وحده منظر الطبيعة السورية الخلابة بعد عطاء سخي من أمطار السماء التي أجلت وأزاحت عن وجه النفس قبل أديم الأرض مفردات التعب من وهن وإرهاق وملل ، هذا الواقع يعطيك مؤشر الانبعاث والتجدد وحب الحياة ..
فالولادة تصنع وتخلق في كل لحظة ،فيما العبرة منحوتة في كل تفاصيل مايحيط بنا من جمال رغم كل سواد الصورة وقتامة المشهد ..
لوحة رسمها الخالق لايمكن لأي ريشة فنان مهما ابتكر أن يجيد قليل من عظمة هذا التكوين مهما اجتهد وتأمل بحدة البصر ..طبيعة تستحق مشوار ولو لساعات فكيف ببضعة أيام ..
في جمال الطبيعة تكبر أحلام الطفولة وهم ينتظرون آذارهم ونيسانهم كل عام كما كان معهود في بلدي سابقا حيث كان توقيت الرحل المدرسية يبلغ ذروته في السابع عشر من نيسان لتنطلق الباصات من كل الاتجاهات وحسب رغبة تموضع كل جغرافية في وطني.. فابن الساحل ربما يقرر الذهاب إلى حلب أو السويداء فيما غالبية المحافظات كانت تتشوق لرؤية بحرنا وشواطئنا ومرافئنا وجزيرة أروادنا ..
ناهيك عن تعرجات الأودية وتموجات السهول وشموخ الجبال التي تستقبل زائريها من أبناء الوطن وخارجه بخصوصية سورية تنتمي إلى كبرياء وطن وعزة شعب وحضارة ومدنية تنبئك كم هي غنية وعصية في آن معا على كل من حاول أن يفترس اخضرارها ويمتص نضرتها ويشوه خطوط جمالها ..
طبيعة سورية تغلبت على كل الأوجاع وقهرت كل نوائب الغدر والجهل والظلام بعدما أشبعت من الدماء الطاهرة التي قدمها الأبناء من كل الأعمار ليبقى البساط الأخضر معمدا بوهج الحياة وإكليل الانتصار ..طبيعة تستحق التأمل والفسحة دون انتظار ..