ويتبادر سؤال إلى ذهن كل شخص يمر بجانب هذا الجذع عن الجهة المسؤولة عن مثل هذه الأمور، لنجد أن للقصة تشعبات وتحتاج إلى عدة إجراءات تسلسلية روتينية وسط تقاذف المسؤوليات من قبل العديد من الجهات قد تمتد لعدة أسابيع أو شهور، وفي بعض الأحيان تكون جميعها بلا جدوى.
ونتساءل هل يحتاج ترحيل جذع شجرة من قارعة الطريق إلى كل هذه التعقيدات؟
من أين تبدأ المسؤوليات، وهل هي علاقة تشابك وتكامل بين جميع الأطراف أم إنها منفصلة ومستقلة وربما متصادمة ومتنافرة.
على الطاولة
أسئلة كثيرة تم تداولها ضمن سلة من المواضيع والقضايا الخدمية التي تهم المواطنين أثناء اللقاء الخدمي الموسع الذي عقد في المركز الثقافي بكفرسوسة والذي جمع مخاتير ولجان الأحياء بدمشق وعددا كبيرا من المواطنين ونائب المحافظ الدكتور أحمد نابلسي وعدداً من أعضاء المكاتب الخدمية لفرع دمشق لحزب البعث ومندوبين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية في جلسة امتدت لساعات وسط مداخلات للمخاتير وأعضاء لجان الأحياء والأهالي، تم خلالها مناقشة عدة قضايا وشؤون خدمية بعضها آني ومستعجل ولا يحتمل التأخير وأخرى بحاجة إلى حلول جذرية تنهي هموم ومعاناة المواطنين.
وتأتي أهمية مثل هذه اللقاءات كونها تجمع وجهاً لوجه بين المواطنين وهي الحلقة الأكثر تضرراً مع المسؤولين والجهات ذات الصلة المباشرة للمشكلة.
بداية المداخلات كانت من قبل عبد الرؤوف شعيرية مختار حي اللوان بكفرسوسة الذي قدم جملة من المواضيع التي لها تماس مباشر مع أهالي الحي من ضمنها مواضيع النقل والسرافيس والصرف الصحي وتعزيل الأنهر والوحدة الطبية وعدة أمور أخرى تمس الحياة اليومية للأهالي والسكان.
وبين أن هذه اللقاءات الدورية مهمة جداً لجميع الأطراف، فالمواطن يلجأ للمختار ليشكو همه والمختار يمكن أن يحل بعض هذه المشاكل ضمن مسؤولياته والإمكانيات المتاحة لديه ولكن هناك أمور تتطلب كتباً ومراسلات للجهات المعنية وقد يلقى تجاوباً، وفي كثير من الأحيان يكون لا حياة لمن تنادي وأضاف إننا كأعضاء في الحي نحمل العبء الأكثر من لوم الأهالي عند ظهور مشكلة أو تدني خدمة تحتية للحي كوننا موجودين بالواجهة ويضعون أملهم في إيصال صوتهم للجهة المعنية فمثلا في موضوع تنظيم وسائل النقل للمواطنين منذ سنوات ونحن نطالب بشرطة مرور تضبط التزام السائقين بالخط من بدايته حتى نهايته ولكن إلى الآن لم نصل إلى نتيجة.
مع انها مشكلة بسيطة وحلها أبسط وتتيح هذه اللقاءات طرح كل الأمور المعلَقة أمام مجلس البلدية لنأخذ الجواب منهم وهناك قضايا تحل فوراً، وجزء منها يبقى، ولعل المتابعة هي الأمر المهم في حل الإشكاليات على المدى الطويل.هذا الرأي تقاسمه وأجمع عليه معظم لجان الأحياء ومخاتيرها.
الحلقة المفقودة
أتاحت النقاشات والحوار المباشر بين المعنيين وأصحاب الشأن بإظهار الثغرة والحلقة المفقودة بين الجانبين فهناك مطالب خدمية ملحّة مضى عليها فترة من الزمن ورغم المطالبة بها في كل اجتماع إلا أنها لم تلق أي رد أو حل أو تحرك من الجانب المعني بحل المشكلة، فقد أكدت معظم المداخلات والتي تناولت البنية الخدمية التحتية لمدينة دمشق أن المواطنين يرفعون مشكلاتهم ومطالبهم للمختار أو لجنة الحي ومع أنها في الغالب مطالب محقّة وبالإمكان تنفيذها إلا أن الكثير منها لا يلقى الاستجابة المطلوبة رغم الوعود الكثيرة «والدّق» المتكرر على الصدر من قبل الجهة المسؤولة عن هذه الخدمة وبأنها في حكم المنتهية، غير أنه تمضي الشهور وربما سنوات ولا تظهر على السطح أي حلول أو معالجة للمشكلة، وكل جهة تقذف الكرة في ملعب الجهة الأخرى إما تقصيراً وإما تجاهلاً او تهرّباً من المسؤولية.
وبحضور لافت للأهالي الذين تفاءلوا بوجود الدكتور أحمد نابلسي نائب محافظ دمشق فعرضوا همومهم القديمة والمستجدة من مواصلات وتأهيل طرقات وصرف صحي وإهمال في ترحيل القمامة وقضايا كثيرة أخرى ملحّة، وأخذ الجواب الشافي منه ومحاسبة المقصرين مباشرة والذي عرف عنه شفافيته بمعالجة الأمور.
وخلال المداخلات كانت تطرح القضايا التي أشار إليها المواطنين من قبل مختار المنطقة ليحيلها الدكتور أحمد إلى الجهة المسؤولة والحاضرة خلال الاجتماع ليقف على رأيها وإمكانية الاستجابة لتلك المطالب وطالب جميع الموجودين بسرعة الاستجابة وعدم اللف والدوران على المشكلة ولا داعي لوضع المواطن في دوامة الروتين وتحديد الجهة المسؤولة عن حل القضايا العالقة وتم الاستفسار عن عدة أمور طال عليها الزمان ولم تلق الحل المناسب.
وأعطى مدة زمنية لأصحاب الشأن لإنهاء المواضيع العالقة وإلا فهم تحت المساءلة والمحاسبة.
جملة من الأسئلة طرحها المواطن السوري ضمن اللقاء الخدمي الموسع الذي جمعه مع المحافظة وجميع الأطراف المعنية بقضايا المواطنين بدمشق.
من هنا تأتي أهميتها والتي يتطلع إلى نتائجها جميع شرائح المجتمع .