فاعتداءات التنظيمات الإرهابية المتكررة على أحياء سكنية في حلب والتي أودت بحياة العشرات معظمهم من الأطفال والنساء، تؤكد أن أطراف الإرهاب لا تزال تدير ظهرها لكل الحلول السياسية، وهذا ينطبق بشكل أساسي على نظام أردوغان الذي يبدو واضحاً أنه يحاول قضم مزيد من الوقت لاستكمال مخططاته ومشاريعه العثمانية ليس في سورية وحسب، بل في المنطقة بأسرها.
تبقى الإشكالية في عدم اعتراف منظومة الإرهاب، خاصة الأميركي والتركي في القواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض والتي رسخت واقعاً لا يمكن تغييره أو حتى العبث به، إلا عبر حرب شاملة قد تأخذ جميع تلك الأطراف إلى الهاوية.
من هنا نؤكد مجدداً على أن هذا الواقع بعناوينه وحوامله التي أضحت متجذرة بعيداً في عمق المشهد يشكل عامل توازن، ليس هذا فحسب، بل يشكل أيضاً عامل ردع لتهور وجنون أطراف الإرهاب بشكل عام، انطلاقاً من أنه أي الواقع قد تجاوز بنتائجه وآثاره كل المحاولات الرامية إلى إجهاض أو حتى عرقلة العملية السياسية، وهذه حقيقة ساطعة يتوجب على رؤوس الإرهاب - الولايات المتحدة ومعها النظام التركي - ليس فهمها فحسب، بل التسليم بها والاستسلام لها واتخاذ كل ما يلزم لمواكبتها ومحاكاتها، وغير ذلك هو لعب بالنار ومحاولة لأخذ الجميع إلى ما بعد حافة الهاوية.