|
ألفة الأدلبي ... رحيل مع عطر الربيع دمشق وقد خصصنا صفحة كاملة للاحتفاء بأد بها وبعطائها وتجربتها الابداعية الثرة التي توقف النقاد من مختلف اقطار الوطن العربي عندها واشادوا بها... واليوم ومع بداية الربيع ينتهي العمر المديد المعطّر باكثر من خمسة عشر كتابا ما بين الدراسة الادبية والرواية والقصص ناهيك عن المحاضرات التي توزعت ما بين دمشق وحلب.. الفة الادلبي الاديبة السورية الدمشقية المولد في ابداعها عطر الغوطة وسحر الشرق, ومن يقرأ أياً من اعمالها الابداعية سيجد ما نذهب الىه في (حكاية جدي) لا تحلق بالخيال عالىا فقط, بل نعيش هناك بعيدا حيث موطن الجد, في القفقاس نعيش الحكاية الأسرة, نبدو وكأننا شهود علىها اذا لم نكن من ابطالها, وكذلك الامر في كتابها (المنوليا في دمشق وأحاديث اخرى...) وغير ذلك من الكتب والاعمال الابداعية الاخرى. ولدت ألفة الادلبي في دمشق في حي الصالحية في تشرين الثاني عام 1912 من أبوين دمشقيين, هما ابو الخير عمر باشا ونجيبة داغستاني. في عام 1929 تزوجت من الدكتور حمدي الادلبي دون ان تراه وأنجبت ثلاثة اولاد هم: ليلى وياسر وزياد. في عام 1940 م انتسبت الى جمعية الندوة والى حلقة الزهراء الادبية, والتحقت بجمعية الرابطة الثقافية النسائية 1945م. في عام 1947 م كتبت اول قصة بعنوان: القرار الاخير, فازت بجائزة اذاعة لندن, بعد ذلك توجهت للكتابة في مجلة (الرسالة) المصرية. في مسيرتها الابداعية اكثر من عشرة اعمال ما بين الرواية والقصة نذكر منها:- قصص شامية - وداعاً دمشق, المنوليا في دمشق, ويضحك الشيطان, - عصي الدمع, دمشق يا بسمة الحزن, حكاية جدي, نظرة في ادبنا الشعبي, نفحات دمشقية, وداع الاحبة, ما وراء الاشياء الجميلة. ومن الجدير بالذكر ان مجموعتها قصص شامية كتب مقدمتها عميد القصة العربية محمود تيمور وقال: إنها طراز خاص وشخصية مستقلة فيها تصوير للحياة الشرقية وتعبير عن العقلية الشرقية فهي شرقية الجو, شرقية السمات والنزعات. رحم الله فقيدة الادب والمبدعة التي اخلصت لرسالتها وكانت علامة بارزة في مسيرة الادب العربي عامة والسوري خاصة. رحلت في مطلع الربيع الذي تغنت به كثيرا حين يلوّن دمشق وغوطتها بريشته المبدعة ويحولها الى قارورة عطر وبستان مواعيد وأشواق.
|