خطوات تضع أطفالنا على طريق التفاؤل
مجتمع الثلاثاء 23-10-2012 ميسون نيال الأطفال المتفائلون يتصورون أن العالم كله من حولهم يتمتع بالأمان لأنهم ينظرون بإيجابية إلى الحياة ويعتقدون بأن الأشياء متاحة حولهم لكي يكونوا على أحسن ما يرام
ولعل شيئاً ما داخل كل شخص مثل الموهبة أو الدافع تجعلهم يعتقدون ذلك وبعضهم الآخر يعتقدون بآبائهم وربما بالمسؤولين عنهم بأنهم برعايتهم وتحت كنفهم لذا فهم يتصورون أنهم أقوياء حتى إنهم إذا رسبوا في مادة امتحانية أو تعرضوا لأي فشل فإن النكسة الناتجة عن ذلك تكون مؤقتة لأنهم موقنون بقدراتهم القابلة للتحسن ولو كانت الأمور ليست على ما يرام على عكس المتشائمين حيث ينسحبون من أول ظهور لمؤشرات صعبة لأنهم يفتقدون الثقة في جهودهم وهم يتصفون إما بالخجل أو بالنشاط الأكثر من اللازم وهم لا يستطيعون أن يؤدوا دورهم في الحياة بنجاح مثل الأطفال المنفتحين أو الذين يتحلون بالصبر والهدوء فالطفل المتفائل ينظر إلى كل الأمور بأمل حتى إنه يقول إن كل شيء بالحياة جميل كالورد .
ويلعب الوالدان دوراً هاماً في غرس التفاؤل والأمل في نفس أبنائهم منذ الصغر حتى يتعودوا على الصعاب لأن التفاؤل طاقة يضعها الله سبحانه وتعالى في نفوس البشر لتمكنهم من مواجهة ما يعترضهم من معوقات في مسيرة حياتهم وذلك من خلال مساعدتهم لتوليد الشعور بالتفاؤل لديهم و بتشجيعهم على الإصرار على التفاؤل وبأن لديهم الأفضل وبأنهم يستطيعون التقدم أكثر فأكثر
والمتفائلون يعتقدون أيضاً أن الأحداث الإيجابية السعيدة دائمة الحدوث لذا هم يأخذون على عاتقهم مسؤولية إحداث الأشياء الحسنة في حال حدوث أي شيء سيئ معهم هم ينظرون إليه على أنه مؤقت ومتعلق بحدث ومع ذلك هم لا يبتعدون عن الواقع السيئ ولا يلقون بالتهم جزافاً على الآخرين ولكن يبقى الزاد الأساسي للمتفائل هو إيمانه بأن الجهد لابد أن يكون أكثر لتحقيق التقدم والنجاح وأن العقبات هي وقتية وهي إلى زوال ويؤكد الباحثون على أهمية دور الأهل من خلال إعطاء أطفالهم أمثلة واقعية يستطيعون فهمها وكانت قد حصلت معهم كأن يذكرونهم بطريقة لعبهم بكرة القدم مثلاً في البدايات وكيف أن استمرارهم على التدريب وتصميمهم وعملهم الجاد أعطى الثمار المطلوبة بحيث أصبح لعبهم ماهراً ورائعاً أي إن الأمثلة تساعد الأطفال كثيراً على تجاوز الصعوبات والانتكاسات بل وتحويلها إلى نجاحات فالتربية التفاؤلية تعين الأطفال على الاستمرار بالتفكير بالنجاحات وعدم التفكير باليأس وتعزيز أن النهوض من الكبوة ممكن أن يتم سريعاً وهذا يساعدهم على تجاوز الاحباطات بل ويؤشر إيجابياً على صحة الأطفال وجعلهم يوقنون بأن الغد هو أفضل من اليوم وبأن المستقبل سيكون أفضل من الحاضر بكثير وعلينا أن نسعى أيضاً لتشجيع أطفالنا وذلك من خلال الثناء عليهم عندما يطرحون أفكاراً ما ولو كانت بسيطة لكنها تنضوي على إبداع ما كما علينا أن نحدد لهم خططا ونطلب منهم إنجازها في الوقت المحدد كي يشعروا بالثقة وأن نحرص على تجنيبهم العزلة قدر الإمكان لأن الوحدة تجلب الأفكار السوداوية كما ينبغي أن نحرص على نشر جو المرح في المنزل بشكل عام وعندما يقوم بإنجاز عمل مميز ما بشكل خاص وذكر عالم النفس مارتن سيلجمان في كتابه الطفل المتفائل أن الثقة بالنفس تولد لدى الطفل النظرة الايجابية تجاه ذاته ويصبح قادراً على تحقيق النجاح وأورد عدة نصائح تعزز الشعور بالتفاؤل لدى الأطفال منها أن تكون أول ردة فعل عندما نلقى الطفل هي الابتسامة مهما كان سلوكه كي يبادلنا هو أيضاً الابتسامة وأن نسكت عن أخطائه وهفواته حتى يحين الوقت المناسب لتوجيهه ونصحه وأن نشعره بمحبتنا بالتعبير عن ذلك صراحة وأن نمازحه ونمتدحه عندما يؤدي عملاً مستحسناً فهذا يقوي لديه القدرة على اتخاذ القرار وأن نذكر محاسنه أمام أصدقائه وأن نعوده على التفاؤل ونشجعه على الحياء والصدق فإن ذلك يقوي ثقته بنفسه ويقوّم شخصيته وعلينا أن نعوده على الإحسان للناس وأن نجنبه أي إيذاء نفسي وبدني لأن ذلك كله يساعده على تنمية وتعزيز الثقة بالنفس وبالآخرين
|