ولفت الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة فرانس2 الفرنسية إلى أن فرنسا كانت رأس الحربة بدعم الإرهاب في سورية وهي باتت تابعة بشكل ما للسياسة الاميركية وغير مستقلة ولا تحظى بالمصداقية.
وقال الرئيس الأسد: إن تنظيم داعش الإرهابي تأسس في العراق عام 2006 بإشراف الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم أتى من العراق إلى سورية لأن الفوضى معدية، وعندما يكون هناك فوضى في بلد ما، فإنه يصبح تربة خصبة لاستقدام الإرهابيين، وهكذا عندما ظهرت الفوضى في سورية، أتى داعش إليها، قبل داعش، كان هناك جبهة النصرة، وهي جزء من القاعدة. وقبل ذلك كان هناك الإخوان المسلمون. جميع هؤلاء يمثلون الأرضية نفسها التي ظهر عليها داعش لاحقاً.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن «التحالف» غير جاد في محاربة الإرهاب، ودليل ذلك أن «داعش» توسع في سورية، والعراق، وليبيا، وفي المنطقة بشكل عام، ولذلك فهم لا يساعدون أحداً في هذه المنطقة، مضيفاً: لا يمكن تشكيل تحالف ضد الإرهاب يدعم الإرهابيين في نفس الوقت إنهم يرسلون الأسلحة إلى نفس الإرهابيين بذريعة دعم المعارضة المعتدلة في الوقت الذي وصف فيه أوباما هذه المعارضة بأنها وهم.
وقال الرئيس الأسد: على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن يصغي لرسالة الشعب الفرنسي التي وجهها عبر الاستطلاعات والتي أظهرت أنه أقل الرؤساء شعبية في تاريخ فرنسا منذ خمسينيات القرن الماضي، كما ينبغي أن يهتم بمواطنيه وأن يمنع الإرهابيين من القدوم إلى فرنسا ،منوها بأن ما شهدته فرنسا من اعتداءات إرهابية لا يتعدى قمة الجبل الجليدي، وأنه عندما يتم الحديث عن الإرهاب، ينبغي أن يعرف الجميع أن هناك جبلاً بأكمله تحت المياه، وحذار من هذا الجبل الذي سيحل بمجتمعكم.
وقال الرئيس الأسد: إن فرنسا باتت تابعة بشكل ما للسياسة الأميركية في المنطقة، إنها ليست مستقلة، ولا وزن لها، إنها لا تحظى بالمصداقية، هذا أولاً. ثانياً: أنا كمسؤول أهتم دائماً برأي الشعب والمواطنين السوريين، أنا لم أُصنع في فرنسا ولا في أي بلد آخر. أنا هنا بإرادة المواطنين السوريين، وهذا ما يهمني.
وقال الرئيس الأسد: هناك اتصالات مع أجهزة الاستخبارات الفرنسية لكن لا تعاون، مشيراً إلى أن المسؤولين الفرنسيين قدموا إلى سورية، في حين أننا لم نذهب إلى فرنسا، وتابع: قد يكون مجيئهم لتبادل المعلومات لكن حين تريد أن يكون لديك هذا النوع من التعاون لا بدَّ من وجود حسن النية لدى الطرفين.
وبخصوص إمكانية إقامة حوار مع الدول الغربية قال الرئيس الأسد: على المسؤولين الفرنسيين والغربيين أن يقنعونا أولاً بأنهم لا يدعمون الإرهابيين وأنهم ليسوا شركاء في سفك دماء السوريين.. هم الذين أخطؤوا فيما يتعلق بسورية.. أما نحن فلم نقتل أي فرنسي أو أوروبي. نحن لم نساعد الإرهابيين في بلادكم.. لم نساعد أولئك الذين هاجموا شارلي ايبدو. أنتم ساعدتم الإرهابيين ونحن مستعدون لأي حوار.. آخذين في الاعتبار أن ذلك سيحقق مصلحة المواطنين السوريين.