تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النص التراثي: قراءات جديدة

كتب
الاربعاء 14-4-2010م
صدر للكاتب والناقد إبراهيم الحجري كتاب بحثي جديد عن الإصدار الشهري للمجلة العربية التي تصدر بالمملكة العربية السعودية وتوزع بالعالم العربي .

ويذهب الباحث في مقدمة هذا الكتيب إلى القول «إن تناول النصوص التراثية وفق ما تتيحه المناهج الأدبية التي أثبتت فعاليتها وأداءها الجيد، يفتح آفاقها الدلالية والشكلية أكثر من الدراسات التقليدية التي كانت تكتفي بمناوشتها من السياق الخارجي وتربطها بعناصر دخيلة ما يقتل النص ويفضي به إلى الهلاك، خاصة أن المناهج مهما كانت مرجعيتها فهي لا جنسية لها، وتفتح لها مرونتها الأفق على الارتحال من مجال إلى آخر».‏

وقد تناول هذا العمل ثلاثة كتب تنتمي إلى زمان موحد هو العصر الوسيط، ومكان مشترك هو الأندلس.‏

ويتعلق الأمر بكتاب «حي بن يقظان» لابن طفيل، «طوق الحمامة» لابن حزم الأندلسي، «دون كيشوت» لميجل دي سربانتيس.. وهي كتب يجمع بينها السرد، مثلما يجمع بينها كونها مجتمعة تمهد لظهور جنس أدبي جديد هو الرواية مع اختلاف الدرجة والمسافة الزمنية.‏

إن كثيرا من الكتب التراثية الوسيطة وغيرها تحتفظ بقيمة كبرى من الراهنية وتتضمن قيما جمالية ومضمونية لا توجد في كثير من الكتب المعاصرة، لتفرض إمكانية العودة إليها في كل مرة بمنهج جديد دون أن تستنفد كل معينها مثل الكتب التي أتناولها هنا بالتحليل المخاتل والدرس المشاكس آملا أن تكون هنات العمل فاتحة لتقدم أعمالا أخرى في هذا المجال.‏

وفي خاتمة الكتاب يستنتج إبراهيم الحجري أن هذه الدراسة المتعددة تفضي إلى «كون مجموعة من المسبقات النظرية يجب أن يعاد فيها النظر مثل نظرية الأجناس الأدبية وغيرها.. فهذه النصوص لا يمكن تصنيفها في مجال معين مثلما جعلتها الدراسات التقليدية. وبالمفهوم الجديد إن هذه الكتب هي نصوص مفتوحة غير قابلة للتجنيس الصرف، فهي تتضمن عددا من الأجناس بطرق تركيبية دون أن يسيء ذلك إلى شعريتها وجماليتها اللتين تتبلوران في انسجام هذه المكونات كلها.‏

أثبتت البحوث التي أنجزها مستعربون وعرب أن سيرفانتيس استفاد مما ظهر قبله من كتب أندلسية تتضمن أبعادا سردية.. بل الأكثر من ذلك هناك من يذهب إلى أن «دون كيشوت» نفسها لكاتب عربي مجهول نسبها ثربانتيس إلى نفسه».‏

وإذا كان أغلب الدارسين يتفقون على أن «دون كيشوت» أول رواية على الإطلاق فإن الكتابين الآخرين لا يقلان أهمية عنا بالرغم من كونهما أصغر حجما سواء من حيث القيمة الجمالية والشكلية أم من حيث القيم الإنسانية التي يدافعان عنها فكل من هذه الكتب يشكل انعطافة كبرى في مجاله، والدليل على ذلك الندوات العالمية التي تتناولها بشتى اللغات وفي أقصى مناطق العالم.‏

«النص السردي الأندلسي: مداخل لقراءة جديدة» يتكون من 139 صفحة من القطع المتوسط .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية