تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البطريرك لحام يطلق صرخة إنسانية لأجل حلب: أعطــوا الســلام لســورية تحصــدوا الاســتقرار في المنطقــة والعالــم أجمــع

دمشق
سانا - الثورة
صفحة أولى
الأربعاء 15-4-2015
لأجل حلب ولأجل وقف الاعتداءات الوحشية والمجازر الدموية التي تدمر الحجر والبشر والمطرانيات والكنائس والجوامع أطلق غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك صرخة وجدانية وإنسانية أمس دعا من خلالها المجتمع الدولي إلى العمل على وقف الاعتداءات الإرهابية على حلب وعلى سورية بأسرها.

وفي مؤتمر صحفي عقده أمس في كاتدرائية سيدة النياح البطريركية في حارة الزيتون بدمشق قال البطريرك (باسم الإنسانية والإيمان وكل شريف في هذا العالم نرفع الصوت عالياً مطالبين المجتمع الدولي بأن يوقف الهجمات على حلب لا بل على سورية الحبيبة بأسرها وعلى العراق واليمن وعلى مخيم اليرموك حيث تهجر إخوتنا الفلسطينيون).‏

وأضاف البطريرك لحام (ألم يقتنع العالم بعدم جدوى القتل والدمار والإجرام الذي يستهدف سورية، لينال من صمودها وثوابتها وإرادتها ورغبتها بالسلام.. لماذا لا ينضمون إلى مساعي محادثات السلام التي عقدت مؤخراً في روسيا).‏

وأشار البطريرك لحام إلى أن إطلاق الصرخة لوقف الاعتداءات الوحشية والمجازر الدموية التي تضرب حلب الشهباء وتدمر الحجر والبشر والمطرانيات والكنائس والجوامع والمؤسسات الخيرية والتعليمية والأملاك الخاصة وأحياء برمتها وقتلت أناساً أبرياء رجالاً ونساء وأطفالاً ومنهم لا يزالون تحت أنقاض الأبنية.‏

وقال البطريرك لحام (في عيد القيامة نطلق النداء الذي ورد في رسالة البطاركة الثلاثة غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك والبطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك الروم الأرثوذكس والبطريرك مار أفرام الثاني كريم بطريرك السريان الأرثوذكس وفي رسالتنا الفصحية (ندعو الجميع ولاسيما المسلحين ومموليهم وداعميهم وكل إنسان يؤمن بقيمة الإنسان مهما كان دينه وإيمانه إلى أن ينضموا لمسيرة القيامة والحياة).‏

وأضاف (هذا المشرق هو من صلب هويتنا، وأما صون خميره المسيحي وطابعه الاجتماعي المتعدد الأديان والذي يضم الكل تحت مظلة الإنسانية فهو اليوم محك مصداقية العالم تجاه هذه البقعة من الأرض وتجاه ناسها وأن أمنه وسلامه محك الضمير أمام لغة المصالح.‏

وطالب البطريرك لحام ممولي الإرهاب وداعميه بالكف عن دعمهم للإرهاب المنظم ضد إنسان هذا المشرق قائلاً كفانا اغتصاباً لفلسطين وتعامياً عن قضيتها العادلة.. كفانا جراحاً تنزف في سورية لعامها الخامس واستيراداً لإيديولوجيات متطرفة.. كفانا لبنان يغلي تحت نار الحسابات الإقليمية والفراغ الدستوري ومصر تتلوى تحت نار القلاقل.. كفانا العراق يدمر وأقليات على مختلف انتماءاتها، تهجر وتستباح وسط تفرج دولي مريب.‏

ودعا البطريرك لحام الأهل في حلب وجميع المؤمنين والمواطنين إلى عدم ترك شعلة الأمل تنطفئ في قلوبهم.. مؤكداً أن الرعاة الروحيين هم معهم في معاناتهم وآلامهم يبذلون أقصى الجهود في سبيل تخفيف هذه المعاناة.‏

ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأوروبيون في وقف الاعتداءات الإرهابية على سورية قال البطريرك لحام حمايتنا كسوريين لا تأتي من أوروبا بل من تاريخنا وتراثنا وقيمنا ووحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك وإذا تدخل الأوروبيون فسيصنعون الفرقة بين المؤمنين في سورية، مضيفاً (في سورية بعض المشكلات كما في جميع دول العالم لكن أبناءها أسرة واحدة منذ 1436 عاماً.. عاشوا معاً وسيبقون معاً إخوة أشقاء.. فهذه الأرض هي مهد الرسالات السماوية الثلاث وكان أتباعها يعيشون معاً أسرة واحدة ولكن (إسرائيل) أكدت على عنصريتها وهي التي تحاول الآن فرض اليهودية على كيانها الغاصب.‏

وحذّر البطريرك لحام من خطر تسلل الفكر الإرهابي التكفيري لـ (داعش) وغيره إلى سورية ودعا إلى تعزيز عرا المحبة بين أبناء الأسرة السورية الواحدة.‏

ورداً على سؤال حول موقفه من الدول التي تساند الحرب الإرهابية على سورية قال البطريرك لحام أوقفوا نزف الدماء السورية فالحضارة ليست فقط أن تعترفوا بخطأ ما اقترفتم بحق أبناء الشعب السوري بل إن توقفوا سفك الدماء وتتركوا الفرصة ليعود التناغم الجميل إلى فئات وأطياف هذا الشعب.‏

وأضاف أعطوا السلام لسورية اليوم تحصدوا السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع وتتخلصوا من الإسلاموفوبيا في بلدانكم مبيناً وجود أمرين أساسيين يجب فعلهما كما أشار الحبر الأعظم في رسالته في العام 2013 وهما (تحقيق الحل الإقليمي المتوافق للأزمة في سورية وتحقيق العدالة لفلسطين وهما أمران يدركهما كل العالم).‏

وختم البطريرك لحام مؤتمره الصحفي بالتأكيد أن الكنيسة في سورية تعمل من أجل إحلال السلام فيها وبما يؤكد على رسالة سورية الحضارية وأن بطاركة سورية ومطارنتها كافة يجولون العالم حاملين هذه الرسالة باعتبارهم منبراً متنقلاً لسورية يحملون معهم حيثما حلّوا وارتحلوا آلام الوطن وآمال شعبه وآلام فلسطين وآمالها معاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية