هل الإرضاع الطبيعي واجب أم عادة؟ في أيامنا الحالية يعود الارضاع للأم و أيضاً للأب، إذ لا يمكن إجبار أم على الارضاع وعدم الارضاع لن يقف حائلاً أمام نمو الطفل.
من الهام الاشارة إلى أن تغذية الرضيع عند الثدييات تقدمه الأم طيلة الأسابيع الأولى من حياتها، وتركيبة الحليب تختلف حسب الأجناس وذلك لكي تتلاءم مع نمو وبيئة كل صغير.
لهذا لا يمكن لحليب البقر أن يقارن بحليب الأم، فمهما كانت نوعية هذا الحليب، إلا أن إعداده ليقدم للأطفال لا يحتوي في الواقع على الهرمونات، الأنزيمات، عوامل النمو، والمناعة الموجودين بشكل خاص في حليب الأم الذي يحقق الحماية والنمو للطفل.
ولتميز حليب الأم بخواص كثيرة فإنه يقلل من مخاطر عدوى اصابة الطفل بالجهاز الهضمي و التنفسي، كما يقلل من خطر الحساسية ويساعد على تطور إدراكي أفضل، و تجنب السمنة عند الطفل، و عندما يصبح بالغاً، كما يقلل من الوقوع لاحقاً بالأمراض القلبية.
في الواقع تقل الاصابة بـالضغط الشرياني، ومعدل الكوليسترول عند المراهقين و البالغين الذين أخذوا رضاعة طبيعية عن الذين تناولوا غير حليب الأم.
كذلك أظهرت العديد من الدراسات أنه يستحسن الارضاع الطبيعي أربعة أشهر على أقل تقدير.
فقدان الوزن بعد الوضع يكون أسرع عند الأم المرضعة بالاضافة إلى أن الارضاع يقلل من خطر الاصابة بسرطان الثدي. أخيراً، يجب ألا ننسى محاسن الشعور النفسي فأثناء الارضاع تتلاصق الأم بالرضيع مما يمنح الشعور بالعطف، السكون و الانسجام بين الأم و الطفل.
فالارضاع يحسن طبيعة علاقة الأم بالطفل مباشرة، و مستقبلاً، فالأم تعتاد أن تكون متقبلة لطفلها و انفعالاته. وحسب بعض الدراسات فإن الارضاع يجنب المعاملة السيئة.