تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اليوم الأخير في حياتهم لوركــــــــــا: مـــازلت حيّـــــاً وانهمــــر الرصــــاص..

ثقافة
الخميس 8-4-2010م
ديب علي حسن

يروي جوزيه لويس دي فيلالونغا في روايته: (هيجان محاكمة وقتل لوركا) الأيام الأخيرة في حياة لوركا، ومن الرواية الموثقة نقتطف الساعات الأخيرة من حياة لوركا، يقول جوزيه وعلى لسان الراوي:

لقد أحضرت الكاهن الذي أمر الشاعر بأن يعترف، فقال له لوركا: بماذا.. وأبعد الكاهن عنه فرفع رأسه يائساً،عبأ رجال الفصيل سلاحهم، لقد جاء دوري في حسم الموقف، ولأول مرة منذ عرفت الشاعر، كلّمته رافعاً الكلفة بيننا: اركض.. وسألني بأي اتجاه، على خط مستقيم إلى الأمام، لقد أطاع دائماً وركض عشرين متراً تقريباً بشكل بعيد عن البراعة يثير الشفقة، وتوقف، اركض أيضاً.. استأنف الركض ويداه تهتزان ورأسه يتداعى كأنه تمثال لا حياة فيه وأصدرت أمري: نار!‏

أطلق الرجال في الظهر فسقط هامداً مثل أرنب، ولما اقتربت منه رأيت وجهه معفراً بالدم والتراب الأحمر وعيناه كانتا جاحظتين مفتوحتين وكأنه يبذل جهداً كي يبتسم وقال بصوت خافت يكاد لا يسمع: أنا ما زلت حياً.. حشوت مسدسي وصوبته إلى الصدغ..استدار جسده على نفسه في انتفاضة رهيبة كأنها وثبة شبوط وانطلقت الرصاصة رغماً عني فاجتازت الشرج ونفذت من البطن.‏

قريباً مني قهقه أحدهم قائلاً: من فمها تموت السمكة..‏

ودفناه عند جذع شجرة زيتون.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية