ونحن هنا أمام تجربة نموذجية يعيشها الأطفال في النادي الموسيقي المدرسي الذي تقوم به إدارة مدرسة جرجس طعمة للتعليم الأساسي وبمشاركة العديد من المدارس العامة في المنطقة، وبإشراف مختصين وعازفين معروفين.
عن هذه الخطوة ومعها العديد من المبادرات التعليمية الأخرى التي يحتاجها طفل المدرسة حدثنا الأستاذ عماد منصور مدير المدرسة قائلاً: لدى الأطفال مواهب وقدرات كامنة، لا تظهر ولا تكتشف إذا لم تلق التشجيع والاهتمام من قبل المحيطين وإذا لم يتم انضاجها بالطرق والسبل الصحيحة. من هنا كان افتتاح النادي الموسيقي في وحدة الشهيد جرجس طعمة، وبموافقة فرع ريف دمشق لمنظمة طلائع البعث وبمشاركة أطفال المدارس العامة في بلدة صحنايا.
يتضمن النادي تعليم العزف على الآلات الموسيقية ومنها/ العود- الأورغ- الكمان- الغيتار- والصولفيج- والأكورديون/ بالإضافة إلى تعليم الغناء ضمن فرق جماعية ، ويقوم التدريب من قبل مدرسين مختصين من العازفين الجيدين والمعروفين، وطبعاً وفق نوط معتمدة لأغانٍ قومية وأغانٍ عن الطفولة والتعلم وغيرها.
في سؤالنا حول المدة الزمنية لدورات النادي وأعمار الأطفال ورسوم الاشتراك؟ أفادنا: الدورة تكون على مدار ثلاثة أيام بالأسبوع لكي يستطيع الطفل تحقيق الفائدة المرجوة، وهي من الساعة الثالثة حتى الخامسة خارج أوقات الدوام المدرسي وطبعاً النادي مستمر فكل شهرين يوجد دورات ويوجد اختبارات لمعرفة المستوى الذي وصل إليه الطلاب وذلك بمتابعة وموافقة فرع الطلائع.
المعهد كنشاط طلابي لا صفي يضم طلاباً من مجموعة مدارس ومفتوح لجميع مدارس المنطقة والمناطق المجاورة ويتراوح عمر الأطفال من 6 سنوات إلى 15 سنة والاشتراك هو عبارة عن مبلغ رمزي لا يتجاوز الـ 1000ل.س للدورة كلها. وقد وصل عدد الأطفال إلى حوالي 60 طالباً حتى الآن وقال: نحن هنا نتحدث عن الموسيقا التي هي غذاء الروح، وهنا ينشغل الطفل بمادة فنية يتعامل بها مع الاحساس والمشاعر، ويشغل جزءاً من وقته بالعزف على آلة يحبها. وحتى تكون الفائدة أكبر، سوف نعتمد أسلوب نجاح ورسوب، ففي نهاية كل دورة يوجد اختبارات ومن خلالها يترفع الطفل إلى المرحلة التي تليها أولاً.
دورات مجانية للمقصرين
وتحدث الأستاذ منصور عن نشاط آخر تقوم به المدرسة لتعليم العزف على الآلات النحاسية، وذلك بشكل مجاني خلال يومي الجمعة والسبت وبإشراف وتدريب مختصين.
وبالإضافة للأندية وما تقدمه من أنشطة رياضية، تعليمية، موسيقية تقيم المدرسة دورات تقوية مجانية للطلاب الذين بحاجة للمساعدة في مادة اللغة الإنكليزية ومادة الرياضيات واللغة العربية وذلك بالتعاون مع منظمة الإسعاف الأولي... ومع أنها خصصت للطلاب المقصرين بهذه المواد إلا أننا استوعبنا حتى الطلاب الوسط وكان عدد المشاركين حوالي 200 طفل وهي بشكل يومي وخارج أوقات الدوام.. وكانت لمدة شهر ونصف في الفصل الأول، وهي الآن مستمرة في الفصل الثاني.
وطبعاً كانت النتائج ايجابية جداً وملفتة للنظر وأعتقد أن الجميع حقق الاستفادة.
مع الأطفال المشاركين
وكان لنا وقفة مع عدد من الأطفال المشاركين بالنادي الموسيقي: منهم الطفلة مرام فرج تعزف على آلة الغيتار قالت: طرحت فكرة النادي على والدي ووالدتي، وقد شجعاني كثيراً، وبدأت التدريب مع بداية شهر شباط، ومع أني لم أدخل دورات موسيقية سابقة، لكنني الآن أحبها كثيراً وأصبحت أملك غيتاراً أتدرب عليه كلما أحببت.
الطفل الياس الشوفي قال: أعزف على آلة الغيتار منذ عامين وعندما دخلت هذه الدورة اخترت آلة الأورغ بالإضافة إلى الغيتار وأنا الآن أتعلم أشياء جديدة ومفيدة،وهناك تعاون كبير من قبل المدرسين والإدارة.
الطفلة علياء هلال وهي في الصف الثاني للتعليم الأساسي مرحلة أولى، ورغم صغرها قالت: أحببت العزف قبل أن أدخل إلى الدورة إذ كنت دائماً أستمع إلى أختي وهي تعزف على آلة الكمان ولهذا اخترت أنا نفس الآلة.
الطفلة داليا جابر اختارت آلة الأورغ وتتدرب على الصولوفاج وكذلك الطفلة هديل ناصر أحبت الدورة كثيراً واختارت آلة العود بنصيحة وتشجيع من والدها.