فهذه الأسواق المحدودة بالزمن والمكان أثبتت نجاحها وفرضت شعبيتها وذلك بسبب ملاءمتها لذوي الدخل المحدود
وتنوع البضائع المعروضة فيها ووجودها في أماكن شعبية وساحات عامة (على شكل بسطات) بعيدة عن الرسوم المالية والضرائب الباهظة التي تفرض على المحال التجارية والتي تدفع في نهاية المطاف من جيوب المواطنين المتسوقين من خلال رفع أسعار البضائع.
قبل نحو عشر سنوات كانت المحافظة فقيرة في عدد الأسواق الشعبية الأسبوعية وكان سوق نوى الذي يقام يوم الجمعة من أشهر وأكبر الأسواق في المحافظة ومازال حتى الآن, حيث يرتاد هذا السوق العريق آلاف المتسوقين كل يوم جمعة من معظم محافظات الجنوب السوري (درعا - السويداء - القنيطرة - ريف دمشق) ويتمتع هذا السوق بشهرة واسعة بسبب تنوع البضائع المعروضة فيه حيث يجد المواطن معظم حاجاته بأسعار معقولة ومناسبة لدخله, ففيه سوق خاص لبيع وشراء الأقمشة والألبسة والمفروشات, وآخر للعصرونية والخضار والفواكه والدراجات ومواد البناء والبالة والحيوانات مثل الأغنام والأبقار وغيرها مثل الدجاج والطيور.
ونظراً لنجاح سوق مدينة نوى بهذا الشكل الاستثماري الكبير بدأت بعض مجالس المدن والبلدات بالمحافظة تتجه نحو تقليد ذلك الأمر الإيجابي لتحسين ريوعها الذاتية وبالفعل وجدنا أن مجلس مدينة طفس نجح في إقامة سوق يوم الخميس الأسبوعي الذي يرتاده التجار من كل حدب وصوب, وكذلك سوق بلدة إبطع يوم السبت وسوق إنخل وسوق غزالة (الخاص بالحلال والحيوانات) وسوق الحراك وغيرها من الأسواق الشعبية الأسبوعية التي يتناوب الباعة الجوالون عليها من سوق لآخر لعرض بضائعهم بأسعار منافسة موفرين على المواطنين عناء التنقل والسفر من مكان لآخر لشراء حاجياتهم, فالمهندس عفيف الزعبي رئيس مجلس مدينة طفس أكد أن البلدية وفرت المكان المناسب لإقامة السوق كل يوم خميس وتقوم بأعمال النظافة بعد انتهاء فترة التسوق مقابل رسم زهيد لكل بسطة يعود ريعه لدعم النادي الرياضي في المدينة وقد تحسن الواقع التجاري في المدينة ولاحظنا أن هناك حركة تسوق نشطة يوم الخميس من كل أسبوع في المدينة حيث يتوجه في ذلك اليوم آلاف المواطنين لشراء حاجاتهم من السوق الشعبي بأسعار مناسبة ولا حاجة للذهاب إلى مدينة درعا لشراء تلك الحاجات حيث يتوفر في السوق مختلف أنواع البضائع والخضار والفواكه وبعض الطيور الداجنة.
متعة التسوق
الكثير من رواد الأسواق الشعبية الأسبوعية بدرعا أكدوا أنهم ينتظرون موعد السوق لزيارته وللتجول فيه جماعات وأفراداً متمتعين بمشاهدة البضائع وشراء الحاجيات بشكل هادئ وبأسعار منافسة, بعيداً عن الأسعار الباهظة في المحال التجارية التي لا ترحم جيوب ذوي الدخل المحدود, ففي الأسواق الشعبية تجد البضائع متنوعة وأسعارها مناسبة وأمام المتسوق الكثير من الخيارات للشراء.
ويعزو بعض التجار الذين يعملون في هذه الأسواق إقبال المواطنين على الشراء بسبب الأسعار المنافسة والرخيصة للبضائع المختلفة وذلك لعدم وجود ضرائب ورسوم مالية كبيرة عليهم مثل المحال التجارية وبالتالي يكون لدى الباعة في الأسواق الشعبية الأسبوعية (البسطات) هامش مرونة في البيع بأسعار أقل بكثير ومشجعة لذوي الدخل المحدود وخاصة في اللحظات الأخيرة من ساعات السوق حيث تبدأ بورصة المنافسة لطرح السعر الأقل تشجيعاً للمتسوقين للشراء وتخفيفاً على الباعة من حجم البضاعة كي لا تعود معهم إلى مخازنهم مستخدمين قاعدة (ربح قليل وبيع كثير).
وهكذا نستطيع القول إن الأسواق الشعبية الأسبوعية في محافظة درعا حققت الكثير من النجاحات في تحريك القوة الشرائية لذوي الدخل المحدود وفتحت الباب أمامه واسعاً لاختيار البضائع المختلفة وبأسعار متنوعة وفي عقر داره دون عناء للذهاب إلى مركز المدينة للتسوق.