تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث.. رحلة العدوان إلى نهاياتها.. واليمن يفتح الصندوق الأسود السعودي

صفحة أولى
الأربعاء 15-4-2015
كتب علي نصر الله

عندما تقع الكارثة التي تودي بحياة ومستقبل مسافرين على متن رحلة جوية، تبدأ على التوازي وعلى جناح السرعة، رحلة البحث عن الصندوق الأسود لمعرفة أسباب الحادث «الكارثة»،

قبل أن يبدأ التحقيق في حيثياته التي ربما تقود إلى تنسيق هذا الطراز أو ذاك من المركبات وقادتها، أو قد تقود إلى ما تود جهة التحقيق الانتهاء له لغاية في نفسها.‏‏

اليمن الذي فتح الصندوق الأسود السعودي، ربما يُجبر الولايات المتحدة في هذه الأثناء على الانشغال بإعداد الملفات قبيل استدعائها عباءات الخليج مجتمعة إلى البيت الأبيض للشروع ببحث تقني، ربما لن يتناول أسباب الكارثة التي تسبب بها وارتكبها النظام السعودي وأذياله هناك، وإنما ببحث ما بعد الكارثة التي كشفت مكنونات الصندوق الأسود السعودي على الملأ مرة واحدة.‏‏

رحلة العدوان السعودي - الصهيوني على اليمن هي امتداد لرحلة العدوان على سورية والعراق التي أصبحت في نهاياتها المخيبة للأميركي المُحرك والراعي والمُوجه، قبل الأدوات، وهي رحلة صار معلوماً أنها لن تصل إلى مبتغاها الذي حددته واشنطن كنقطة نهائية، كان من المقرر أن يبدأ منها تنفيذ المشروع الكبير الذي حلم به «هرتزليا وإيباك»، والذي خطط له المحافظون الجدد منذ زمن طويل.‏‏

اليوم ربما يجد الأميركي نفسه مضطراً لاستحضار تجربة سيئة في لبنان عمرها أربعة عقود وتتزامن ذكراها هذه الأيام مع محاولة فاشلة لتكرارها في سورية واليمن والعراق، وهو ما قد يجعله ينتهي إلى استنتاجات مهمة، أهمها وأولها عقم محاولات استخدام عباءات الخليج للعبث بمكونات المنطقة، ويعرف الجميع دور السعودية القذر بتأجيج نار الفتنة والحرب في لبنان، وثانيها استحالة السيطرة عليها بالاعتماد على أصحاب الفتنة الوهابية، خصوصاً بعد اضطرار عباءات الخيانة الخليجية إخراج كل المحتويات القذرة من الصندوق الأسود السعودي.‏‏

صحيح أن أميركا والصهيونية العالمية باستخدامهما للسعودية تمكنتا من العبث باستقرار لبنان وسورية والعراق واليمن والمنطقة العربية عموماً، غير أن الصحيح الثابت أيضاً هو أن لدى شعوب هذه الدول ومحور المقاومة القدرة على إحباط المشروع وعلى إسقاط أدواته الوهابية الإخوانية الممتدة من تركيا إلى الخليج، وبالعكس.‏‏

وإذا كان الأميركي قد أدرك أنه صار من الواجب عليه مراجعة خياراته وسياساته بالاستناد إلى الوقائع والنتائج المُخيبة، فهل يكفي ذهاب بعض الأوروبيين الأُصلاء إلى إعادة النظر بقرارات حمقاء مأجورة اتخذها مسؤولوها في وقت سابق - النمسا أنموذجاً -، وماذا ينفع بعضهم الآخر الوصول الحتمي بعد فوات الأوان إلى إعلان التوبة - فرنسا مثالاً - وقد رهنوا رخيصاً هيبتهم وحضورهم الدولي لخاتم الديوان الوهابي على استثمارات نفطية لن تستمر إذا ما تغير الديوان وحامل الخاتم، وسيتغير .. انتظروا تفكك السعودية التي فتح صبيتها مرغمين صندوق آبائهم وجدهم الأسود.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية