تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الانتخابات السودانية .. في موعدها وبمقاطعة هامشية

أضواء
الخميس 8-4-2010م
عدنان علي

يستعد السودان لانتخابات رئاسية وبرلمانية تعددية الأحد المقبل، هي الأولى منذ 24 عاماً. وبات مرجحاً مشاركة القوى السياسية الرئيسة في المنافسة التي لم يقاطعها بصورة رسمية حتى الآن سوى الحزب الشيوعي،

في حين قالت الحركة الشعبية الشريك الرئيسي في الحكم انها ستقاطع الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الشمال وتخوضها في الجنوب.‏

وتحدثت مصادر إعلامية عن وجود خلافات بين رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سيلفا كير ومرشحها المنسحب للرئاسة ياسر عرمان. إذ يرى زعيم الحركة وجوب المشاركة في الانتخابات في الولايات الشمالية، بينما يطالب عرمان بمقاطعتها. وكان العشرات من أنصار الحركة الشعبية تظاهروا أمام مقر الحركة بالخرطوم مطالبين ياسر عرمان بالعودة عن قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية.‏

كما قرر حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي المشاركة في الانتخابات بعد أن لبت مفوضية الانتخابات ، بحسب المهدي، معظم مطالب حزبه. ولكن المهدي الذي أطاح الرئيس عمر البشير بحكومته في انقلاب عسكري عام 1989هدد بأن حزبه سيعلن «الجهاد المدني» إذا تم تزوير الانتخابات حسب تعبيره.‏

وكان سبق ذلك اعلان حزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني، إثر اجتماع لمكتبه السياسي، بأنه يتجه إلى خوض الانتخابات على كافة مستوياتها. ومثله فعل ايضا حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي الذي قال إنه ينوي المشاركة في كل مستويات الانتخابات الرئاسية والتشريعية.ولكن الترابي اعتبر أن السودان في حال فوز عمر البشير بالانتخابات الرئاسية سيكون أخطر من الصومال، لأن الصومال تضم شعباً واحداً وديناً واحداً، بعكس السودان الذي يحوي شعوباً وديانات كثيرة، ما قد يفاقم صراعات وحروباً. وحذر من تزايد نزعة القبلية والمحلية الإقليمية في السودان، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى حكومة جديدة تتولى حل أزمة دارفور والحؤول دون انفصال الجنوب حسب تعبيره.‏

وبشأن دارفور ، اقترح المبعوث الرئاسي الأميركي سكوت غرايشن على الفصائل الدارفورية إجراء الانتخابات في دارفور بعد عامين، على أن تجرى في بقية أنحاء البلاد في موعدها.‏

وطرح غرايشن هذا المقترح خلال محادثاته مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ومستشاره مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين، على أن يمثل الإقليم في المؤسسات التشريعية والتنفيذية بصورة موقتة، لكن صلاح الدين نفى عقب اللقاء وجود أي اتجاه لتأجيل الانتخابات في إقليم دارفور.‏

وقالت وزارة الخارجية السودانية أن المبعوث الاميركي سيتفقد مراكز الاقتراع في الخرطوم وجوبا عاصمة إقليم الجنوب والفاشر كبرى مدن دارفور وكادوقلي وبانتيو، ويغادر يوم الاقتراع البلاد التي وصل اليها هذا الاسبوع عشرات من مراقبي الانتخابات الدوليين والإقليميين.‏

بدوره طالب لام أكول زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان/ التغيير الديمقراطي مرشح الرئاسة لحكومة جنوب السودان، المفوضية القومية للانتخابات بضرورة تجميد التصويت في مستوى رئاسة حكومة الجنوب في ولايات بحر الغزال الكبرى الأربع بسبب المضايقات التي يتعرض لها من جانب أنصار الحركة الشعبية بزعامة سلفاكير ميارديت .‏

واعتبر المستشار السياسي للرئاسة السودانية حنفي عبد الله ان بعض الاحزاب التي سحبت مرشحيها، سحبت من تلقاء نفسها وانسحابها كان غير قانوني لان الفترة المحددة للانسحابات كانت في شباط الماضي.‏

وتأتي هذه التطورات بعد دعوة الولايات المتحدة الى تأجيل قصير الأجل للانتخابات بهدف ضمان تحسن سير العملية الانتخابية حسب تعبير المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي . وحث كرولي الحكومة السودانية على رفع القيود المفروضة على الأحزاب السياسية والمجتمع المدني قبل الانتخابات.‏

لكن المفوضية القومية للانتخابات أكدت تمسكها بموعد الانتخابات بين 11 و13 الجاري.‏

إلى ذلك، صرح مدير ادارة افريقيا في الجامعة العربية سمير حسني أن الأمين العام للجامعة عمرو موسى كلف خمسين موظفا من الأمانة العامة بالمشاركة في مراقبة الانتخابات السودانية، وأنهم سيتوافدون على السودان اعتبارا من الأحد المقبل.‏

أبرز المحطات في تاريخ السودان الحديث‏

- 1881: الثورة المهدية على الحكم العثماني المصري.‏

- 1899-1955: السودان تحت الحكم البريطاني-المصري المشترك.‏

- 1956: استقلال السودان وبداية الحكم الوطني.‏

- 1958: الجنرال إبراهيم عبود يقود انقلابا عسكريا ضد الحكومة المنتخبة في بداية العام.‏

- 1962: اندلاع الحرب الأهلية في الجنوب بقيادة حركة التمرد «أنيانيا».‏

- 1964: الاطاحة بعبود وقيام حكومة وطنية برئاسة الصادق المهدي.‏

- 1969: انقلاب عسكري بقيادة الرائد جعفر محمد النميري .‏

- 1971: إعدام قادة الحزب الشيوعي السوداني بعد قيامهم بانقلاب ضد النميري.‏

- 1972: أصبح الجنوب منطقة حكم ذاتي، بموجب اتفاق أديس أبابا للسلام بين الحكومة وحركة «أنيانيا».‏

- 1978: اكتشاف النفط في منطقة بانتيو في جنوب السودان.‏

- 1983: الرئيس جعفر النميري يعلن تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وفي نفس العام نشبت الحرب الأهلية في الجنوب بين القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق بعد أن قسم النميري الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم مخالفا لقانون الحكم الذاتي للجنوب المعمول به بموجب اتفاق أديس أبابا .‏

- 1985: اندلاع ثورة شعبية ضد حكم النميري عرفت بانتفاضة أبريل وانحاز فيها الجيش إلى جانب الشعب وتأسس مجلس عسكري مؤقت لحكم البلاد برئاسة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب.‏

-1986: فوز حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي في انتخابات ديمقراطية وتشكيل حكومة ائتلاف برئاسته.‏

- 1989: العميد عمر حسن البشير يقود انقلابا عسكريا ويستولى على الحكم.‏

-1993: حل مجلس قيادة الثورة بعد تعيين عمر البشير رئيسا للجمهورية.‏

- 1998: هجوم جوي اميركي على مصنع للأدوية في الخرطوم بزعم أنه يصنع مواد للأسلحة الكيميائية.‏

- 1998: إقرار دستور جديد للبلاد وافق عليه أكثر من 96٪ من الناخبين في استفتاء.‏

- 1999: الرئيس البشير يحل المجلس الوطني السوداني (البرلمان) ويعلن حالة الطوارئ عقب صراع على السلطة مع رئيس البرلمان حسن الترابي. وفي هذا العام أعلن السودان أنه بدأ للمرة الأولى تصديره للنفط.‏

- 2000: اجتمع الرئيس البشير لأول مرة مع زعماء المعارضة في التجمع الوطني الديمقراطي بالعاصمة الإريترية أسمرا. عاد بعدها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي إلى السودان مما فسر على أنه بداية لانفراط عقد التجمع الديمقراطي المعارض. وأعيد انتخاب البشير لفترة رئاسية أخرى في انتخابات قاطعتها أحزاب المعارضة الرئيسية.‏

- 2001 اعتقال الأمين العام المؤتمر الشعبي العام الشيخ حسن الترابي بعد يوم واحد من توقيع حزبه المؤتمر الشعبي مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وفشل مباحثات نيروبي للسلام بين الرئيس البشير وزعيم المتمردين جون قرنق.‏

- 2002: توقيع الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في نيروبي اتفاقا لوقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر في جبال النوبة التي تعتبر أحد المعاقل الأساسية للمتمردين.‏

وبعد خمسة أسابيع من محادثات كينيا وقعت الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان بروتوكول مشاكوس لإنهاء الحرب الأهلية وبموجب هذا الاتفاق توافق الحكومة على منح الجنوب الحق في تقرير المصير بعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات. وفي المقابل يوافق متمردو الجنوب على تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال.‏

- 2003 إطلاق سراح الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي .‏

- 2004: الجيش السوداني يتحرك ضد تمرد في إقليم دارفور غرب البلاد، وتتحدث تقارير عن لجوء مئات الآلاف من سكان الإقليم إلى تشاد المجاورة .‏

- 2005: الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان توقعان اتفاق السلام والذي تضمن وقفا دائما لإطلاق النار وتفاهما حول اقتسام السلطة والثروة. ومجلس الأمن الدولي يجيز عقوبات ضد من ينتهكون وقف إطلاق النار في دارفور. وصوت المجلس أيضا بإحالة المتهمين بارتكاب جرائم حرب بدارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية. وزعيم المتمردين السابق جون قرنق يؤدي اليمين الدستورية نائبا للرئيس السوداني. ويجري توقيع دستور يعطي حكما ذاتيا واسعا للجنوب.‏

وفي آب قتل قرنق في تحطم طائرة، وخلفه سلفاكير ميارديت في جميع مناصبه .‏

-2006: وقعت الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان الفصيل الرئيس المتمرد في دارفور اتفاقا في أبوجا بنيجيريا، لكن الفصائل الأخرى المتمردة رفضته وواصلت القتال.‏

- 2007: المحكمة الجنائية الدولية تصدر أمرا بالقبض على الوزير السوداني أحمد هارون وأحد قادة الجنجويد موسى هلال بتهمة ارتكاب حرب بدارفور. ويعلن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش عقوبات جديدة ضد السودان.‏

- 2008: الأمم المتحدة تتولى مهام حفظ السلام في دارفور . وبدء الإحصاء الوطني كخطوة لإجراء الانتخابات العامة في البلاد. والجيش السوداني يصد هجوما شنته قوات حركة العدل والمساواة على مدينة أم درمان.‏

- 2009: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة اعتقال بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور.‏

- 2010: الخرطوم تعلن أن البشير سيقبل نتائج الاستفتاء حتى لو اختار الجنوب الانفصال عن البلاد. وحكومة البشير توقع في العاصمة القطرية الدوحة مع حركة العدل والمساواة الفصيل الرئيس المتمرد بدارفور اتفاقا إطاريا للسلام والرئيس البشير يعلن انتهاء الحرب في الإقليم، لكن فصائل أخرى تعلن معارضتها للاتفاق. وانطلاق حملة انتخابات الرئاسة والولايات والبرلمان في تحرك وصف بأنه أهم انتخابات في السودان منذ نحو ربع قرن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية