تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما الأهـــداف الحقيقية لقمــة الأمن النــــووي؟

مجلة تايم الأميركية
ترجمة
الأربعاء 21-4-2010م
ترجمة: ليندا سكوتي

دعا الرئيس باراك أوباما بعض الدول إلى قمة الأمن النووي التي حدد لها أهدافاً بسيطة لا تثير أي نوع من الجدل لكننا عندما نقف على أن الهدف الحقيقي منها هو كسب تأييد قادة دول العالم في دعم عقوبات جديدة على إيران، فإننا نرى بأن تحقيق ما يصبو إليه سيبقى محدوداً.

صرح مستشار أوباما للشؤون الآسيوية جيفري بادر قائلاً: «إن الصين على استعداد للتعاون معنا» وذلك بعد أن ناقش الرئيس أمباما قضية العقوبات على إيران مع الرئيس الصيني هو جينتاو، في الوقت الذي عبر به الأخير عن رفضه لأي قرار يدعو إلى فرض عقوبات صارمة على إيران جراء استمرار برنامجها النووي. وقد صرح وزير الخارجية الصيني جيانغ يو بعد اللقاء بقوله: «إن الصين ترى أن الحوار والمفاوضات هما المخرج الأفضل لهذه القضية » واستطرد بقوله:«إن الضغوط والعقوبات لن تجديا نفعاً في معالجة هذه القضية بشكل جذري».‏

لم يعد بخاف على أحد أن الإدارة الأمريكية تؤكد على كل من الصين وروسيا بدعم فرض عقوبات على إيران. لكنه يبدو بأن الصين لم توله اهتماماً ولن تغير موقفها تجاه ما تطلبه الولايات المتحدة، لكنها وافقت على مناقشة موضوع فرض العقوبات التي اقترحتها الولايات المتحدة، الأمر الذي كانت ترفضه في السابق. وبذلك فإن فرص التوصل إلى زيادة العقوبات على إيران من قبل مجلس الأمن ستبقى ضعيفة لأن الولايات المتحدة تنهج إلى اتخاذ اجراءات صارمة لتضييق الخناق على قطاع الطاقة الإيراني ومنع إيران من الدخول في الائتمان الدولي ومعاقبة الشركات التي تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني. لكن الصين التي تعتبر المستثمر الأكبر في قطاع الطاقة الإيراني أعلنت معارضتها لأي إجراء يهدف إلى وقف تلك الاستثمارات، على الرغم من أن أمباما قد أشار لعدة مرات إلى أن الولايات المتحدة ستساعدها في سد أي عجز في الموارد النفطية نتيجة إقدام إيران على الانتقام منها إزاء دعمها للعقوبات، ومع ذلك فمن غير المحتمل أن تقدم الصين على تغيير موقفها لأن لها استثمارات كبيرة في قطاع الطاقة الإيراني، ذلك الأمر الذي يفوق تأثيره موضوع شراء المنتجات النفطية الإيرانية. والصين في هذا السياق، تماثل روسيا التي أعلنت معارضتها لفرض أي عقوبات تفضي إلى إضرار بالاقتصاد الإيراني. وهذا يعني أن أقصى ما يمكن للولايات المتحدة تحقيقه هو ألا تستخدم الصين حق النقض إزاء حزمة العقوبات التي تطالب الولايات المتحدة بفرضها، الأمر الذي لا يساعد في تغير توجهات إيران. يضاف إلى ذلك موقف رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الذي أعرب في واشنطن عن معارضة بلاده لفرض عقوبات عليها، وأبدى رغبته القيام بوساطة بين الغرب وإيران. كما أن البرازيل باعتبارها عضواً في مجلس الأمن فهي تعارض فرض العقوبات ودعت إلى إجراء الحوار.‏

يعكف المسؤولون في الإدارة الأمريكية على الإعداد لمحادثات واشنطن آخذين باعتبارهم سلسلة أحداث منها معاهدة ستارت الموقعة مع روسيا والموقف النووي الجديد لأوباما، وذلك في إعدادهم للمؤتمر السنوي الخامس لمعاهدة حظر الانتشار النووي الذي سيعقد في الشهر القادم بمدينة نيويورك. وفي مختلف الأحوال، فإنه سيكون مؤتمراً ساخناً لأن عدد الحضور سيناهز 200 دولة منها إيران الموقعة على تلك الاتفاقية، بينما لم يشارك في قمة اوباما سوى 47 دولة فقط.‏

استطاعت ايران ان تكسب تأييد الكثير من الدول النامية بدعوى أن الغرب يناهض حصولها على الطاقة النووية كي يبقى محتكراً لها، ودعت إلى عقد قمة مصغرة بشأن حظر الانتشار النووي تحت شعار «الطاقة النووية للجميع أما السلاح النووي فليس لأحد» والهدف من تلك القمة هو لفت الانتباه إلى موضوع نزع السلاح النووي الذي يمثل العنصر الأساس في معاهدة حظر الانتشار النووي. أما الهدف الضمني فهو وقف مناهضتها من قبل الدول التي لا تمتلك ذلك السلاح ويمثل في واقعه أيضا دعوة لنزعه ممن يحوزون عليه.‏

تلح إيران على مناقشة موضوع الترسانة النووية الإسرائيلية في مؤتمر حظر الانتشار النووي، علماً أن إسرائيل رفضت التوقيع على تلك المعاهدة حيث يعتقد بأنها تمتلك 200 رأس حربي نووي، الأمر الذي يلقى تأييدا حتى من الدول المعتدلة التي تشارك واشنطن بمخاوفها من برنامج إيران.‏

تشجب التصريحات التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون موقف أوباما الجديد الذي يقوم على إعطاء الولايات المتحدة الحق بتوجيه ضربات نووية وشن هجوم على الدول التي لا تلتزم بمنع الانتشار النووي لقناعتهم أن المقصود في هذا الاجراء هو إيران فحسب.لكن النص الذي يعطي الولايات المتحدة ذلك الحق لا يوجد له أي سند في معاهدة عدم الانتشار النووي، وأن طهران تسعى إلى تغيير المواقف منها وقلب الطاولة على الولايات المتحدة.‏

لا بد من القول إن إيران ليست بحاجة إلى كسب التأييد من الآخرين ذلك لأن إبعاد دول ذات أهمية عن المعسكر الغربي يعتبر بحد ذاته نصراً لها. فمواقف كل من تركيا والبرازيل وحتى الصين الذين يفضلون لغة الحوار على فرض العقوبات هي إشارة بأن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يبذلون الكثير من المساعي لإقصاء إيران.‏

 بقلم: توني كارن‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية