فاستهدفوا إحدى الساحات التاريخية الشاهدة على حضارة سورية وعراقتها بتفجير عبوة ناسفة وضعت تحت سيارة عامة حيث أدى الانفجار إلى استشهاد 13 مواطنا وجرح 29 آخرين معظمهم من النساء والأطفال والرجال وأصحاب المحال وطلاب المدارس وغيرهم من المواطنين المتوجهين إلى عملهم الأمر الذي يؤكد أن الإرهاب الأعمى الذي يدعمه ويموله حكام قطر والسعودية وتركيا يستهدف كل شرائح المجتمع السوري وحضارته وتاريخه لاسيما وأن الإرهابيين كانوا قد استهدفوا من قبل أسواق حلب القديمة والجامع الأموي الكبير بحلب وقلعة الحصن وارتكبوا المجازر والجرائم في معظم المحافظات بحق المدنيين الآمنين.
هذا العمل الوحشي الذي استهدف المدنيين خلال خروج المصلين من الكنائس وتوجه العمال إلى عملهم والأطفال إلى مدارسهم وربات البيوت إلى التسوق وتأمين حاجات بيوتهم يدل على حالة الإفلاس الأخلاقي لمنفذي هذا العمل الإرهابي وحالة الهستيريا السياسية التي تنتاب داعمي الإرهاب ومخططي المؤامرة على سورية وذلك نتيجة الإخفاقات المتواصلة لأذرعهم الإرهابية وفشلهم في تحقيق أوهامهم في السيطرة على منطقة ما في سورية لجعلها منطقة آمنة للمسلحين والمرتزقة ومنطلقا لارتكاب جرائمهم ومجازرهم وبث الفوضى وترويع المواطنين لضرب الوحدة الوطنية وتدمير سورية الأمر الذي يفسر الحقد الأعمى الذي تظهره القوى الداعمة للإرهاب في سورية عبر تفجيرات تستهدف مدنيين آمنين ومساكن ومحال تجارية وأماكن أثرية بل إن الأعمال الجبانة طالت حتى المشافي التي تقدم خدماتها للمرضى وخير شاهد على ذلك التفجير الإرهابي الذي طال المشفى السوري الفرنسي في حلب ومرضاه ما يشير إلى أن المستهدف هو سورية وشعبها بكل شرائحه.
لقد اعتاد السوريون على هكذا أعمال إجرامية خلال زيارة أي وفد أممي إلى سورية أو اجتماع لمجلس الأمن أو الجامعة العربية أو أي حدث دولي يناقش الأوضاع في سورية وذلك من أجل تضليل الرأي العام حول حقيقة ما يجري على أرض الواقع من جهة وتعطيل الجهود الدولية الصادقة لحل الأزمة السورية عبر الحوار وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في بناء مستقبله بنفسه دون أي تدخل خارجي، حيث تزامن هذا الانفجار الذي نفذته الأيدي الآثمة في باب توما ودون أي مراعاة لعيد الأضحى الذي بات على الأبواب مع زيارة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى سورية وترحيب القيادة السورية بالإبراهيمي وتوفير جميع الظروف المواتية من أجل إنجاح مهمته مع التأكيد على أن يكون الحل سوريا ودون تدخل خارجي وبما يضمن السيادة السورية الأمر الذي يؤكد أن من يقف خلف المجموعات المسلحة ويزودها بالمال والسلاح وفي مقدمتهم قطر والسعودية وتركيا يعملون جاهدين لعرقلة المبعوث الدولي الأخضر الأبراهيمي الذي دعا إلى وقف العنف لاسيما خلال عطلة عيد الأضحى المبارك وذلك عبر إعطاء الضوء الأخضر لهؤلاء المرتزقة بالاستمرار في بث الرعب بين صفوف المواطنين وارتكاب الجرائم بحق السوريين والتي يندى لها جبين البشرية ليثبتوا مدى إطاعتهم العمياء لأسيادهم في البيت الأبيض ودول الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني المستفيد الوحيد من الفوضى واستنزاف طاقات الشعب السوري وإلهاء الجيش العربي السوري البطل عن معركته الاساسية بحرب داخلية على إرهاب التكفيريين الوهابيين.
لقد أكد الشعب السوري وخصوصا سكان باب توما الذين عايشوا يوم الأحد الدامي والمتضررين من الانفجار الإرهابي الجبان أن هذه الأعمال الوحشية والتي يفتقد منفذوها إلى أدنى الصفات الأخلاقية التي متعنا الخالق بها لن تنال من عزيمته في الدفاع عن سورية وأن دماء الضحايا من نساء وأطفال ورجال هي في رقبة إرهابيي ومجرمي مشيخات الخليج الذين يسخرون ثروات بلدانهم لقتل السوريين، مشيرين إلى أن الشعب السوري سيبقى يدا واحدة في مواجهة الإرهاب واستئصاله، وأن هذه التفجيرات والأعمال الإرهابية ستزيده صمودا وعزيمة على مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية من خلال الحفاظ على وحدته الوطنية والتفافه حول جيشه البطل الذي يحمي الوطن ويعمل على سحق الإرهابيين الجبناء من أجل عودة الأمن والأمان لربوع سورية وليبقى قرار السوريين حرا مستقلا.
mohrzali@gmail.com