|
|
الانتخــابــات السودانية.. امتحان صعب حــــدث و تعــليـق وقدرته على تجاوز الخلافات وتعزيز الوحدة بما يضمن الامن والاستقرار ، والخروج من دائرة التوتر والنزاعات التي مازالت تعيد السودان خطوات عديدة الى الوراء. هذه الانتخابات التي تعتبر الأولى منذ نحو ربع قرن ، تأتي في مرحلة خطيرة يمر بها السودان في ظل التدخلات الخارجية ومحاولات الدول الغربية المستمرة لفرض هيمنتها من خلال زرع بذور الفتنة واشعال دائرة العنف بين أبناء الشعب الواحد ، خاصة مايتعرض له اقليم دارفور بسبب إصرار الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها على تدويل هذه القضية ليبقى لقمة سهلة المنال، وبوابة العبور لتفتيت وحدة البلاد. المؤامرات التي تحاك ضد السودان أصبحت مكشوفة للقاصي والداني والاحزاب السياسية المعارضة التي قررت عدم المشاركة بالانتخابات ، سواء لعدم امتلاكها قاعدة شعبية كافية ،أو لحسابات ومراهنات اخرى كان عليها وضع القضايا المصيرية التي تهدد بقاء السودان كدولة واحدة فوق كل اعتبار، والدخول في المعركة الانتخابية لدعم الوحدة الوطنية ومجابهة التحديات. أما المقاطعة والتشكيك بنزاهة العملية الانتخابية حتى قبل ان تبدأ فهذا من شأنه أن يعطي فرصة اخرى للذين يتربصون بالبلاد شراً. ان مستقبل السودان الآن مرهون بارادة قواه السياسية والشعبية، والقدرة على تجاوز الخلافات والتوافق على الثوابت الوطنية، وعدم السماح للدول الكبرى ربط مصيره بمطامعها الخاصة، واخذه الى حيث تشتهي وتريد. فالانتخابات القادمة ستكون سلاحاً ذا حدين إما الانقسام والتشتت وضياع كل المنجزات السابقة، وبالتالي انهيار آمال السودانيين ببلد موحد، وإما الاستقرار والتنعم بالثروات والخيرات التي يمتلكها البلد ، خاصة انها تأتي قبل ثمانية أشهر على استفتاء تقرير مصير الجنوب الذي نأمل ان يكون استفتاء وحدة لا انفصال.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
