فضيلة نفتقدها
عين المجتمع الثلاثاء 23-10-2012 لينا ديوب يخطر في البال أحيانا أننا بحاجة إلى تنظيم حملة للنقد البنّاء والهادف، والاستمرار فيها أيام وأيام لنشر (ثقافة النقد) والاعتراف بالتعثر والأخطاء،
لتجاوزها وتجاوز أخطارها، وعدم ترك المجال أمامها لتتراكم وتكبر وبالتالي تصعب معالجتها. وينتقل افتقادنا لثقافة النقد مابين البيت ومؤسسة العمل، واذا كان أساسه في البيت مبدأ الطاعة، من طاعة الزوجة للزوج، الى طاعة الأخ الكبير للأخ الصغير، والأخت للأخ، فإنها في مؤسسة العمل بسبب انتشار الفساد الاداري، وغياب المعايير والتقييم في الأداء، وفوق ذلك نجد في موروثنا مايدعم ذلك، فهناك الكثير من الأمثال التي تققل من شأن النقد ك «الشجرة العالية تتعرّض للرياح القويّة» و «الحشرات تحوم دائماً حول الأزهار» و «فقط الأشجار المثقلة بالثمار ترمى بالحجارة» وغيرها مما يدعونا الى أن نصمّ آذاننا عن النقد باعتباره حسداً من عند الآخر وغيرة وهجوماً وتهجّماً وإسقاطاً لما في نفس الناقد على شخص المنتقَد. وينتشر هذا الاعتقاد بين غالبية المؤسسات والشخصيات ان لم يكن كلها. ربما ليس كلّ نقد يرادُ به اصلاح العمل أو الاقتراح المنقود. لكننا اليوم بحاجة لنقول: أهلاً بالنقد ومرحباً. سواء ان كان من جاري حول سلوك ابني الخاطىء، أو من زميل عمل حول خطة غير مجدية، لأنه يتيح التعرّف على العقول، والتجارب والخبرات المختلفة ولأنّه يسمح برؤية ما لم نستطع أن نراه مع أبنائنا وأثناء انجاز أعمالنا، واذا كنا نريد أن نقلّص الأخطاء والتشوهات والأشياء المعيبة والضارة ، ليس أمامنا سوى النقد: بهدف التقييم والتقويم. وتجارب المجتمعات تقول إنّ النمو والتطور مرتبط بحركة النقد بقوة، وأنّ أي نهضة واصلاح وتغيير لا تستند إلى نقد الواقع والأفكار والمفاهيم والتجارب والأشخاص، لا تراوح في مكانها فحسب، بل تتراجع وتنهار آجلاً أم عاجلاً.
|