تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انســــداد الآفــــاق وغطرســــة السياســــة

متابعات سياسية
الاربعاء15-4-2015
 فايز عز الدين

بدأنا نطالع في الصحف، والمواقع الإلكترونية المعروفة أفكاراً وآراءً جديدة لكتّابٍ وصحفيين لهم اسمهم في الرأي العام الدولي حول التحولات العالمية الجديدة اللازمة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين،

وخاصة في تقويم ما آلت إليه سياسة الغطرسة التي اتّبعها الحلف الأمروصهيوأوروبي، وأشاع فيها المبادئ الكاذبة حول تأييد الثورات في آسيا وأفريقيا العربية حتى يتحرر الشعب من سلطات الاستبداد التي تكبل النمو الحضاري، وحرية التعبير، والتفكير والمعتقد.‏

وعبر المجريات التي تمّت تبيّن للشعب العربي أن اسمه قد اختطف فقط للتسويغ والتشجيع على التمرد والخروج على قواعد السياسة التي تتّبعها دولته الوطنية حتى ينتهي الأمر إلى خلق الفوضى الوطنية التي يمكن أن تتوجّه نحو الاقتتال الطائفي، والمذهبي، والديني، والإثني وصولاً إلى الغايات المرسومة حول تفجير الدولة الوطنية العربية وهدم منجزاتها وتحطيم جيشها.‏‏

ولقد رأى شعبنا من تونس إلى مصر وليبيا، واليوم في اليمن كيف تمَّ اغتيالُ التطلّع المشروع للشعب وتجييره لنفع الأخوان المسلمين وتصويرهم بأنهم خشبة الخلاص وحينما بدأ هؤلاء بالتطبيق للثورة المزعومة اتضح للشعب ذاته بأن مفاهيم الثورة ليست إلا أطروحات كاذبة من أجل خداع الناس، وما وراء الأكمة أن إسرائيل هي الأَوْلى بالرعاية عند هؤلاء الثوار الأعراب.‏‏

ثم لاحقاً تأكد شعبنا من أن الثورات المزعومة ليست سوى مناخات تضليلية لكي يتم التمكين للإرهاب الدولي الذي صنّعته السعودية، والمشيخات، ووافقتْ على الاستثمار فيه مراكز القرار الأمروصهيوني.‏‏

وبعد دخول سورية في صمودها السنة الخامسة أخذت مؤشرات دولية، وإقليمية كثيرة توحي بأن تصدير هذه الثورات المزعومة ليست لتفجير الدولة والمجتمع عند العرب وحسب؛ بل لإشاعة منظومة من الإرهاب العالمي تطال نيرانها الدول الكبرى بدءاً من معاهدة البريكس وعلى رأسها روسيا والصين لكي تدخل هاتان الدولتان في مشاكل داخلية تُستنزف فيها نسب التنمية الاقتصادية والبشرية، ويتدمر فيها الأمن والسلم الأهليين لتدخلا في إطار الفوضى الخالقة لما يريده الحلف غير المقدس المذكور حتى يتمكن من إعادة تشكيل الدولة في كل أمة بما يتوافق مع مصالحه وسيطرته.‏‏

نعم هذا هو الناتج العالمي الذي رتّب له، الحلف الأمروصهيوأوروبي واستخدم من أجله أدواته الأعرابية والمتأسلمة، على مثال أردوغان وما شابه. وحين شرعتْ الآفاق التضليلية تنسد يوماً بعد الآخر، وافتضحت اللاأخلاق في السياسة العالمية للحلف المنوّه عنه صرنا نُصغي إلى أصوات مثقفين أوروبيين، وأميركيين، ومساهماتٍ لصحف ومجلات مهمة في القارتين المعنيتين انصبَّ جُماع الرأي فيها على إدانة السياسة المتغطرسة لبلادهم في عدم تَفَهُّم الصورة المعاصرة التي يجب أن يكون عليها النظام الدولي، وكذلك النظم السياسية في كل أمةٍ، وغدا هؤلاء ينبّهون إلى خطورة التأييد لممالك ومشيخات، وعملاء لا يمكن أن يكون فيهم أيُّ مستقبل وهم بالأساس ذروة التسلط والاستبداد مهما مُنحوا جوازات سفر للعبور من هذا الفضاء، فالمجتمع الدولي الذي تمَّ الكذب عليه لزمنٍ قصيرٍ، صار اليوم مالكاً لإرادة الرفض لزمن طويل.‏‏

ولكي تتخلّص أميركا وحلفاؤها من وطأةِ المحاسبة الدولية أَمَرَتْ السعودية بالهجوم على اليمن، وعَجَّلتْ بإنجاز الاتفاق النووي مع إيران حتى تخلق شروط الانتقال الجديدة لها، ولا سيما إذا دعمت لقاء موسكو 2  وهيأت إلى جنيف 3، واستدارت من خانة الاستثمار بالإرهاب إلى خانة المطالبة بمحاسبة داعميه أو التوقف عن هذا الدعم، إذ ذاك ستدور الدائرة، وقوة إيران أهم لأميركا من العملاء المتآكلين، والبرهان على ذلك حديث أوباما الأخير : إيران لا تهدد أصدقاءنا في الخليج بمقدار ما يهددها الشباب المهمّش والعاطل عن العمل بداخلها.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية