ونقلت صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية عن لافروف قوله: ان الرئيس السوري بشار الأسديدعمه الجزء الاكبر من المواطنين السوريين ويشكل ضمانة لامن وحياة الاقليات في سورية الذين يعيشون فيها منذ مئات السنوات.
واعتبر لافروف ان ما يوجه من اتهامات إلى سورية والرئيس الأسد يهدف جميعها إلى تغطية لعبة جيوسياسية كبيرة وما يتم تسويقه من اتهامات عارية عن الصحة يهدف إلى تغطية اللعبة الكبيرة التي تجري لاعادة تفصيل خريطة الشرق الاوسط ويسعى من خلالها مختلف اللاعبين إلى ضمان مواقعهم الجيوسياسية والكثير منهم يفكر في ايران اكثر من سورية.
واعاد لافروف التأكيد انه من الضروري الالتزام بمبادىء وثيقة جنيف وقال ان مبادىء ميثاق جنيف تتضمن اتفاقية مبسطة لا بديل لها مذكرا بان سورية اعلنت موافقتها على الوثيقة والامر الان يتعلق بالمعارضة.
واعلن لافروف ان المبعوث الدولي إلى سورية الاخضر الابراهيمي سيزور موسكو الاسبوع القادم لاجراء مشاورات مع القيادة الروسية.
وقال ان روسيا تأمل من المبعوث الدولي الذي سيصل موسكو بعد اسبوع ان يحاول اعطاء المبادىء التي تضمنتها وثيقة جنيف مغزى عمليا في مهمته الحالية.
وعبر لافروف عن تفهم روسيا ودعمها القوي لحق شعوب الشرق الاوسط كغيرها من الشعوب بالعيش في صورة افضل وان يحظى مواطنوها بالاحترام في دولهم وهذا موقفها منذ بداية التطورات في الشرق الاوسط ولم يتغير الا ان روسيا تدعو اللاعبين الخارجيين إلى العمل بمبدأ عدم الاضرار وان يجتهدوا لتوفير الظروف الخارجية المواتية التي تتيح لجميع القوى السياسية في اي بلد عربي وجميع بلدان العالم على الاتفاق حول كيفية اجراء الاصلاحات.
إلى ذلك أكد لافروف تأييد روسيا الدائم لوقف كل اعمال العنف في سورية من أي جهة كانت وللتوصل إلى تسوية سلمية للازمة فيها دون تدخل خارجي.
ووصف لافروف في بيان أمس مبادرة مبعوث الامم المتحدة إلى سورية الاخضر الابراهيمي بشأن وقف العنف في سورية خلال ايام عيد الاضحي المبارك بأنها مسألة مهمة وجاءت في الوقت المناسب وقال ان روسيا وقفت دائما وتقف إلى جانب وقف العنف والي جانب التسوية السلمية للازمة دون تدخل خارجي.
ودعا لافروف كل اطراف ومجموعات المعارضة والحكومة السورية إلى التجاوب ايجابيا مع مقترح مبعوث الامم المتحدة إلى سورية معتبرا ان ذلك يشكل خطوة مهمة جدا في وقف العنف لامد بعيد وانطلاق العملية السياسية التي ستضمن تجديد سورية ديمقراطيا بما يخدم مصالح جميع مواطنيها.
موسكو وطهران: احترام سيادة واستقلال سورية وفقاً لبيان جنيف ومواقف عدم الانحياز
دعت روسيا وايران المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود لحل الازمة في سورية استنادا إلى احترام سيادتها واستقلالها وسلامة اراضيها وطبقا لبيان اجتماع جنيف لمجموعة العمل والمواقف المبدئية لحركة عدم الانحياز التي تنص على وقف اراقة الدماء وبدء حوار سياسي سوري شامل.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس ان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف اجرى في طهران تبادلا مسهبا للآراء حول المسائل الملحة المطروحة على جدولي الاعمال الدولي والاقليمي مع التركيز على الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومنطقة الخليج واعار الجانبان اهتماما خاصا لتطورات الوضع في سورية والمنطقة.
واضاف البيان:ان الجانبين اعربا عن قلق خاص نظرا لاستمرار العنف في سورية ما يؤدي إلى وقوع ضحايا وسط السكان المدنيين وازدياد اعداد اللاجئين والمهجرين وتدهور الوضع الانساني وتدمير البنية التحتية واقتصاد سورية.
واوضح بيان الخارجية الروسية ان المشاركين في المباحثات ايدوا اقتراح المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سورية الاخضر الابراهيمي حول اعلان هدنة في سورية خلال ايام عيد الاضحى.
وخلال لقائه بوغدانوف اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان بلاده تريد عودة السلام والاستقرار الدائم إلى سورية وان السبيل الوحيد لحل الازمة في سورية هو الحوار الجاد بين الحكومة السورية والمعارضة.
وقال صالحي: اننا نتحمل مسؤولية انسانية تجاه الشعب السوري وايران تسعى للتحرك على اساس المبادئ الانسانية والاضطلاع بمسؤوليتها في تقديم المساعدة من اجل عودة السلام والاستقرار إلى سورية.
بدوره اعلن نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان ان حوارا وطنيا سوريا سيعقد قريبا في احدى دول المنطقة وربما في طهران بمشاركة ممثلين عن كافة فئات الشعب والمجموعات السياسية والمعارضة في سورية وكذلك ممثلون عن الحكومة السورية مشيرا إلى ان بعض المجموعات المعارضة رفضت هذا الموضوع إلا ان المساعي مستمرة لاقناعها بالمشاركة.
وخلال لقائه بالمسؤول الروسي اشار نائب وزير الخارجية الايراني إلى خطر المجموعات المتطرفة لجهة تصعيد الازمة بالمنطقة داعيا كافة الاطراف إلى الاهتمام بمصالح الشعب السوري.
من جانبه أشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى مساعي بلاده لحل الازمة في سورية وقال: ان الوضع الحالي في سورية يتعارض مع مصالح دول المنطقة ويفضي إلى امتداد الازمة إلى خارج الحدود السورية.
واعتبر بوغدانوف أن وجهات النظر الايرانية بناءة وعميقة مؤكدا دعم بلاده لاقتراح الابراهيمي بشأن وقف اطلاق النار في سورية بمناسبة حلول عيد الاضحى ووصف الاقتراح بأنه ايجابي وبناء.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف بدأ صباح أمس زيارة إلى طهران لبحث مستجدات الاوضاع في المنطقة ولاسيما الازمة في سورية بدعوة من مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الذي كان اجرى بدوره محادثات مع بوغدانوف خلال زيارته لموسكو في آب الماضي حول الازمة في سورية والتطورات الجارية.
بوشكوف : موسكو مصممة على فضح
الخروقات الأميركية لحقوق الانسان
من جهته اعلن الكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ان موسكو مصممة منذ الان فصاعدا على فضح الخروقات التي ترتكبها الولايات المتحدة الامريكية لحقوق الانسان بقوة وانتظام محذرا من ان الولايات المتحدة تعتمد على الاعلام لتسويق التهم ضد الدول وكما فعلت مع العراق سابقا بنشر الاوهام تفعل اليوم في سورية.
وقال بوشكوف خلال جلسة لمجلس الدوما خصصت لمناقشة واقع حقوق الانسان في الولايات المتحدة ان روسيا داعبت الامريكيين وسكتت عشرين عاما على الخروقات الامريكية في هذا الشأن مشيرا إلى سياسة الرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسن الرامية لارضاء نظام الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون آنذاك معتبرا اياها السبب في غضب السلطات الامريكية اليوم من اي انتقاد يوجه لهم بشان ممارساتهم الضارة بحقوق الانسان.
واضاف بوشكوف ان الامريكيين يشعرون بالصدمة من اننا نسمح لانفسنا بانتقادهم مؤكدا ان روسيا هي احدى الدول الكبرى في العالم ولديها الصلاحية للقيام بذلك داعيا الولايات المتحدة إلى الكف عن محاولات تعليم الآخرين كيفية الحفاظ على حقوق الانسان وبدلاً من ذلك ان تقوم بذاتها بتنفيذ ما تطلبه من الآخرين.
واعاد بوشكوف للاذهان ما كانت الصحافة الامريكية المضللة تحاول اثباته خلال الحرب الامريكية ضد العراق من ان هذا البلد العربي يمتلك السلاح النووي الذي لم تعثر القوات الامريكية الغازية عليه معتبرا ان ما يجري اليوم في سورية هو صورة عما قام به الامريكيون من تضليل تجاه العراق حيث تتخذ الادارة الامريكية الموقف احادي الجانب ذاته وكل وسائلها الاعلامية تعمل في هذا الاطار كآلة ايديولوجية للادارة.
واشار بوشكوف إلى تأكيدات الصحافة الامريكية باستمرار اثناء الحرب على ليبيا توجيه التهمة إلى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بمقتل ستة الاف مواطن ليبي وان الجثث مدفونة في الارض الليبية الا انه لم يعثر احد حتى الان على هذه الجثث.
من جهته أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن جميع الموقوفين في السجون الامريكية دون اعلان التهم ضدهم يمكن اعتبارهم سجناء سياسيين.
وقال ريابكوف في تصريح للصحفيين عقب بحث مسألة حقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية في مجلس الدوما الروسي أمس ان جميع الموقوفين في السجون الامريكية بما فيها العسكرية دون تحديد التهمة الموجهة لكل منهم يمكن ضمهم بكل سهولة إلى قائمة المعتقلين السياسيين الذي اعتقلوا لاسباب سياسية.
وأضاف ان روسيا لا تعير اهتماما زائدا لبحث مسألة حقوق الانسان في اطار فعالية عامة وعبر وسائل الاعلام معربا عن رغبة وزارة الخارجية الروسية بنشر أي تحسن يطرأ على وضع حقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية حين حدوثه مباشرة.
واشار ريابكوف إلى أن روسيا لا تهدف إلى تبادل الاتهامات في هذا الشأن وانما تحاول تحقيق تقدم في هذه المسألة.
واكد ريابكوف ان ادعاء واشنطن كونها المعلم وقاطرة الديمقراطية في العالم ادعاء باطل وقال ان قيام الولايات المتحدة بانتقاد الدول الأخرى لانتهاكها حقوق الانسان شيء بعيد عن المثالية واحيانا يبدو وكأنه من عصر آخر.
واشار ريابكوف إلى ان الولايات المتحدة هي البلد الوحيد في العالم الذي سمح رسميا باستخدام التعذيب في القرن الحادي والعشرين فقبل 10 سنوات خلال ادارة جورج بوش الابن استخدم التعذيب بحق المتهمين بالقيام باعمال ارهابية ولم تعد هذه المسألة خرقا للقانون وتستحق عقوبة شديدة بل اصبحت جزءا من النظام القانوني وخلال عهد الرئيس الحالي باراك اوباما توقفت رسميا هذه العمليات ولكن لم يعاقب عليها احد لافتا إلى ان سجن غوانتانامو سيىء الصيت ما زال يعمل.
وكشف المسؤول الروسي ان وزارة الخارجية الروسية تتابع باهتمام انتهاكات حقوق وحريات مواطني روسيا في الولايات المتحدة كقضية اعتقال مواطني روسيا في الولايات المتحدة بتهمة تصدير اجهزة الكترونية دقيقة مضيفا انه مع عدم وجود ادلة دامغة ضد المواطنين الروس فهم ما زالوا رهن الاعتقال وذلك للتأثير على روسيا نفسيا وللحصول على موافقتهم للتعاون مع القضاء لانهم معرضون لاحكام طويلة الامد.
واشار ريابكوف إلى ان الامريكيين فعلوا ذلك مع فيكتور بوت الذي اعتقل في تايلاند تحت ضغط واشنطن ونقل إلى الولايات المتحدة وهكذا فعلوا مع ياروشينكو مؤكدا ان مصداقية قرار الحكم الصادر بحقهما مشكوك بها وان الناس الذين في السجون الامريكية ومن بينهم الجنود دون توجيه التهم اليهم يمكن اعتبارهم سجناء سياسيين.
بدوره لفت فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب اللبيرالي الديمقراطي الروسي إلى أن بحث هذه المسألة سيعكر مزاج السفير الامريكي لدى روسيا مايكل ماكفول ولذلك كان الافضل له الحضور إلى المجلس للاستماع إلى الانتقادات الموجهة ضد بلاده خلال ساعتين من الزمن.
وقال جيرينوفسكي انه بغض النظر عن أن حقوق الانسان تخرق في دول أخرى كما في الولايات المتحدة فان الاخيرة أخذت على عاتقها اليوم الدفاع عن هذا الموضوع لاعتباره سلاحا دعائيا.
بدوره قال قسطنطين دولغوف المكلف بقضايا حقوق الانسان في وزارة الخارجية الروسية ان ادعاء الولايات المتحدة بكونها البلد المطلق في مجال حقوق الانسان ادعاء باطل ولا تدل عليه الوقائع العملية.
ولفت دولغوف في كلمة القاها في جلسة مجلس الدوما المخصصة لمناقشة مراعاة حقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية إلى ان من بين التهديدات الخطرة التي تواجه الولايات المتحدة هي مسائل تتعلق بالتفرقة الاجتماعية والتمييز العرقي والاثني والديني وكذلك حجز الاشخاص لفترات زمنية غير محددة من دون توجيه أي تهم لهم وكذلك وجود سجون غير قانونية واستخدام التعذيب اضافة إلى نظام العقوبات الضعيف والمثقل باكثر من طاقته.
واشار دولغوف ايضا إلى وجود الرقابة في الولايات المتحدة وكذلك القيود على حرية الانترنت والحد من حق المواطن في الاختيار واستخدام القوة ضد المشاركين في المظاهرات السلمية وغير ذلك مؤكدا ان الولايات المتحدة تستخدم مبدأ الكيل بمكيالين وهذا انعكس في قضية بوت حيث حكم على المواطن الروسي دون ان يقترف أي جريمة تذكر في حين بقيت مسألة توريد الاسلحة إلى العراق بالالتفاف على التشريعات الامريكية دون عقوبة. .