يبدو أن بريطانيا ستتجرع من نفس الكأس الذي حاولت أن تروج له حيث وقع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس في ادنبره اتفاقا ينص على تنظيم استفتاء حول استقلال اسكتلندا في عام 2014. ونقلت ا ف ب عن ناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني قولها ان هذا الاتفاق وقعه كل من كاميرون والزعيم الاسكتلندي القومي اليكس سالموند ويقضي باجراء استفتاء حول استقلال اسكتلندا بعد عامين الامر الذي من شأنه اطلاق حملة ستستمر سنتين حول مستقبل الاتحاد البريطاني البالغ عمره 300 عام.
ومن المتوقع ان تعطي لندن الادارة الاسكتلندية السلطة لتنظيم استفتاء تاريخي في خريف 2014 يطلب فيه من الاسكتلنديين الاجابة بنعم أو لا على سؤال عن الاستقلال عن المملكة المتحدة.
وتحظى حملة استقلال اسكتلندا التي يقودها سالموند بتأييد قطاعات مختلفة من الشعب في هذا البلد حيث يؤيد القوميون الاسكتلنديون موعد 2014 لاجراء الاستفتاء ما يمنحهم الوقت لكسب تأييد الناخبين ولأن ذلك يتزامن مع ذكرى معركة بانوكبورن عام 1314 التي يحيي فيها الاسكتلنديون انتصارهم على الانكليز كما يتوقع ان يحقق الاستفتاء انجازا بالسماح بمشاركة من تبلغ اعمارهم 16 و17 عاما وهي خطوة يشجعها معسكر سالموند الذي يدفع باتجاه الاستفتاء منذ فوز حزبه بالغالبية في البرلمان الاسكتلندي في ايار 2011.
وكان سالموند قال انه يتعين ان يتمكن مواطنو اسكتلندا البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة من ادارة سياساتهم الخارجية والاقتصادية والدفاعية بانفسهم مضيفا انه يسعى لتحقيق الاستقلال ليس لاننا نعتقد اننا افضل من اي دولة أخرى بل لاننا ندرك اننا جيدون مثل أي دولة أخرى.
وأثارت هذه المسألة الكثير من المخاوف لدى باقي الدول الاوروبية التي تعاني أيضا من وجود نزعات انفصالية حيث يطالب اقليم كتالونيا بالانفصال عن اسبانيا فيما ظهرت أيضا هذه النزعة بوضوح لدى البلجيكيين حيث فاز مرشحو الحزب القومي الفلمنكي الذي يطالب بتقسيم البلاد بانتخابات المجالس البلدية في بلجيكا.
ويشير المراقبون إلى أن الولايات المتحدة الامريكية نفسها وباقي الدول الغربية ليست بعيدة عن هذه المشكلات والنزعات حيث تظهر بين حين واخر العديد من الدعوات لانفصال ولايات أمريكية وتزايد بروز العنصرية بين مختلف هذه الولايات.