوم إلى ورشات عمل جادة للتحفيز على القراءة، وإثارة المجتمع بفئاته كافة نحو أهمية الكتاب والتذكير بدوره في حياة الأفراد وتطوير المجتمع ورقيه وترسيخه ليكون سنة لدى الجميع، وتحويله إلى هدية قيمة يقدم إلى الاعزاء تقديراً لأهميته.
ولاننسى دعم الكتاب الذي لم ولن يفقد بريقه اللامع رغم منافسيه الكثر من وسائل النشر التكنولوجية «الانترنت ووسائل الاعلام الفضائية...».
وفي بيانه الصحفي إذ يعلن اتحاد الناشرين السوريين عن اطلاقه حملة احتفالية ليوم الكتاب بهدف تشجيع القراءة والدعوة للوحدة الوطنية التي تعيد أبناء الوطن إلى مائدة العلم ومواجهة الفكر الإقصائي التطرفي متسلحين بالمعرفة والوعي تحت شعار «مجتمع يقرأ...مجتمع يرتقي» نأمل أن يكون هذا اليوم منعطفاً تاريخياً ويوماً سورياً بامتياز ليكون هذا الحدث اطلاقاً «لليوم السوري للكتاب».