تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مبـــــادراتهـــــــم... أولاً

شباب
الخميس 8-4-2010م
غصون سليمان

عندما يتعلق الحديث بعالم الشباب أثناء الحوارات والمناقشات أو عقد الطاولة المستديرة أو اعتماد أنشطة مختلفة غالباً ما يظهر على الجو العام حالة من الضبابية أثناء توصيف أو إطلاق سمات لهذه الشريحة،

فالبعض يرى حالة الضياع هي الغالبة فيما الآخر ينأى عن كلمة ضياع ليستعيض عنها بالأزمة،‏

وهذه الأخيرة لها أسبابها ومعطياتها الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، لكن بالنهاية الجميع يقر بقدرة الشباب وجاذبيتهم على التطوير والتغيير نحو الأفضل ولاسيما بالقضايا التي تتعلق بكيفية إنهاض الأمة وبناء مستقبلها لأن دور الشباب لم يكن في يوم من الأيام إلا في قلب حياة الشعوب عبر سيرورة تاريخها المعاصر.‏

في أحد البرامج الفضائية لفتني حديث على قناة العالم يبحث في مهارات وقدرات الشباب العربي وكيف لهم أن ينجحوا في عالم متغير يعج بالشجون والصخب والفوضى نتيجة مفرزات العولمة وغيرها وسيطرة الموضة والعادات الاستهلاكية على القيم الجوهرية الحياتية، ضيوف البرنامج هم خبراء في مراكز التدريب والتأهيل فيما يخص بحوث التنمية في لندن، وهذه النشاطات موجهة لجميع الدول العربية والدول الأخرى المحيطة.‏

مبادرة‏

الآراء كانت متفقة على أهمية أن يبادر الشباب لتقديم أفضل مالديهم من أفكار ومقترحات ووجهات نظر إيجابية تجاه الانتقال بمكونات المجتمع إلى صيغ أفضل تتناسب وحركة العصر المتصاعدة نحو الأمام لا أن يعملوا بردات الفعل ما يمنع بتجاوز الأزمة أو مقاربتها.‏

الدكتورة هاجر القحطاني مديرة برنامج التدريب في لندن أكدت أنها تخشى من أن تحيل المحاضر التربوية وأسلوب الوعظ والإرشاد شبابنا أحياناً إلى مفهوم الوصاية، إذ إن كل فرد وإنسان هو مسؤول عن أعماله وسوف يحاسب عليه،ا وبالتالي هو مسؤول عن عقله ومنظومة تفكيره، بمعنى كيف يتحول المحضر التربوي إلى مكان في الواقع لبلورة وتسجيل هذه الطاقة عندما يصل إلى مرحلة القوة يكون قادراً على تنمية عقله بشكل حر وداع في إطار الانفتاح المضطرد بحيث يخلق نموذجاً مع عصره وزمانه القادر على قيادته عبر هذه التحديات.‏

وفي سياق الحديث المتعلق بهجرة الشباب نتيجة الحاجة الاقتصادية وغيرها لم تخفِ الدكتورة القحطاني أن هذه الرغبة المباشرة هي حاجة ضاغطة وملحة إلا أن الأهم حسب المعطيات أن هناك وعياً جماعياً فردياً يتشكل عبر وعي الأفراد وعبر تأثير المؤسسات المكرسة.‏

وبينت أن الدورات التي يعمل المركز عليها تتطور باستمرار على مستوى جميع الدول العربية وهي نتاج علم لا أكثر من خمس سنوات من تجارب وخبرات لأن الهدف هو التنوير والتغيير والمراقبة المستمرة للوضع الاقتصادي السياسي بما ينسجم وتطلعاتنا ومصالح بلداننا، لا أن نقع ضحية كون الواقع يتغير بحكم عوامل عديدة.‏

تنمية الذهن‏

وأضافت : إن الدورة تؤكد على موضوع التنمية الذهنية النفسية للشاب وهذا عامل أساسي في قدرته على التعامل مع الأزمة والمشاركة الاجتماعية تجاه البيئة المحيطة بما يساهم في صياغة أدوات تمكن الشاب من التأثير الفعال تجاه محيطه، إنها رسالة تعزز عند الشباب فكرة وصورة ألا يبقوا سلبيين وأن يتركوا بلدانهم ويهاجروا بقوارب الموت إلى عالم المجهول المصير على سبيل المثال.‏

إننا كبلدان عربية أحوج من أي وقت مضى لجميع الطاقات والقدرات الكامنة والظاهرة عند جيل مستقبلنا، لأن العطاء لايكتمل إلا بتكامل جميع الحلقات والأدوار المتتالية لبنية نسيج المجتمع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية