تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الذكرى الثالثة والستون لتأسيس البعث..قدرة على التجدد والعطاء

شؤون سياسية
الخميس 8-4-2010م
د.صياح عزام

تحتفل جماهير شعبنا وأمتنا بالذكرى الثالثة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يصادف حلولها يوم السابع من نيسان 2010، هذا الحزب الذي انبثق من صفوف الجماهير وتعايش معها وحمل همومها وقادها على طريق تحقيق أهدافها.

من هنا غدا حزب البعث العربي الاشتراكي ظاهرة تاريخية حية ارتبطت عضوياً بحياة شعبنا وبمراحل نضاله، وبالتالي كان هو وراء معظم مبادرات العمل التحرري الوطني والقومي على امتداد الساحة العربية.‏

في الخمسينيات قاد نضال الجماهير العربية ضد تحالف الإقطاع والبورجوازية وطالب بتحقيق حياة حرة وديمقراطية في سورية ودافع عن حقوق العمال والفلاحين ووقف ضد كل مظاهر الظلم والاستغلال التي كانت تمارس ضدهم من قبل البورجوازية الكبيرة والإقطاعيين والرأسماليين وكان صوتهم المخلص والمدوي في المجلس النيابي، وكان قبل ذلك أول من دق ناقوس الخطر عندما اغتصبت فلسطين داعياً إلى الوقوف ضد المؤامرة الاستعمارية الصهيونية، حيث دعا إلى تشكيل كتائب مسلحة لتحريرها وكان العديد من أعضائه أول من تبرعوا للقتال من أجل عروبة فلسطين ووقف ضد الأحلاف الاستعمارية التي طرحت في المنطقة مثل حلف بغداد وغيره والتي كانت تهدف إلى ربط الدول العربية بعجلة السياسة الاستعمارية وعندما قامت ثورة 23 تموز في مصر مد يده لها وتعاون معها باتجاه دعم وإنجاح العديد من الثورات الوطنية التحررية في بعض الدول العربية، ثورة 14 تموز في العراق، ثورة الجزائر..الخ ثم كان لحزبنا شرف تحقيق أول وحدة في تاريخ العرب الحديث وحدة 1958 بين سورية ومصر تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة.‏

وعندما تآمرت القوى الاستعمارية والرجعية على تلك الوحدة وأسقطتها من خلال مؤامرة الانفصال في 28 أيلول عام 1961 تصدى حزب البعث العربي الاشتراكي لتلك المؤامرة وظل يناضل حتى أسقط حكم الانفصال الأسود من خلال تفجير ثورة الثامن من آذار المجيدة عام 1963 في سورية بعد شهر واحد من تفجيره للثورة في العراق ثورة 8 شباط 1963.‏

وبعد قيام هذه الثورة، ثورة آذار المجيدة اتجه الحزب باتجاه حمايتها وترسيخ جذورها، فبعد أن انتصرت على المؤامرات التي حيكت ضدها بهدف اسقاطها بدأت الثورة خطواتها الأولى على طريق بناء المجتمع الجديد من خلال إجراء التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية اللازمة، ولكن ما إن مضت بضع سنوات حتى ظهرت في الحزب عقلية يمينية حاولت إعاقة مسيرة الحزب والثورة حين وقفت ضد قرارات وإجراءات التأميم وضد قرارات المؤتمر القومي السادس الذي انعقد في تشرين الأول عام 1963 إلا أن الحزب استطاع التخلص من تلك العقلية عندما أبعدها عن صفوفه بقيام حركة 23 شباط عام 1966.‏

وعندما ابتلي الحزب مرة ثانية بظهور عقلية المناورة والتسلط والاكتفاء بطرح الشعارات الفضفاضة والبعيدة عن الواقع تمكنت قواعده من التخلص من تلك العقلية أيضاً عندما التفت مع جماهير الشعب حول القائد الخالد حافظ الأسد الذي قام بالحركة التصحيحية المجيدة في 16 تشرين الثاني عام 1970.‏

وفي ظل هذه الحركة الميمونة تحققت انطلاقة حقيقية على مستوى الحزب والدولة، فأعاد الحزب بناء نفسه من جديد وتوسعت قاعدته وترسخ دوره في قيادة الدولة والمجتمع وأقيمت دولة المؤسسات والقانون من خلال تشكيل مجلس الشعب والجبهة الوطنية التقدمية وإقرار دستور دائم واعتماد نظام التعددية السياسية والاقتصادية وتنفيذ خطط التنمية الطموحة وبناء الجيش العقائدي المتطور وخلق جبهة داخلية متراصة شكلت الأساس لكل ما تم من إنجازات كبيرة، واتبعت سورية سياسة عربية متوازنة هدفها تحقيق وحدة الصف العربي وحشد الطاقات لمواجهة العدو الصهيوني، فكانت حرب تشرين المجيدة ثمرة لهذه السياسة وكان التضامن العربي الذي برز خلالها بوضوح وأصبح لسورية دورها العربي الفاعل ولاسيما في مجال دعمها للقضية الفلسطينية وللمقاومة الوطنية اللبنانية التي تمكنت بفضل الدعم السوري من تحرير الجنوب اللبناني ودحر إسرائيل منذ عام 2000 كما تعززت مكانة سورية على الصعيد الدولي.‏

ويكفي حزبنا فخراً أنه قدم للأمة العربية قائدين كبيرين القائد الخالد حافظ الأسد -رحمه الله- والسيد الرئيس بشار الأسد الذي أثبت بالقول والعمل أنه القائد الذي يحمل الهم القومي والذي نذر نفسه من أجل الدفاع عن كرامة الأمة العربية.‏

لقد جاءت الذكرى الثالثة والستون لتأسيس حزبنا في أوقات تشتد فيها الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية لقضم المزيد من الأرض الفلسطينية المحتلة وتهويد القدس وتتنكر حكومة «نتنياهو» لأبسط متطلبات السلام، يشجعه على ذلك الوضع العربي المتردي وما يسوده من تفكك وعدم مبالاة واستمرار رهان البعض على تحقيق تسوية سلمية مع إسرائيل، وهذا كله ما يرتب على حزبنا بطبيعة الحال أن يمضي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد قدماً في دوره المشرف بالتصدي لكل مخططات إسرائيل وحلفائها والعمل على إحباطها.‏

كما جاءت هذه الذكرى في أعقاب القمة العربية في «سرت» بليبيا والتي برز فيها الدور السوري الفاعل والداعي إلى التنبه للأخطار المحدقة بقضية فلسطين وبالعرب عموماً وإلى ضرورة دعم المقاومة بعد أن اتضح أنها الخيار الوحيد والناجع أمام عدو تمادى في غطرسته وجبروته ولم يعر المبادرة العربية الخاصة بالسلام أي اهتمام بل تجاهلها كلية.‏

وما من شك في أن حزبنا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد سيظل كما عهدته جماهير شعبنا وأمتنا مناضلاً عنيداً من أجل قضاياها، وفياً لتطلعاتها وآمالها عاملاً على تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية