تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حب خريف العمر.. الصداقة بديل عن التصابي?!..

مجتمع
الأربعاء 6/12/2006
محمد عكروش

ارتداد سلوكي كمحاولة لاستعادة ما فاته واقتناص لحظات سعيدة في حياته, أزمة منتصف العمر مصطلح اتفق على استخدامه علماء النفس والاجتماع وهو يشير إلى ارتداد سلوكي إلى مرحلة المراهقة والصبا, تبرز لدى بعض الرجال والنساء على السواء..

وخلال سنوات مضت كان الخبراء يطلقون على هذه المرحلة العمرية (مرحلة سن اليأس) وذلك لأن أغلب مظاهرها كانت تصيب المرأة أكثر من الرجل فتحاول التغلب على مظاهر العمر بالماكياج والملابس الصارخة والحركات المتصابية, ولكن هذا السلوك امتد إلى الرجال أيضاً, وبعد أن كان سن الأربعين والخمسين يمثل زهوة العمر التي ينضج فيها الرجل وتزداد حكمته وتتم قراراته بالرزانة والعقلانية أصبح هذا العمر أزمة تخنق البعض وتعود بهم إلى التصابي والجري وراء قصص الحب والبحث عن المغامرات العاطفية.‏

استطلعنا بعض الآراء لمن شملهم التحقيق ليعبروا عن عشوائية السلوك والمشاعر لتلك الفترة.‏

مازلت مرغوباً‏

مارآه (منهل عليا) عندما يشعر الرجل أنه اقترب من سن الأربعين يريد أن يثبت لنفسه ولكل من حوله أنه مازال قوياً وجذاباً ومؤثراً, وربما هذا ما يفسر بحثه عن الفتاة صغيرة السن, لا من تساويه عمراً. ليقول علناً انظروا مازلت شاباً ومرغوباً.‏

أما (لؤي الحموي) وهذا يحدث لدى الرجال عندما يشعر بأن الأحلام قد تلاشت والمشاريع التي فكر وأمل بتحقيقها قد انتهت أو لم يعد هناك وقت أو فائدة لتنفيذها وأن الباقي من العمر أقل من الذي راح . فيصاب باليأس والإحباط ليثبت لنفسه أولاً ولكل المحيطين به أنه مازال ينبض بالحيوية والشباب .‏

هذا كان من جانب الرجل فماذا عن النساء‏

ترى السيدة (رؤى مرعي) ربة منزل من وجهة نظرها ان معظم النساء يعتبرن أنهن تعدين مرحلة الخصوبة والشباب عندما يكبر أولادهن, ما يغضب أزواجهن الذين يرفضون الاعتراف بمظاهر الشيخوخة, ويرون في زوجاتهم ما يذكرهم بما لا يريدون تذكره, ما يثير المشاكلات الزوجية بينهم, حيث تتهم الزوجة زوجها بالتصابي, بينما يراها هو امرأة استسلمت لبوادر الشيخوخة. فيبدأ بالبحث عن أخرى.‏

فرض واقع جديد‏

أما (مريام مرهج) الطرفة تقول بعدما يتوارى جمال المرأة وشبابها وتدخل مكرهة نحو سنواتها العجاف يشعر بأن من حقه أن يسعى نحو ما يجدد له بعض شبابه. وبالطبع فإن ذبول تلك الفتنة وأفول شمس ذلك الشباب سوف يفرض واقعاً جديداً تفتقد المرأة فيه لأدوات النقاش المقنع.‏

كما تقول السيدة (لين الصفدي) موظفة إن عدم توفر الزوجة الصديقة التي تشارك الزوج أحلامه وهواياته وتوفر له الأمان والاستقرار والمشاركة الفعلية من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى وقوع الزوج في الفخ والعكس صحيح لهذا ينطبق على الزوجان وبهذا يظهر سلوك التصابي لدى الطرفين.‏

ترسبات شرقية‏

وعن عوامل أخرى تتعلق بالمجتمع تقول (لافا حيدر) سنة رابعة تربية: إن المجتمع العربي خاصة درج على أن التعامل مع سن الأربعين عند المرأة أنه سن يأس وسن بداية النهاية المريرة, ومع سن الأربعين عند الرجل على أنه سن النضوج وسن نهاية البداية المريرة أيضاً.‏

ومع شيب المرأة على أنه شيخوخة كبر قبح فوق قبح, ومع شيب الرجل على أنه وقار وهيبة وجمال فوق جمال.ومع الرجل الذي يود الزواج من امرأة مسنة على أنه مريض نفسياً بداء الحرمان من حنان الأم في الطفولة, ومع الفتاة التي تريد الزواج من رجل مسن بأنها متفتحة محبة لرجولة أبيها, تعرف الفارق بين الشباب عديم الخبرة والرجولة الناضجة الحقة!.لكل هذه الأسباب وغيرها يعايش الرجل بعد الأربعين وهماً. اسمه عدم كفاية امرأته له ووهماً آخر اسمه ( حقه الطبيعي في أن يستمتع بشبابه).. ووهماً ثالثاً اسمه ( إعجاب صغيرات السن بنضجه) كلها مجتمعة ترسبات مجتمعاتنا الشرقية. كل هذه الاحتمالات التي طرحتها لافا وضعتها لنسأل أصحاب الشأن, الاختصاصية النفسية نزهة الحاج محمد لتقول: تعددت الآراء النفسية حول سبب هذا السلوك وعوامله فبعضهم يعود بهذا السلوك إلى مرحلة المراهقة المبكرة حيث يحدث لبعض الأشخاص ارتداد سلوكي كمحاولة لاستعادة ما فاته واقتناص لحظات سعيدة في حياته ليتحرر قليلاً من القيود وردود أفعال المجتمع والآخرين فيشعر بالبهجة والحرية والحياة. كما وان بعض النساء تشعر في سن اليأس بأنها تمر بفترة حرجة في حياتها ليس فقط على مستوى التغيرات الفيزيولوجية ولكن كإحساس نفسي يشعرها بأنها أصبحت كبيرة في السن وغير ذات أهمية وغير مرغوبة جنسياً من الرجال ولم يعد لها البريق الذي تحبه كل امرأة ولهذا نجدها تهتم بنفسها بشكل مبالغ إذعاناً منها وللآخرين بأنها مازالت تحمل الشباب والخصوبة , وأردفت بالقول فالمرأة كما يقول علماء النفس تعتقد أن قوتها تكمن في جمالها ولهذا قد تلجأ النساء في هذا السن إلى عمليات التجميل بشكل كبير, وفي هذا الإطار قد يرجع سبب أزمة منتصف العمر لدى الرجال إلى الإحساس بأن الواجبات والمسؤوليات على حساب تمتعهم بالحياة ووسائل البهجة فيها قد اثر في نفسيته وجعله يشيخ قبل الآوان فيلجأ الرجل إلى أصدقاء جدد يصغرونه في السن أو إلى إقامة علاقات عاطفية مع فتيات صغيرات أو الزواج من أخرى تعيد إليه شبابه وقد يعمد إلى تغير طريقة ملابسه والابتعاد عن اللباس التقليدي ولبس الجينز أو السبورات وصبغ شعره ليبدو اصغر سناً وهذا السلوك يأتي نتيجة إهمال أبنائه وزوجته له وانشغال الزوجة بالأبناء وإهمال نفسها وانشغال أبنائه بمستقبلهم ,فيشعر بالوحدة وانه أصبح على حافة التقاعد الأبوي والرجولي فيشتد خوفه من الشيخوخة. وعلى المرأة اليوم أن تزداد ثقتها بنفسها تهتم بنفسها في حدود المعقول وبما يليق بالعمر ونظرة المجتمع.وان نبتعد قدر الإمكان عن التفكير بهذا الأمر فالحياة مستمرة لا تنتهي بسن 40 أو 50 ومن هنا اقترح بإقامة علاقات أسرية وزيارات ورحلات ترفيهية مع الأصدقاء وأفراد الأسرة وان يكون جو الأسرة مفعما بالحب والعاطفة والحنان بحيث تشعر المرأة بأن زوجها مازال يراها تلك الفتاة الجميلة التي ولع بها ونسج معها أروع قصص الحب وكذلك الرجل يشعر بأن زوجته مازالت تراه ذلك الشاب الوسيم الذي تفتن به أحلى الفتيات وتعامله بدفء وتلبي حاجياته وتشعره بمكانته وهيبته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية