تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مداخلة «فجة» أمام إيباك

ايمانيتيه
ترجمة
الخميس 8-4-2010م
ترجمة: سهيلة حمامة

أمام المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك الذي انعقد في الولايات المتحدة مؤخراً أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي «أن الشعب اليهودي قد بنى القدس منذ ثلاث آلاف سنة ومازال يستمر في بنائها،

والقدس هذه ليست مستعمرة بل هي عاصمتنا»!! ولم يكتف بذلك، بل أراد أن تكون رسالته واضحة مسموعة من الجميع إذ أعلن أيضاً أن الأحياء اليهودية في القدس بما فيها المستعمرات الإسرائيلية ستبقى أراض إسرائيلية حتى وإن أفضت المفاوضات المفترضة إلى إتفاق سلام، وأن أعمال البناء في تلك الأحياء لا تحول مطلقاً أمام مسألة حل الدولتين!!‏

تلك كانت مداخلته الفجة والمباشرة إثر إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن وجوب أن تتحرك حكومته باتجاه تبني خيارات صعبة ولكنها ضرورية ولازمة من أجل سلام دائم وشامل مع فلسطين، وإذ ذاك لم يخف نتنياهو امتعاضه فسارع إلى التساؤل «ولكن أي مبادرة تلك التي يجب أن أتخذها على حساب شعبي ومصلحته»!! وبعد قليل بدا رجل سلام إذ ربت على كتف باراك أوباما قائلاً له: «لا تقلق من خصومك، فلا بد من خلافات حتى بين الأصدقاء»! في إشارة إلى أعضاء الكونغرس وغيرهم من القادة الأمريكيين.‏

وفي خضم الاجتماع السنوي للمنظمة تلك، تطرق نتنياهو أيضاً إلى مسألة تهويد القدس الشرقية التي ضمتها حكومة إسرائيل عام 1976 وصولاً إلى تهويد مناطق أخرى كالضفة الغربية وغيرها من خلال العدوان على غزة منذ عام إضافة إلى الحصار الرهيب عليها على مدى ما يزيد عن ألف يوم حتى الآن من البر والبحر والأرض وتحت الأرض والتدمير الشامل والكامل للبنية التحتية والفوقية وسائر أسباب الحياة بحيث تستحيل معه مواصلة الحياة الإنسانية في القطاع، لفقدان مقوماتها ومن ثم دفع أهله إلى الرحيل وبذلك تتحقق الخطوة الأولى من خطوات التهويد!‏

في حديثه لإذاعة فرنسا 24 كشف أريه كينغ من جمعية التمويل الإسرائيلي التي تتكفل بإقامة الأبنية في القدس الشرقية أن ثمة 415 مشروعاً سكنياً جديداً تمت الموافقة عليها من جانب الحكومة الإسرائيلية إضافة إلى 12 مستعمرة يشغلها بطريقة لاشرعية نحو 192000 مستوطن إسرائيلي. علماً أنها خططت مسبقاً لهدم أكثر من 3000 منزل فلسطيني في القدس الشرقية والدليل علىذلك أنه منذ مطلع السنة الجارية نزحت تحت التهديد والطرد مئات من العائلات الفلسطينية من بيوتها المهدمة لتستقر في حي الشيخ جراح، وتلك خطوة غبية تمهيداً لتهويد المدينة المقدسة التي تضم في جنباتها ثلاث ديانات موحدة. وتتجلى المأساة الكبرى أن 25% من أصل 230000 فلسطيني يسكنون في القدس الشرقية تم طردهم مجردين حتى من قوتهم اليومي!! إنه أمر واقع يدركه الجميع وحتى الرأي العام العالمي لكن ما من مجيب أو مهتم!!‏

في السابع من كانون الأول عام 2009 أصدر سفراء الاتحاد الأوروبي تقريراً نشرته صحيفة الأومانيتيه، يتهمون فيه الحكومة الإسرائيلية وعمدة مدينة القدس في إطار سعيهم الحثيث لتغيير التوازن الديمغرافي فيها والعمل على فصل القدس الشرقية عن الضفة إضافة إلى اقدام مؤسسات إسرائيلية متعددة تدعم منظمات يمينية مثل آيريتد كوهانيم على المضي لتحقيق الرؤية الاستراتيجية تلك وخاصة في الأحياء المحيطة بالجبل الذي يلف المعبد الموازي للمسجد الأقصى.‏

التقرير إياه كان بمثابة وثيقة واقعة كشفتها صحيفة اليسار الإسرائيلي «هآرتز» فكان مصيرها في أحد الأدراج المهملة وعلىكل حال لم يتابعها الاتحاد الأوروبي كما فعل ذلك في التقرير الذي صدر عام 2008.‏

وفيما يخص الضفة الغربية صدر تقرير من المركز الصغير للاقتصاديات السياسية في تل أبيب مؤخراً يشير إلى أنه منذ عام 2001، تمت إضافة أكثر من 6657 مستوطنة جديدة إلى 128 مستعمرة قائمة وحدد أيضاً أن نحو 6000 مسكن تم بناؤها في الجانب الغربي من جدار الفصل وسوف تضم مع الأراضي القائمة عليها إلى الجزء من الأرض التي تنوي إسرائيل ضمها إليها في حال تم الاتفاق على مبدأ السلام مع الفلسطينيين وطبعاً ضمن اتفاق التبادل «الأرض مقابل السلام!!»!!‏

ولا ننسى أن كلفة استعمار الأراضي الفلسطينية تلك تقدر بنحو 18مليار دولار فهل هكذا تسوى الأمور يا سيد نتنياهو؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية