إلا أن مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي لا تزال مثار جدل كبير في بريطانيا، وكذلك في الأوساط الأوروبية, خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات الطويلة المقبلة, التي ستحدد شكل العلاقة بين لندن وباقي دول الاتحاد في مرحلة ما بعد البريكست.
حيث صرح وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفيني أمس, بأن الاتحاد الأوروبي لن يهرع لإجراء مفاوضات مع بريطانيا لتسوية علاقتهما في مرحلة ما بعد خروجها منه.
وقال كوفيني: الاتحاد الأوروبي سيتعامل مع ذلك على أساس الحصول على أفضل اتفاق ممكن، اتفاق منصف ومتوازن لضمان أن تتمكن بريطانيا والاتحاد الأوروبي من التعامل كأصدقاء في المستقبل، لكن الاتحاد الأوروبي لن يتعجل في ذلك.
وكانت أزمة الحدود بين أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي وأيرلندا الشمالية، الإقليم ذاتي ، من أكبر معضلات التوصل لاتفاق بين لندون وبروكسل، وتسببت في تصويت البرلمان البريطاني غير مرة ضد خطة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، واتفاقها مع القادة الأوروبيين.
وترجع الأزمة بين الجانبين إلى عشرينيات القرن الماضي، فقبل عام 1921، كانت أيرلندا كلها تابعة للمملكة المتحدة، قبل أن تندلع حرب الاستقلال بين أيرلندا والقوات البريطانية، والتي استمرت حتى السادس من كانون الثاني 1922 على إثر معاهدة نالت من خلالها أيرلندا استقلالها الرسمي.
وصوت المشرعون البريطانيون يوم الخميس الماضي بأغلبية 330 صوتا مقابل 231 صوتا معارضا لصالح اتفاق بريكست الذي أبرمه رئيس الوزراء بوريس جونسون مع دول الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد نحو عامين ونصف من المباحثات المتعثرة بشأن خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي.