تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حبر و طقوس... شوقي بزيع: أنا كاتب نهاري

كتب
الأربعاء 21-4-2010م
أنا كاتب نهاري، أكتب بدءاً من الصباح- ليس الصباح الباكر، فأنا نؤوم الضحى- تقريباً من الساعة الحادية عشرة حتى الرابعة عصراً ولا أكتب إلا في حالة إلحاح داخلي عميق وتغيب شياطيني مع الشمس والليل بالنسبة لي للراحة والتلفزيون والقراءة.

فيروز أسمعها في كل وقت في فترة من الفترات كانت فيروز صوتاً مثيراً للشغف السمعي، كانت محرضة للكتابة تفتح أمامي دروباً شتى لتصيد بعض المجازات والصور ولإعطائي شحنات إضافية خيالية، صوت فيروز صباحي لأنه يشبه الفجر ويلتقي في انبلاج الفجر وتيقظ المخلوقات.. عبد الحليم لازمني طويلاً يمكنني سماعه صباحاً وظهراً ومساء صوت مشبع بالعاطفة كأنه روح تغني بلا جسد، كأنه رجل يغني بأعصابه بكامل شغافه، وصوت أم كلثوم ليلي صوت شهواني جسدي تخديري يليق لوقت بين النعاس والنوم.‏

لا أكتب في المنزل، لا أكتب إلا في المقاهي وخاصة المقاهي ذات الطابع الشعبي التي لا يرتادها المثقفون، وجودي بينهم يشعرني بالرقابة والحصار وفساد المناخ المحيط بي، أحتاج إلى كم كبير من الهدوء والرقة والتواري.‏

لا يزعجني سماعي بشكل مبهم لأصوات لاعبي الورق وسائقي التاكسي، حيث نوع من الضجيج البعيد الذي لا أستطيع فيه تمييز الأصوات والأحاديث.. معظم شعري كتبته في مقهى واحد هو مقهى دبيبو وقبل خمس سنوات حين تحول إلى مطعم عادي تم إجلائي إلى مقهى آخر عثرت عليه هو مقهى عروس البحر.. ومد طقوسي الكتابية في المقهى أنني يجب أن أكتب على نفس الطاولة وذات الكرسي على ورق أبيض ناصع وحبر أسود داكن لاأترك في الصفحة أي مساحة بيضاء أنهك الصفحة.‏

أقضي إجازاتي في عالم من الاخضرار، أعشق كل ما له علاقة بالتبرعم والاخضرار لذلك عمدت إلى بناء منزل متواضع في الجنوب أزوره في العطل، أي أنا كائن ريفي إضافة إلى مواظبتي على رياضة المشي والسباحة صيفاً وشتاء.‏

وعن نجومي المفضلين أستطيع أن أذكر جوليا روبرتس وآل باتشينو ومايكل دوغلاس وسعاد حسني ونجلاء فتحي، وفي فترة تتيمت بصباح التي سببت لي الأرق ليالي طويلة وشاطرتني أكثر من عام من أعوام حياتي.‏

 شاعر وكاتب لبناني‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية