هذه الحالة التشاؤمية التي باتت جزءا لا يتجزأ من يومياتنا انعكست بسلبياتها وآثارها على جميع أفراد الأسرة الأب والأم والأبناء، الأمر الذي خلق حالة من العصبية والتوتر والإحباط الذي انعكس على سلوك جميع أفراد العائلة لجهة عدم الاستقرار الأسري الذي يؤدي بطريقة أو بأخرى نشوب الخلافات والصراعات التي قد تتدحرج الى ما هو أبعد من ذلك.
فمن تذمر الأبناء وعصبيتهم الزائدة الى غضب الآباء والأمهات تعيش الأسرة حالة من الاستنفار الذي قد يتحول الى معارك شرسة بين أفراد الأسرة، سواء بين الأب من جهة والأم من جهة أخرى، أو بين الأبناء فيما بينهم، فالكل يبحث عن فرصة لتنفيس عصبيته وغضبه في الآخر بغض النظر عن طبيعة ونفسية الطرف الاخر.
فإذا كان الطرف المقابل من الطبيعة العصبية فإن احتمالات أن يتطور الأمر الى خلاف وصراع كبيرين، والعكس صحيح فإذا كان الطرف الآخر من الطبيعة الهادئة فإن احتمالات إطفاء نيران الغضب والعصبية كبيرة جدا، وصولا نحو إضفاء حالة من الهدوء والاستقرار داخل أركان المنزل.
المطلوب منا جميعاً في هذه الظروف الصعبة جداً أن نتحلى بمزيد من الصبر وبالوطن وبجيشنا الباسل، لا أن نترك أنفسنا عرضة لرياح التشاؤم والإحباط واليأس،المطلوب أن نتحلى بمزيد من العزيمة والإصرار على مواصلة مسيرة تحرير وتطهير الوطن من وحوش الإرهاب ومن كل الغزاة والمحتلين، فالمسألة مجرد وقت والحرب على الإرهاب شارفت على نهايتها والتحلي بالتفاؤل هو جزء من معركتنا لأنه سلاحنا الأمضى لتحقيق النصر الكبير والعودة الى ما كنا عليه من أمن وآمان وخير واستقرار.