تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شـــــرخ بين كــــرزاي وأوبــــــامــــا

نيويورك تايمز
ترجمة
الأربعاء 21-4-2010م
ترجمة : ريما الرفاعي

نشرت صحيفة نيويورك تايمز على صفحتها الأولى مقالا مثيرا للقلق، فهو يذكر بالتفصيل كيف دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى كابول

من أجل استفزاز إدارة أوباما وذلك بعد أن ألغى البيت الأبيض دعوة كانت ستوجه لكرزاي من أجل زيارة واشنطن بسبب حل الرئيس الأفغاني للجنة التي اكتشفت تزويرا واسعا خلال إعادة انتخابه العام الماضي.‏

وينقل المقال الذي كتبه كاتبان جيدان وهما ديكستر فيلكنز ومارك لاندلر، عن مسؤولين أفغان، أن كرزاي أبلغ مؤخرا ضيوفه على الغداء في القصر الرئاسي أنه يعتقد أن الأمريكيين موجودون في أفغانستان لأنهم يريدون الهيمنة على بلاده وعلى المنطقة، وأنهم يشكلون عقبة أمام الوصول إلى اتفاق سلام مع طالبان. ويضيف المقال نقلا عن أحد هؤلاء المسؤولين أن كرزاي يعتقد أن أمريكا تحاول الهيمنة على المنطقة، وأنه الوحيد القادر على مواجهتها.‏

هذا ما نحصل عليه لقاء تعريض آلاف الجنود الأمريكيين للخطر، وإنفاقنا 200 مليار دولار في تلك المنطقة. وهذه الأخبار بمثابة ضوء أحمر يشير إلى أن فريق أوباما ينتهك على الأقل ثلاث قواعد أساسية للدبلوماسية في الشرق الأوسط:‏

القاعدة الاولى أنه عندما لا تسمي الأشياء بأسمائها، توقع نفسك في مشكلات دائما. فقد استولى كرزاي بطريقة فجة على الانتخابات الرئاسية العام الماضي. ولكن فريق أوباما الخاص بالسياسة الخارجية أغمض عينيه عن ذلك، مدعيا أن تلك النتيجة هي أفضل من يمكن الحصول عليه.‏

والحال، أنه عندما تكون قادرا على سرقة انتخابات، فأنت قادر على سرقة كل شيء آخر. كيف نجعل هذا الرجل يحارب الفساد عندما تكون عملية انتخابه بالكامل، وتجربته السابقة في الحكم، قائمتين على الفساد؟ لقد أرسل سفيرنا في كابول قبل الانتخابات محذرا من انتهاكات كرزاي وحكومته ، ولكنهم في واشنطن غضوا بصرهم كالعادة . وجاء في برقية السفير التي تم تسريبها أن الرئيس كرزاي ليس هو الشريك الاستراتيجي الكفؤ. وهو يواصل التهرب من تحمل مسؤولية أي عبء خاص بالسيادة، في شؤون الدفاع والحكم والتنمية. ولا يرغب هو وكثيرون من دائرته في رحيل الولايات المتحدة، وهم مسرورون إذ نستثمر المزيد من الأموال عندهم ، ويفترضون طمعنا في بلادهم من أجل «الحرب على الإرهاب» التى لا تنتهى أبدا.‏

والقاعدة الثانية هي : لا ترغب أبدا في شيء أكثر مما يرغبون هم فيه.‏

إذا أردنا حكومة في أفغانستان أفضل من حكومة كرزاي فسوف يبيع لنا فكرة أن الفساد يزداد أكثر فأكثر. فما أكثر المسؤولين الأمريكيين الذين سافروا إلى كابول، وآخرهم الرئيس أوباما نفسه، من أجل نصح كرزاي بشأن ضرورة اجتثاث الفساد فى إدارته. فهل نظن أن لديه مشكلة في السمع؟ أم أنه يضعنا في موقف لا خيار لنا فيه، وفى النهاية، يمكنه فعل أي شيء يخدم سلطته الشخصية، لاعتقاده أننا لا يمكننا الاستغناء عنه في مواجهة تنظيم القاعدة؟‏

وهذه القاعدة تنطبق أيضا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. فهناك خطأ ما عندما نطاردهما،وهما رجلان يعيش كل منهما على مقربة شديدة من الآخر، كي نتسول أو نمارس الضغط عليهما من أجل حضور مفاوضات السلام التي تخدم مصالحهما أكثر مما تخدم مصالحنا.‏

ويقودنا هذا إلى القاعدة الثالثة : في الشرق الأوسط، لا تهتم كثيرا بما يقوله لك الزعماء سرا باللغة الإنجليزية. والاهم ما يدافعون عنه علنا بلغتهم هم وأمام شعوبهم.‏

يعتقد كرزاي أنه بدعوته الرئيس الإيراني إلى كابول حيث ألقى خطابا شديد اللهجة ضد الولايات المتحدة من داخل القصر الرئاسي، إنما يعاقب أمريكا بسبب تجاهلها له، وهو أمر علينا الانتباه جيدا له ، حيث يعتقد كرزاي أن التوجه المعادي لأمريكا له تأثير جيد في الشارع الأفغاني، ومن خلال قيامه بهذا الدور بنفسه، كما فعل خلال حملته الرئاسية ، فسوف يعزز شعبيته السياسية، وهذا ليس مؤشرا جيدا.‏

وكما ذكر فينكر ولاندر، فإنه أثناء الهجوم العسكري الذي جرى مؤخرا بقوات أغلبها أمريكية على بلدة مرجه، وقف كرزاي معظم الوقت جانبا . فإذا كان هذا الرجل يتصرف على هذا النحو وهو يحتاج إلينا، فكيف سيكون تعامله مع مصالحنا عندما نرحل عن المنطقة؟‏

لدينا آلاف من جنودنا في أفغانستان، والمزيد في طريقهم إلى هناك. وسواء شئنا أم أبينا، فإننا الآن عالقون هناك ، ولذلك لابد أن يكون هدفنا هو دعم بناء شيء كريم ويمكنه الاعتماد على نفسه في البقاء ، وبهذا نستطيع الخروج من هناك. غير أني مازلت أخشى أن كرزاي مستعد للحرب حتى آخر جندي أميركي، وحالما نغادر أفغانستان، لسوف يدمي هذا الرجل قلوبنا.‏

 بقلم : توماس فريدمان‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية