بل لغناه بالمعارف والمهارات والقيم الاجتماعية التي يحملها لتنتقل من جيل إلى جيل، مايسهم في تحفيز الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه هذا الإرث العريق من تراثنا اللامادي والذي لايقل أهمية بل يكمل تراثنا المادي من الأوابد والآثار.
لاشك جهود كبيرة تبذل من قبل المؤسسات الحكومية، وثمة مبادرات مجتمعية أهلية أيضا تسعى لإحياء هذا التراث الذي يشكل في مضمونه امتدادا وجسر اتصال بين الأجداد والأحفاد، ولكن هذه الجهود تبقى قاصرة إن لم تكن تتمتع بالديمومة والجدية، ولعل إدخال التراث اللامادي في المناهج التربوية المدرسية والجامعية مايساهم في حفظ تراثنا من الضياع والاندثار بعد تدوينه بشكل منهجي على أساس الزمان والمكان ليكون مرجعية للدارسين والمهتمين.
وبما أن التراث اللامادي يشكل جزءا من ذاكرتنا الشعبية وهويتنا الثقافية، فهو جدير بالعناية والاهتمام، فلاضير أن تخصص له المهرجانات على مساحة المحافظات كافة ومحاولة استقطاب المهتمين لوضع البرامج والآليات التي تساهم في حفظه وصونه، واتخاذ التدابير التي تحقق استدامته وإحياءه وتعريف الأجيال بما يتضمن من قيم على المستويات جميعها «الفلكلور، الموسيقا، القصص والأساطير، الأمثال والحكايات الشعبية، والمهن التقليدية..» جميعها ثروات وطنية تعبر عن تراث أجداد ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية العريقة.
واليوم إذ تُرمى هويتنا بسلاح العولمة وآثارها المدمرة، حري بنا أن نحصن أنفسنا ونحصن تراثنا كحامل للهوية والوجود، قبل أن يضيع في مهب ريح الزمن والنسيان.