تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشباب والرغبة الدائمة بالعطاء

شباب
الخميس 8-4-2010م
آنا عزيز الخضر

الشباب دائماً يعني الرغبة المستمرة بالعطاء لأنه كلما أتيحت فرصة للمشاركة نرى اندفاعه وتفانيه ليؤكد حضوره الإنساني بالشكل النبيل وتفعيل قدراته بالشكل الصحيح إذ نلمس مبادرات الشباب الدائمة في المجالات العديدة والتي تشير إلى أنهم طاقات تتطلب فقط التنسيق كي تتجسد على أرض الواقع

، فأعمال كثيرة نعرفها جميعنا ينجزها الشباب بدافع ذاتي ومتحمس بمجرد الدعوة لهم أو سؤالهم ، من هنا فالمجتمع بمؤسساته ومنظماته وقطاعاته مطالب بقوة بتحريك هذه القدرات وإرشادها إلى أعمال وأنشطة وفعاليات توجهها، وخصوصاً أن لهذه الأنشطة أثرها القيمي والإنساني والاجتماعي المهم عند الشاب ويكون بها راضياً عن نفسه كما يشعر بأهمية ما أنجزه لمحيطه، هذا ما أكدته الآراء الشبابية لمجموعة من الشباب ساهموا في حفل تطوعي عبر أكثر من شكل منهم بالتنسيق ومنهم بالعزف ومنهم الغناء وغيره، وقد أقيم الحفل في مشفى الأطفال بدمشق بهدف الترويج والترفيه عن الأطفال المرضى ورعت الحفلة جمعية بسمة، سألنا الشباب المشاركين فقال ياسر جاموس: بداية أنا سعيد بهذه المشاركة بشكل لا يوصف حتى لو كان ما قدمته يصب في الإطار المعنوي فقط وقد ساهمت مع مجموعة شباب من أجل الأطفال والترويج عن أنفسهم، وقد نظمت جمعية بسمة هذه الفعالية بمشاركة مجموعة من الشباب العازفين ومغنية وحضر أهالي الأطفال ورغم أن الحفل كان بسيطاً ولم يحمل الطابع الرسمي إلا أن نتائجه بدت على الأطفال بالشكل الرائع حيث منحناهم الراحة النفسية التي يحتاجونها وارتفعت معنوياتهم بالاهتمام الذي لمسوه بهم وبما قدمناه، إذ عزفنا وقدمنا أغاني ألفناها خصيصاً لهم وقامت إحدى الشابات بتحفيظ الأطفال بعضاً من الأغاني الطفولية الدارجة وبعض الأغاني للأم، ففرح الأطفال وتفاعلوا بشكل كبير وأدركنا قيمة ما فعلناه لهم على أكثر من صعيد، لأن الفرحة التي رسمت على وجوهم كانت حالة رائعة حتى إن بعض الأمهات قالت لنا إن هذه الحفلة أفادت أطفالنا كما يفيدهم الطبيب الذي يعالجهم كما تحقق لهم الكثير من السعادة بتغيير أجوائهم من حالة المرض إلى الفرح، ولابد من القول : إنه ورغم بساطة الحفل إلا أننا أدركنا كشباب أهمية هذه الأنشطة لما تحمله من مبادئ إنسانية، صحيح أنها أشبعت عندنا غايات نبيلة إلا أن النتائج الاجتماعية العامة لها والتي وجدناها عند الأطفال والأهل كانت رائعة .‏

أما الشاب بلال أحمد فقال: من الطبيعي أن ندفع كشباب تجاه هذه الأعمال الإنسانية التي تجلب الفرح للغير، فكيف إن كانت من أجل الأطفال وقد شاركت بها عن رغبة واندفاع وبمجرد الدعوة لها وقد علمتني ضرورة الاستمرارية بهكذا أنشطة، و تطوعنا لأجلهم ومثلما قدمنا للأطفال الفرح قدموا لنا الإحساس الجميل وجدوى ما فعلناه على أرض الواقع، إذ عرفنا كيف يمكننا أن تخدم محيطنا كشباب بأساليب عديدة ومجالات عديدة فحتى الفن يمكن أن يكون سبيلاً للعمل الخيري وقد فوجئنا بالأطفال وتفاعلهم وحسبنا أنهم لن يفهموا علينا بل بالعكس شاركوا معنا وغنوا وارتسمت البسمة على شفاههم ،حتى إن الأهالي شكرونا وشجعونا متأثرين بفرح أولادهم وطلبوا منا أن نزورهم على الدوام .‏

من هنا تتأكد قيمة هذه النشاطات الشبابية التي فعلت فعلها الكبير بقليل من التنسيق والمبادرة فكان لها المردود النفسي والمعنوي بتقديم العون للآخرين وعندما يشعر الشاب بقيمة عمله فإن هذا يحفزه نحو الفعل الإيجابي، وخصوصاً أن هذه الأعمال تحمل القيم الاجتماعية الرائعة من غيرية وتعاون وغيرهما .‏

أما الشاب محمد مرزوقي فقال: التطوع الشبابي للأعمال الخيرية يعلمنا مبادئ حياتية واجتماعية كثيرة، فهذه الأنشطة فيها ما يغني النفوس والعقول وعندما نقوم بها تعرفنا بشكل غير مباشر كيف نشعر بالمسؤوليات المختلفة تجاه الآخرين، ولا مبالغة إن قلت إن هذه التجارب إن عاشها الشاب ومارسها دوماً فإنها تصقل شخصيته بالشكل الإنساني الصحيح لأنها تجربة غنية بحد ذاتها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية