تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مطلوب وزير !

هآرتس
ترجمة
الأربعاء 6/12/2006
ترجمة أ. أ. هدبة

في الوضع الذي يكون فيه لسكان سديروت 20 ثانية إنذار قبل أن يسقط قسام على رأسهم, ولدولة إسرائيل زمن إنذار محدود حتى يتوفر سلاح نووي في يد دولة تدعو إلى أبادتها,

فان ولاية وزير دفاع ليس خبيرا في إدارة شؤون الأمن هي مثابة ترف في غير متناول اليد. فمع أن المنصب سياسي, ورقابة وزير على جهاز الأمن يفترض بان تكون ذات طابع مدني, إلا أن المعرفة المسبقة اللازمة للبدء في المهمة أكبر مما ينبغي على المبتدئين. وتيرة اتخاذ القرارات في الشؤون الأمنية في إسرائيل لا تسمح أيضا لشخص حاد الذهن بأن يتعلم . هذا الإحساس رافق تسليم حقيبة الدفاع لعمير بيرتس, قبل نحو نصف عام, ولشدة الأسف لم يتبدد, من لبنان وحتى غزة.بيرتس اختار منصب وزير الدفاع لاعتبارات المكانة. فقد كان هذا هو المنصب الثاني في أهميته الائتلافية بعد منصب وزير المالية الذي حرم منه. ولا يزال لم يولد بعد السياسي الذي يرفض منصبا كبيرا لا يفهم فيه فيطلب بدلا منه منصبا أصغر يمكنه فيه أن يتفوق. ليس في حكومة إسرائيل وزير آخر يفهم في علاقات العمل مثل بيرتس. كما أن حقيبة التعليم التي كان يمكن له فيها أن يحدث إصلاحات في تشغيل المعلمين, لم يكن في نظره محترما مثلما هي حقيبة الدفاع.كثيرون من وزراء الدفاع السابقين ممن لم يكونوا ذوي رتب عسكرية رفيعة, إن لم يكونوا جميعا, تميزوا بالفهم وبالتجربة في مجال الأمن, الاستراتيجية والسياسة الخارجية. أما بيرتس فلم يختص في هذه الشؤون على مدى حياته كنائب عادي, ومع ذلك تخلى حتى وقت أخير مضى عن تعيين نائب ذي خبرة أمنية. حرب لبنان الثانية لا تزال قيد التحقيق, ولكن واضح للجميع بأنها اُديرت بانعدام كفاءة. وزير الدفاع يوجد في الوسط, في القيادة فوق رئيس الأركان وتحت رئيس الوزراء. وهو يستحق الشعور بقدر ما من الظلم, حين لم تستجب بعد نداءات الاستقالة لايهود أولمرت ودان حلوتس, فيما أن الضغط السياسي والجماهيري عليه لإخلاء كرسيه بات أثقل من أن يحتمل. زملاء أولمرت في حزبه يصمتون ولا يثورون ضده, ربما لان لرئيس الوزراء صلاحية إقالة وزرائه. أما وزراء حزب العمل فلا يخشون من رد فعل بيرتس ولن يستقيلوا من الحكومة التي تستند إلى أغلبية في الكنيست حتى بدونهم, فقط كي ينقلوا مكانته الخاصة.حرب إسرائيل لم تنته في المعركة في لبنان. أمامها مخاطر كبيرة, وكذا حاجة حقيقية للبحث عن مسارات سلام. هذه المهمة اكبر على ما يبدو من قوة أولمرت وبيرتس. الأمل الوحيد في أن تنجح هذه الحكومة هو في تغيير شخصي في القيادة وبلورة مجموعة وزراء يمكنها أن تعمل بانسجام. يمكن أن نتوقع من حزب قديم ومسؤول مثل حزب العمل أن يعرف كيف يغير تركيبة الوزراء بشكل يواصل فيه بيرتس القيادة, على حد تعبيره, لمعسكر السلام, فيما أن شخصا آخر يقود وزارة الدفاع, ليعمل بخبرة على ترميم الجيش, وإعداده للاختبارات المصيرية وإعادة ثقة الجمهور به.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية