تأجيل الكثير من الأعمال - الانكفاء الاجتماعي.. ولعل مصدر الصعوبة الرئيسي يكمن في تعدد العوامل المؤثرة بنتائج الأبناء وتداخلها. في ثقافي كفرسوسة القى الأستاذ رياض الرفاعي محاضرة بعنوان/ الآمال والمعوقات في امتحان الشهادة/ تحدث من خلالها عن جملة عوامل مؤثرة في نتائج أبنائنا.
أثر المجتمع
إن للمجتمع أثراً قليلاً نسبياً ورغم ذلك يمكن تفعيل هذا الأثر. على سبيل المثال في اليابان تستنفر كل الجهود وتوظف كل الإمكانات في سبيل تهيئة الأبناء للامتحان، وشهر الامتحانات يسمونه شهر الموت . أما في مجتمعنا لماذا لا نلحظ هذا الاستنفار الجدي في جوانب المجتمع على سبيل المثال وفي اللوحات الإعلانية الطرقية التي تتكاثر من حولنا وتكاد تسد علينا الأفق ، لماذا لا نشاهد عبارات الدعم المعنوية للأسرة والأبناء في شهر الامتحانات وتكون مذيلة بدعاية المنتج مثل: قلوبنا معكم أيها الأبناء...
ولننبه الأبناء إلى أهمية الوقت: الوطن بانتظاركم حافظوا على الوقت ولنعزز ثقة الأبناء بأنفسهم: أنتم أيها الأبناء أهل التفوق والنجاح.
لنشعرهم بأهميتهم الكبيرة ونهدىء من اضطرابهم وقلوبنا معكم، الوطن كله معكم والله معكم.
أثر المدرسة
للمدرسة أثر كبير وفعال في تحقيق آمال أبنائنا ويتم ذلك من خلال العديد من المهام- الاهتمام بالقاعات الدرسية فيزيائياً/ تدفئة- نظافة- إضاءة/ الاهتمام بطلاب الشهادتين يبدأ من المرحلة الانتقالية التي تسبقها فالكثير من المدارس تعتني بطلاب الشهادتين من حيث الدورات ومن حيث اختيار المدرسين والنصائح.. على حساب الصفوف الانتقالية حتى أصبح مفهوم الكل عن الصفوف الانتقالية أنها غير مهمة وبذلك يتم تأجيل كافة المهارات والأبحاث والمشاكل إلى صف الشهادتين ،عندئذ المدرس والطالب يجهدان في ترميم الأبحاث للصفوف الانتقالية على حساب أبحاث الشهادة.
أثر الأسرة
للأسرة أثر كبير في موضوع التحصيل العلمي فالأبناء ولأول مرة يقفون في دائرة الضوء فالكل من صديق وقريب وجار يسأل وينتظر مما يجعل الأبناء في حالة خوف واضطراب لذلك على الأسرة أن تكون بكل أفرادها عاملاً مهدئاً لا عامل توتر وقلق، ونوه المحاضر إلى أن فرط الحب والغيرة والحرص على مستقبل الأبناء يدفع الكثير من الأهل إلى تكرار النصائح لأبنائهم مرات كثيرة وبشكل يومي وأحياناً تأخذ طابع الحدة والتقريع دون أن ندرك أن النصيحة المكررة مهما كانت قيمة تغدو مملة ومبتذلة وخاصة إذا كانت ذات حدة مرتفعة، لذلك الأمر الذي يجب أن نؤكد عليه عند الأبناء في هذه المرحلة هو تأدية الواجب تجاهها والوعي لأهميتها وبذلك يكون الأبناء في حالة انسجام مع الواقع الأمر الذي يخلق إنساناً متوازناً وذا انتاجية عالية.
الأثر الشخصي
وهذا العامل هو الأهم على الإطلاق وعليه تترتب كل العوامل السابقة وللدلالة على هذه الأهمية المطلقة أطرح عليكم المثل الإنكليزي: إنك تستطيع أن تأخذ الفرس إلى النهر ولكن لا تستطيع أن تجبرها على أن تشرب أي إذا توفر عامل المجتمع والأسرة والمدرسة بشكل نموذجي ولم يتوفر العامل الشخصي فالنتيجة بالتأكيد سلبية وغير مرضية، فالوعي لأهمية المرحلة ضرورية للنجاح وهذه المرحلة هي مرحلة عبور إلى مراحل مستقرة في الحياة فبعد أشهر قليلة من الشهادة الثانوية سوف تفضي بالطالب إلى أن يكون مهندساً أو طبيباً والوعي يجب أن يأخذ مستويين شخصياً وعاماً . شخصياً يحدد الطالب مكانته الاجتماعية ويحدد نوعية أصدقائه والمستوى العلمي لزوجته وأولاده.
والبعد العام: أي إن إدراك الطالب لأهمية مرحلة الشهادة على المستوى الشخصي يجب أن يكون متكاملاً مع الرؤية العامة لموقعه في بناء الوطن.
وليدرك الشاب أهميته بالنسبة للوطن وإن الحركة حول الذات في مجموعها تساهم في حركة الوطن والأمة، فقدرة الأمة وطاقتها هي مجموع قدرات وطاقات أبنائها.