الذي انشئ عام 1934 والذي كان يقام كل عام في بداية ايلول أنشأت كل من فرنسا (مهرجان كان بأيار) وألمانيا (برلين بشباط) وسويسرا ( لوكارنو بآب) واسبانيا( سان -سباستيان بنهاية ايلول ) تظاهراتها السينمائية على النموذج الفينيسي يرتكز هذا المهرجان على مختارت من الافلام مفروض انها مجمعة من افضل الانتاج السينمائي العالمي لتعرض للمرة الاولى بشكل دولي وهذا بهدف جذب النجوم والمتخصصين باستثناء برلين .
تتنافس هذه الافلام لتتوج بمكافآت تسلسلية شعارية: اسد, سعفة نخيل, دب وفهد..
يواجه هذا النموذج الفينيسي اليوم تطوير في الانتاج السينمائي وظهور تظاهرات سينمائية دولية اخرى مثل تظاهرة تورنتو الدولية لمهرجان الفيلم الذي يقدم لجمهور المدينة برنامجاً ضخماً ويرفض مبدأ المنافسة.
في خريف 2006 افتتحت الدولة المؤسسة للمهرجانات الكلاسيكية ايطاليا ابوابها لهذا التنويع لشمال - اميركا .
رافضاً تسمية (مهرجان) عيد سينما روما الذي افتتح في 13 ت,1 استوحي جزئياً من المهرجان الكندي اذ ادخل الافلام وسط المدينة مستدعياَ جميع الانواع والاشكال ومقاسات الافلام
هذه الهجمة غير المتوازنة حلقة المهرجانات الاوروبية بالكاد تجد الافلام اللازمة لنجاح التظاهرات السينمائية كما يقول مايكل اولاسيرغي, مدير سان سيباستيان: بين آب وتشرين الاول تقام عشرات التظاهرات الدولية الضخمة وتحتاج كل تظاهرة لحوالي ثمانين فيلماً اضف الى انه لا ينتج ثمانمائة فيلم جديد جدير ان يختار فصليا هذا النقص لا يأتي نتيجة ازمة في الانتاج بقدر ما هو شراهة المهرجانات الاوروبية كما ان هذه المهرجانات لا تقدم افلاما معروضة.
ضمن مجموعتي الاثني عشر فيلماً التي دخلت المنافسة, اضاف منظمو المهرجان تدريجياَ ثلاث مجموعات متشابهة مخصصة للموهوبين الشباب, للمقاسات الجديدة.. وهكذا اغلب المهرجانات تقترح تقديم الافلام الطويلة بين 200-300 متراج مع ذلك نجد ان لهذا التضخم نتائج سارة : اذ يدفع الى ازدياد وجود الصناعات السينمائية (حديثاً الايرانية,في الماضي الارجنتينية واليوم الالمانية) واما هذا التضخم يضطر مبرمجو المهرجانات الى سحب افلام بعد عرضها على محققي القضاء والنقاد تنعكس هذه الصفات على التظاهرة التي بالكاد اخذت ترتيبها.
اما جذب المهرجانات الكبير هذا تم تطوير استراتيجيات جديدة ففي برلين المدير Dieter Kosslick يضع في حسابه دائما لأفلام الاحداث التي تجذب الانتباه بالتأكيد فجائزة الاسد الذهبية 2006 كانت لفيلم (سراييفو حبي) يصور الفيلم نساء البوسنة اللواتي تعرضن لاغتصاب الصرب في لوكارنو,فريدريك مير Maire الذي قام بادارة المهرجان هذا العام, لم يقدم سوى افلام طويلة 170 متراجا بينما حافظ مهرجانا فينيسيا وكان على الفكرة الام ببث افضل انتاج لكن واجه مدير فينيسيا ماركو مولر ارباكا نتيجة تواضع الموازنة السنوية التي لم تتعد الثمانية مليارات يورو, في حين وصلت موازنة فريق كانواز دي جيل جاكوب , تيري فريمو وكاترين ديمييه الى عشرين مليون .. ضمن هذه المزاحمة الاوروبية, شكلت صناعة الفيلم الامريكية دور الحكم وبالرغم من مرور نصف قرن,حافظت النجومية الهليوودية على مكانتها بجذب انظار وسائل الاعلام والجمهور ولهذا الامر تطمع المهرجانات بعرض افلام صانعوها اميركيون من الذين يتسابقون على الاوسكارات ..
تسوية ديمقراطية
من وجهة النظر هذه قدم مهرجان تورنتو بديلاً ممتازاً فبينما تنظم المهرجانات الاوروبية نخبة الافلام وتقارن بين مختلف النفقات ونماذج ومصادر الافلام تجد تورنتو يباشر بجمعها.
يرى بيير هاندلينغ في جمع الافلام هذا للافلام الطويلة 300 متراج المعروضة على الجمهور بديلا لشعبية اميريكة تتعارض مع ( النخبوية) الاوروبية هذه التسوية الديمقراطية تتيح بعرض افلام على الجمهور لم تخرج الى دائرة التجارة..
ويلاحظ بأن حماسة الجمهور الكندي بمثابة كنز أمام غزارة الانتاج الشمال اميركي في سباق الاوسكارات التي تجد هناك محيطاً اقل ثباتاً من كان وفينيسيا بعيداً عن لوبي القضاة وقريباً من وسائل الاعلام الكبرى للولايات المتحدة المتمركزة في نيويورك ويبدو ان عيد سينما روما الجديد حدد لنفسه اقامة هذا التماثل من التكريم في اوروبا مع تحقيق بعض النجاح ..
مهرجانات فينيسيا تغيرت فالبعض منها انفتح تماماً على الجمهور 189 الف مشاهد في برلين و120 الفا في سان سيباستيان وهكذا سيمر بقاء الفيلم الاضعف من خلال تليين القواعد التي اضطرتهم لعرض افلام ممنوعة خارج بلدها الام مع ذلك لم يفقد مفهوم التنافس شرعيته امام فكرة تظاهرة قد تكون معرضا مؤقتا ومكثفا لكم هائل من الاعمال. وهذا كما يؤكده مال فيلمKen loach ( الريح تهب) الحائز على جائزة سعفة النخيل الذهبية لعام 2006 والذي حضره جمهور قد لا يكون حصل عليه في مكان آخر..