و لا يلتزم هؤلاء بغالبيتهم بحضور أعمال اللجنة!!هل قضايا الفقر والبطالة والتعليم خارج اهتماماتهم?أو تحتل مرتبة ثانية في أولوياتهم? قد يكون ذلك مقبولا فيما مضى لكن ليس الآن مع وصول معدلات البطالة والفقر والتسرب من التعليم الى حد: اما التدخل الفوري واما أزمة حقيقية تمشي بالمجتمع السوري الى الانحدار.واذا كانت الأرقام حافزا على العمل أو دليلا فمعدل النمو السكاني الذي وصل حسب احصائيات 2004الى 2,58 يقابله نمو اقتصادي وصل الى 5,5سنة2006 أي لايوجد موائمة بين النمو الاقتصادي والسكاني.
وفي ورشة العمل الأخيرة التي نظمتها اللجنة عرض المشاركون مشكلات تفصيلية من عموم سورية لو صورت فيلما تسجيليا لصدمنا وبكينا وتحمسنا للمبادرة بتغيير هذه الصورة غير المفرحة,ففي تدمر مثلا المدينة السياحية الأولى في بلدنا لن ترى الا جموع العاطلين عن العمل,في البيت الواحد أب لخمسة شبان يقول:أولادي الخمسة خريجو معاهد صناعية,لكن أين الوظيفة?أرقامهم في مكتب التشغيل 6000 وما فوق أي لا أمل في الوظيفة ونحن أهل تدمر لانستفيد من مدينتنا لأن الاستثمار السياحي فيها ضعيف.في قرى الساحل يقول الشباب لو كان في ماء كنا زرعنا أ و في مصنع قريب كنا اشتغلنا لكن دائما نضطر للتوجه الى دمشق للبحث عن فرصة عمل.
ويقول معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل عن دمشق بأن قرى بأكملها توطنت على أطراف دمشق بعاداتها وطريقة عيشها مع سيئات المجتمع الجديد, أي لم يكتسبوا المدنية بل على العكس .وتأكيد كلام الدكتور لا يحتاج الا عناء فالأطفال الذين يبيعون المحارم على أدراج البنايات من ريف ادلب وجموع العمال على الأرصفة عند مداخل الضواحي وقرب المواساة وتحت جسر السيد الرئيس من ريف حلب ودير الزور, لقد وضع أعضاء اللجنة قائمة بالمشاكلات وتمت مقاطعتها مع الخطة الخمسية العاشرة وكان التأكيد على أعمال هذه اللجنة حيث قال الدكتور وائل الامام مدير معهد الدراسات والبحوث السكانية:لا بد من الالتزام الكامل بقرار مجلس الوزراء بتشكيل هذه اللجنة وتحديد آليات تنفيذ ومتابعة المسائل المتعلقة بالمشكلة السكانية,مع اللجان الفرعية ومؤسسات الدولة المعنية بطرق قابلة للتطبيق والقياس ليبين أثرها على الواقع ولا بد من آليات استثمارية لا مركزية في المحافظات الأخرى والأرياف تسن لها التشريعات القانونية والمالية,أيضا لا بد أن يكون للمجتمع الأهلي والقطاع الخاص دور في حل مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل.
أخيرا لو يمشي العمل على حل المشاكلات بنصف الحماس الذي أبداه الحضورلتسنى لنا التفاؤل,لكن بقاء الكثير من المشاريع حبيسة الأدراج واهدار الميزانيات دون نتائج ملموسة تجعلنا نقول هل كنا نحن المجتمع السوري بين قوسين عند اجتماعات وتخطيط تلك المشاريع ?.ا