وجه اسود كما تاريخ اجداده وليضيف شيئاً آخر وهو أنه جعل من حكومته وبلاده مطية للدول الغربية ونقطة ارتكاز لتحقيق مصالحها الى جانب ممالك المال والنفط التي اصبحت اداة وواجهة للمخططات الاميركية الغربية في المنطقة.
أوساط روسية: تركيا نقطة انطلاق
الدول الغربية لتنفيذ مخططاتها
وفي هذا السياق أكد فلاديمير كوزين الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية الروسي أن بعض الدول الغربية تتدخل بالشؤون الداخلية والسيادية لسورية وتصرح علنا برفضها لبيان جنيف وقال ان بيان جنيف كان وسيبقى أفضل أساس دبلوماسي لتسوية الازمة في سورية سياسيا.
وأوضح كوزين في حديث لقناة روسيا اليوم أن القوى الغربية تلعب لعبة كبيرة تهدف إلى تغيير الانظمة التي لا تلائمها مستخدمة تركيا كنقطة انطلاق لتنفيذ مخططها عبر تقديم السلاح لمجموعات معينة وهذا ما يتجلى بما تفعله تركيا عن طريق حدودها المشتركة مع سورية مشيرا إلى أن سورية ستنتصر عاجلا أو اجلا على المجموعات المسلحة التي لن تتمكن من الاستمرار في صراعها ضد الشعب السوري على الرغم من تلقيها الدعم من دول في حلف الناتو.
وأضاف كوزين ان سورية ستبقى دولة مستقلة وحرة وذات سيادة نظرا لوقوف الشعب السوري إلى جانب قيادته وهذا هو الاساس.
بدورها حذرت صحيفة كوميرسانت الروسية من ان التنظيمات الارهابية التي تخوض حربا ضد الدولة السورية قد تنقل نشاطاتها إلى مناطق ودول أخرى وهو ما يوجب على المجتمع الدولي أن يرد بقوة على هذا الخطر.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر امس ان مجلس الامن الدولي الذي اتخذ قرارا بالاجماع حول دعم عملية عسكرية دولية في شمال مالي لم يتمكن من توحيد الرأي حول الوضع في سورية وايران مضيفة ان النقاشات في المجلس احتدمت حول هاتين الدولتين على مدى عدة اشهر وتركزت حول التدخل الخارجي العسكري فيهما. واوضحت ان هذه المسألة تعتبر بالنسبة إلى موسكو وبكين من الامور الخطيرة بعد ان تم خداعهما بالقرار الذي اتخذه مجلس الامن الدولي رقم 1973 في اذار من العام الماضي بشأن ليبيا والذي أجاز استخدام القوة لحماية السكان المدنيين ولكن حلف الناتو استغل القرار ونفذ تدخله العسكري لصالح القوى المعادية لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي وهو ما شكل خديعة لروسيا والصين.
كاتب تركي: حكومة أردوغان
تعتمد على الأصولية ونشر الفوضى
كما حذر الكاتب الصحفي التركي ايلكر بلك من أن حكومة حزب العدالة والتنمية التركية تملك رؤية اقليمية تعتمد على الاصولية ونشر الطائفية وتعمل على تصعيد الحرب ضد سورية.
وقال الكاتب في مقال نشره موقع صول خبر: ان حكومة حزب العدالة والتنمية ستعمل على تصعيد الحرب وتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حول ضرورة المخاطرة للتحول إلى قوة اقليمية تعتبر بمثابة دليل على ذلك.
واعتبر الكاتب ان حكومة حزب العدالة والتنمية ستسير في هذا الاتجاه على الرغم من حقيقة تحول سورية إلى مأزق بالنسبة لتركيا حيث تدرك حكومة حزب العدالة والتنمية خطورة الموضوع السوري ولكنها تعتقد بضرورة المخاطرة حسب رؤيتها السياسية لافتا إلى صعوبة اقناع الشعب التركي بسياسة الحكومة العدوانية ازاء سورية وعلى الرغم من ذلك لا تهتم بهذا الامر وستسعى الى قمع المناهضين للحرب.
ورأى الكاتب ان الحكومة التركية تعتبر الازمة المالية والاقتصادية التي من شأنها ان تنشأ في حالة الحرب ازمة طبيعية يمكن تداركها فيما بعد وقال: لذلك التنبؤ بغرق حكومة حزب العدالة والتنمية في الازمة في سورية وسقوطها في حال شنها حرباً ضدها امر غير واقعي لان تركيا ستسقط قبل حكومة حزب العدالة والتنمية في حالة الحرب ولا نعلم ماذا سيخرج من المستنقع بعد ذلك.
وبين الكاتب بلك ان ضرب الجيش التركي مواقع سورية واعتداء المجموعات المتطرفة على هذه المواقع المستهدفة وبثها على الهواء في القنوات التركية عبارة عن محاولة لخلق مسار اعلامي لهذا التغيير الاستراتيجي بهدف تهيئة الشعب لحرب غير معلنة والسيطرة على وعيه.
واعتبر الكاتب ان حكومة حزب العدالة والتنمية التي تريد الحرب في سورية فشلت في تحقيق توقعاتها بسبب معارضة روسيا وعدم جاهزية الولايات المتحدة الامريكية بالتدخل العسكري المباشر في سورية.
واضاف: ان التوازنات التي سيخلقها العنصران الروسي والامريكي ستحدد خطوات حكومة حزب العدالة والتنمية نحو الحرب موضحا ان هدف حكومة حزب العدالة والتنمية يتمثل باسقاط الدولة السورية رغم ان التطورات اثبتت استحالة تحقيق هذا الهدف.
وبالنسبة لعملية القرصنة التي مارستها حكومة اردوغان بحق طائرة الركاب السورية الاسبوع الماضي اعتبر الكاتب ان هذه العملية كانت مناسبة لاختبار ثبات الموقف الروسي ازاء سورية على غرار انتهاك الطائرة التركية المجال الجوي السوري بهدف اختبار قدرة سورية الدفاعية.
وقال الكاتب: ان حكومة حزب العدالة والتنمية تعمل على توتير الاوضاع في سورية وتسريعها لتجبر الولايات المتحدة الامريكية على اتخاذ موقف اكثر فاعلية في سورية.
كتاب مصريون: قطر واجهة للمخططات الأميركية
الى ذلك اكد الكاتب الصحفي المصري السيد النجار أن قطر تتولى من خلال المال والاعلام تنفيذ اجندة مشبوهة تقوم على تحريك ثورات مصطنعة في بعض البلدان العربية وتسخير نتائجها لاحقا لصالح اميركا والغرب عبر فرض هيمنتها على مقدرات تلك البلدان.
وقال النجار في مقال نشرته صحيفة الاخبار المصرية أمس ان قطر ليست الا الواجهة للمخططات الاميركية والغربية فأميركا التي تعرف مدى كره شعوب المنطقة لها ومدى الشك في نواياها وجدت في قطر خير من يقوم بتنفيذ هذه المخططات.
واوضح النجار ان قطر واميركا وجدتا فرصتهما الضالة في تحقيق مآربهما عبر حصول اميركا على اكبر قاعدة اميركية بالمنطقة في قطر بينما حصلت هذه على اكبر حماية دولية وتحقق لاميركا النفوذ ولقطر الدعم الاميركي وراحت بالاموال تبيع وتشتري من تشاء وتفرض اشخاصا بعينهم على من تشاء. وأكد النجار ان قطر شعرت بأن من حقها التخلص من عقدتها الدفينة وتوهمت ان مكانة الدول ليست بالجغرافيا والتاريخ وانجازات الشعوب بل بالقدرة السياسية التي لا ينافسها فيها احد وباتت اليوم اليد الاميركية في المنطقة بصوت اعلامي عال وشبكة فضائيات مشبوهة التمويل لتنفيذ المخطط الموضوع للمنطقة.
واعتبر ان قطر هي الرابح الاول في وقت الازمات لكنها ليست المنقذ الاول كما حاولت ان تبدو صورتها في مصر.
من جانبها أكدت الكاتبة والاعلامية المصرية سناء السعيد ان المؤامرة الممنهجة التي تقودها أميركا في سورية تهدف إلى نسف استقرارها وزعزعة امنها وتبديد هويتها القومية وتدميرها تنفيذا لمخطط تقسيم وتفتيت المنطقة برمتها.
واستنكرت السعيد في مقال نشرته صحيفة الاسبوع المصرية بشدة جرائم العصابات الارهابية المسلحة المدعومة من قوى خارجية بحق سورية المقاومة والتي تقوم بأعمال قتل وتدمير في سورية. وحذرت الكاتبة المصرية من دوافع ارسال قوة عسكرية اميركية خاصة قوامها 150 عنصرا إلى الاردن للتمركز على الحدود مع سورية بدعوى مساعدة السوريين الذين هجرتهم المجموعات الارهابية من ديارهم مؤكدة ان هذا الامر ليس الا ذريعة واهية ومهمة مشبوهة هدفها الحقيقي مساعدة المجموعات الارهابية التي تقاتل في سورية.
ونبهت الكاتبة السعيد إلى محاولات لاستدراج الاردن إلى الفخ الاميركي تنفيذا لاجندة خاصة في المنطقة تهدف إلى تفتيت الدول العربية من خلال زرع الاحقاد فيما بينها خدمة لاسرائيل تساعدها في ذلك أنظمة عربية يهيمن عليها البقاء في السلطة ولا تفرق بين العدو والصديق.
شخصيات لبنانية: حكومة أردوغان الحليف الأول
لإسرائيل وتاريخها أسود مع الأقليات
بموازاة ذلك أكد الكاتب اللبناني كمال ديب أن حكومة رجب طيب اردوغان التركية تعمل بالمنطقة وفق منهاج دولي اعلامي ودبلوماسي يسكت ويطفئ بسرعة أي حدث أو مصيبة في أي مكان في العالم حتى لا يصرف النظر عن سورية.
وعزا الكاتب في مقال نشرته أمس صحيفة الاخبار اللبنانية اهمال الحكومة التركية للقضية الكردية وللاحداث في شرق البلاد إلى محاولتها اخماد أي صوت أو عمل يزيح البوصلة عن سورية لانها تعتبر كسرها بمثابة مفتاح لها لقيادة المنطقة.
وسخر الكاتب وهو استاذ جامعي لبناني في كندا من ادعاءات الحكومة التركية حول مناصرة القضية الفلسطينية والحريات في الوطن العربي قائلا ان على من يدعي دعم القضية الفلسطينية الا يكون الحليف الاول لاسرائيل في المنطقة وعلى من يدعي أنه يدعم ما يسمى الربيع العربي أن يكون منصفا داخل أراضيه تجاه القضية الكردية.
ولفت الكاتب إلى الاعتقالات التي يتعرض لها الصحفيون والكتاب المعارضون في تركيا مستعرضا عددا من هذه الاعتقالات التي تطول الصحفيين سواء أكان موضوع مقالتهم عن الاكراد أم عن الارمن حيث اشار هؤلاء إلى مجازر بحق الاكراد في التسعينيات والتي دعمتها ادارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون. وأكد الكاتب أن لتركيا تاريخا أسود مع أقلياتها رغم ادعائها أنها نموذج ديمقراطي للعالم الاسلامي تبشر بها الادارة الاميركية كمثال للدولة المسلمة الصديقة لاسرائيل التي يجب تعميمها على دول الشتاء العربي مذكرا بالمجازر التي ارتكبتها تركيا في القرن العشرين بحق الارمن والتي قتلت فيها مليون ارميني وبحق السريان الذين شكلوا حضارة امتدت أكثر من الفي سنة في ماردين وكليس ونصيبين وعنتاب.
كما سخر الكاتب من توصيفات الديمقراطية التي يروجها الاميركيون على تركيا واسرائيل مشبها موقف حكومة اردوغان اليوم من الاكراد وخاصة في شرق تركيا بموقف اسرائيل من الفلسطينيين في أراضي 48 وفي الضفة وغزة.
وفي هذا السياق ندد النائب اللبناني نواف الموسوي عضو كتلة الوفاء للمقاومة بتورط تيار المستقبل الخطير في دعم وتمويل المجموعات الارهابية المسلحة في سورية اضافة إلى حملة الاكاذيب والاضاليل التي يشنها اعلامه برعاية الاميركيين والغربيين والتي تزور الحقائق وتحرف الوقائع حول ما يجري فيها.
وقال الموسوي في تصريح له امس ان هذا التيار ارتضي المهمة التي أوكلها اليه رعاته في أن يتولي تنظيم تأجيج النيران السورية عبر عمليات نقل الاسلحة والمقاتلين بما لا يخدم على الاطلاق تطلعات الشعب السوري إلى الحرية والديمقراطية.
وأضاف انه بات معلوما للقاصي والداني أن مكتبا لهذا التيار في تركيا وظف فيه أحد نوابه هو من يقوم بتسليم الاسلحة والذخائر الفتاكة التي تأتي من مصادر مختلفة إلى جهات متعددة الجنسيات تقوم بضرب مقومات الدولة السورية.
من جهته دعا النائب ياسين جابر عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية القوى السياسية اللبنانية إلى عدم التدخل في شؤون سورية عبر ارسال السلاح والمسلحين إلى داخل الاراضي السورية وتدريبهم.
واضاف جابر في تصريح له اننا عندما ننادي بأن ينأى اللبنانيون عن التدخل بشؤون سورية الداخلية فهذا يعني الامتناع عن أي أمور تعبر عن التدخل من خلال تهريب السلاح والاموال لافتا إلى أن الطريقة التي تجري فيها الاحداث من حرق مصانع واعتداءات على المدنيين وغيرها لا يمكن القبول بها.
بدوره ادان الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان بعض الانظمة العربية المتخاذلة التي تخوض حربا بالوكالة عن العدو الاسرائيلي ضد سورية موقع الصمود والمقاومة من خلال دعمهم المجموعات الارهابية المسلحة بالمال والسلاح في حين يترك الشعب الفلسطيني بلا أي دعم أو مؤازرة ويتم اطباق الحصار عليه بسد المنافذ والانفاق.