فلها وظائف نوعية بكل معنى الكلمة، بدءاً من الأسابيع الإنتاجية والمخيمات الصيفية أو فعاليات متنوعة ترتبط مباشرة مع تلك الدراسة أو غيرها، كلها تمتلك معطيات تعمق معرفة الطالب وتقربه من مناهجه ودراسته، حيث تطلعه على الجانب العملي منها وقد تترافق مع بعض مناهج الكليات والمعاهد ، أو تقوم بها الكلية كمبادرة لها الجدوى الإيجابية الخاصة، مثلاً معهد الصناعات النسيجية، يدخل ضمن برنامجه التعليمي أسابيع انتاجية يقضيها الطلبة في معامل النسيج عن ذلك قالت الطالبة إيمان سلمان: تلك الأسابيع تعرف الطلبة على واقع العمل الميداني الذي ندرس عنه نظرياً على مقاعد الدراسة، وهي أسابيع نتابع فيها ونلتزم بالدوام ويشرف علينا أساتذة يساعدوننا، في تدعيم معلوماتنا النظرية حول مناهج مواد ندرسها بدءاً من النسيج والكيمياء إلى الغزل وهكذا وفائدة هذه الأسابيع عظيمة بكل معنى الكلمة لأنها تعرفنا على مناهجنا بالشكل العملي.
أيضاً تقوم كلية الهندسة الزراعية بين فترة وأخرى بحملات تشجير وإن كانت تطوعية، فهي تعرف الطلبة على أهمية العناية بالبيئة والوعي البيئي الذي يرتبط بدراستهم، وقالت عن ذلك الطالبة: إيلين إبراهيم: حملات التشجير تقوم بها الكلية بين فترة وأخرى، وإن كانت تدعو المشاركين بشكل تطوعي، إلا أنها تلتصق بدراستنا الجامعية، وهي فعاليات إيجابية نقترح بها كطلبة، لأكثر من جانب، منها أن تجعلنا قريبين من أجواء دراستنا ولو بشكل نسبي، فهي تضع الطالب في ميدانه وتقربه من الأجواء الواقعية لدراسته.
ومن الفعاليات أيضاً التي تدعم مناهج معهد الفنون التطبيقية، المعارض التي تشجع الطلبة، وتفتح لهم أبواب مسابقاتها، كان آخرها ملتقى فنياً في قلعة دمشق، حيث يقام الملتقى بالتعاون ما بين المعهد ومديرية الفنون التطبيقية للمشاركة فيه، حيث يمنحهم الفرصة أيضاً للاقتراب والتعمق في المنهاج التدريسي، وقد شارك الكثير من الطلبة به، حيث يقدم لهم الكثير من الإيجابيات وحول الملتقى تحدثت ولاء كاتبي فقالت: هذه الملتقيات تشكل فرصة داعمة للطلبة وفيها الكثير من الايجابيات في اتجاهات عديدة وخصوصاً بالنسبة لطلاب معهد الفنون التطبيقية لأن نفس المعرض يستقبل بنفس الوقت فنانين كبار ما يتيح لنا كطلبة الاطلاع على أساليبهم إضافة إلى خلق أجواء من الحوارات والنقاشات الغنية التي تدور بشكل دائم في هكذا ملتقيات حول أعمال الملتقى فنستفيد في تداول الأفكار والاطلاع على الرؤية الفنية المتعددة كما أن الملتقى يجعلنا على تواصل مع الآخرين ونحن كطلبة نحتاج إلى ذلك ونحتاج إلى النقد الذي يوجههنا إلى أخطائنا مضافاً إلى اعطائنا الفرصة لتقديم أعمالنا التي تترجم معارفنا الدراسية ومناهجنا ومواهبنا وقد شاركت بعملين فنيين لمنحوتات وأتاحت لي المشاركة انجازهما وعرضهما فهذه المشاركة فيها الفائدة المتميزة على أصعدة متعددة وهذه التجربة من شأنها أن تعلمنا على تقنية العمل ميدانياً وكيف يتحرك الطالب الفنان في الميدان العملي وحضورنا عبرها يساعد على تحويل الأفكارإلى تفاصيل فنية بالحجم الطبيعي والكبير للمنحوتة عدا عن نقل الطالب بشكل عام إلى عالم الميدان العملي فنتعرف بالتالي على الصعوبات وأوجه تجاوزها وذلك من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين وأساليبهم وأفكارهم ثم ممارسة العمل الفني مثلما يتطلبه الواقع، وتبقى أمثال هكذا فعاليات تجسد جانباً مهماً للدراسة وتشكل الخطوة الأولى للانطلاق نحو الحياة العملية.
ومن جهة ثانية تحدث الفنان الأستاذ وضاح سلامة المدرس في المعهد حول نفس الفعالية كدور مواز للمناهج الدراسية في المعهد من جهة وفائدتها العملية للطلاب من جهة ثانية فقال: أهم شيء في هذا الملتقى الفني بالنسبة للطلاب أنه يعطيهم الخبرة بكيفية التعامل مع كتل كبيرة حيث الجزء الدراسي لا يساعدهم على التعامل معها كما أنه يجعلهم على تماس مباشر مع فنانين لهم تجاربهم والطالب يكمل ما تعلمه في المعهد ويتعرف على الجانب الميداني، فهي فرصة متميزة وجديدة وميزة هذه الفعالية التي يقيمها المعهد بالتعاون مع مديرية الفنون كونها تفتح الأبواب أمام الكثيرين للاستفادة من هذه الفرصة وقد اعتاد المعهد إقامة أنشطة سنوية بمعدل ملتقى أو ملتقيين وهذا العام حاولنا إضافة بعض المجالات الفنية الجديدة مثل الرسم والتصوير الزيتي، وأهمية هذه الملتقيات أن أبوابها مفتوحة، يمكنها أن تفيد أكبر شريحة من الشباب، وخصوصيتها باستقبال تجارب كثيرة ومتنوعة، حتى من خريجي كلية الفنون الجميلة ، وهذا يعطيها الفن الذي ينعكس حتماً على المشاركين، وخصوصاً حديثي التجربة مثل طلبتنا، هذا عدا عما تمنحه هذه الملتقيات من دعم للحركة التشكيلية ككل عبر خلق حراك فني ثقافي مهم، يكسر الطالب فيه حاجز الرهبة مع الجمهور ، وهذا ما يفيده في تجاوز خطوات عديدة يحتاجها للوصول إلى حضور قوي في المجال العملي، من هنا كان للمعهد حرصه الدائم على إقامة أنشطة إضافية، وذلك بهدف دعم برامجه الدراسية، وخصوصاً بعد أن رأينا إقبال الكثيرين على تلك الملتقيات، وأذكر أيضاً ورشات العمل الدائمة التي توازي تلك الملتقيات، وهي دائماً تدخل ضمن المنهاج التدريسي، وقد تكون في كل الاختصاصات، وهي أيضاً تجارب مهمة ومتجددة، ترفد بشكل علمي وبحثي معلومات الطلاب، وتقدم المقترحات حولها بداية العام الدراسي ، ولابد من القول إن الأنشطة والفعاليات هي حالة داعمه للمناهج، وتؤدي بشكل أو بآخر إلى دعم الحركة التشكيلية عندنا، وخصوصاً بحضور كل المعطيات الكفيلة بخلق نهضة حقيقة بكل معنى الكلمة ، من وجود كلية فنون جميلة إلى معاهد إلى كوادر تدريسية وعلمية إلى مواهب وغيرها.