عن المعتاد في طريقة السرد والوصف فقد أدخل الاستعارة والكناية والتمثيل بشكل فلسفي زاد من رونق وجمال كتاباته.. ووصفه للأحاسيس المتنوعة التي تعتري الانسان في كافة المواقف ولكل زمن وعصر..
أدخل الكاتب تفاصيل الجسد وتموجاته كجزء لايتجزأ من تضاريس ومكونات الحياة التي نعيشها كما في قصته بانادول (حلت عقدة الزمن من لسانها) وقوله (خلعت قضبان السنين المسمرة بأزرار ثيابها).. أظهر الكاتب بأسلوب متمكن روعة العلاقات والمشاعر(الحب) مثلا.. الحاضر الغائب في كل قصصه وكيف ان سيطرة الحب تكون سبب قوة الانسان وضعفه في آن معا.. وتجعله انساناً متناقضاً غريباً كما في قصته -العالم الثالث - بوصف البطل لزوجته الخائنة (انها الدم الذي يجري في عروقي) وقوله (هل هذه حياة نعيش بالغيرة و الحسد ونموت بالضغينة والحقد.. ننام على تثاؤب أقاويل الناس والتكاذب ونصحوعلى سعال المعاتبة والتكالب)..
وفي قصته كابوس حيث ان أسلوبه السلس الجميل واللغة البسيطة والمحكمة في آن معا يجعل القارئ وكأنه في قلب الأحداث.. لغة تنم عن ثقافة وتمكن كاتبها وبلاغته (انطلقت مسرعا بسيارتي التهم اسفلت الطرقات وأقتلع الشجر المصطف على الجانبين وأغادره لينمو ورائي من جديد)..
طغت مشاعر الحب وألم الفراق على أغلب قصصه التي تناولها باسلوب ينم عن حرفية عاليه المستوى وسهلة بنفس الوقت من لغة وتعابير بسيطة ومنمقة ومتمكنة يستمتع بها المتابع.. وتكاد تصل الى ان تكون حقيقية تمس شغاف الروح والقلب تارة وتداعب الوجدان تارة أخرى..
وضع الكاتب قصصه بعين حساسة مسكونة بهاجس المجتمع فرزت عيوبه وعرته.. تحدث عن الألم.. الحب.. الشوق.. الخيانة.. الحقد.. الخوف.. عن كل المشاعر الانسانية وقد عبر بكل قصة منها عن جانب واقعي ملموس وحي.. حيث تنوعت قصصه بتنوع وتلون احاسيس النفس البشرية التي تفنن بسبر اغوارها وعوالمها واختلاجاتها ومكنوناتنا.. اخذت العلاقات الانسانية حيزا كبيرا من قصصه خصوصا علاقة الرجل بالمرأه.. العلاقة الابدية المتجددة والمتناقضة بكل جوانبها ومفارقاتها وملامحها.. وقد أبدع في توصيفها والتعبير عنها بشكل مميز وجريء وبحبكة متينة منمقة ميزت تلك القصص.. بالاضافة الى اعتماده على تصوير مشاهد حركية للشخصية, كقصته -فنانة -.. (وكيف كانت شفتها السفلى في نهاية الجملة بحركة ذئبية مع شفتها العليا.. ثم تركن كقطة أليفة بعد ان ينتهي الكلام وقد أنهكها الشغب).. ابداع رسمه الكاتب وصوره ونجح به.. تكلل بتلك المجموعة القصصية التي اختار لها عنوان احدى قصصه المميزة.. (العالم الثالث)..
لا شك أن أسلوب السرد القصصي الذي استعمله القاص أسلوب محبب يزيل الملل عن القارئ.. ولغته عالية الشفافية قريبة من لغة الشعر.. قصصه مكثفة ومنوعة.. وموضوعاتها من وحي الواقع المعاش.