التي كان ولا يزال يرسم لها إحداثيات تخريبها وسطوها في المناطق السورية ومنها المعامل والمصانع التي فككها ونقلها إلى تركيا، فالجشع وتنامي رغبة الهيمنة الاستعمارية لدى اللص الإخواني بدأت تقوده إلى اعتماد سياسة غزو الدول كما هو الحال في ليبيا كوسيلة لصوصية دنيئة يعتمدها الانتهازي الوصولي أردوغان لتحقيق مآربه الخبيثة.
والبلطجة التركية تزداد والخطوات العدوانية التي يخطوها النظام التركي في ليبيا تتسارع والصمت الأممي على حاله، وفي آخر التصريحات التي تشدق بها أردوغان أن بلاده بصدد اتخاذ «خطوات جديدة» في ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وكان رئيس النظام التركي أجرى ليلة أمس اتصالاً هاتفياً مع جنود عاملين في أحد مراكز الشرطة التابعة لقوات الدرك بولاية هكاري جنوب شرق تركيا متبجحاً باعتداءاته السافرة على الأراضي السورية ومشيراً إلى أنه بصدد اتخاذ خطوات جديدة ومختلفة في كل من ليبيا وشرق البحر المتوسط كمحاولة لإحياء العثمانية البائدة، داعياً جنود نظامه العدواني إلى تحقيق أعمال قرصنة كتلك التي حققها ما سماه (أمير البحارة العثمانيين) خير الدين بربروس (1478-1546).
وتنفذ تركيا، منذ 4 أيار 2019، أعمال تنقيب عن الغاز والنفط في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط تعتبر دولياً جزءاً من المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص، إلا أن حكومة أردوغان تقول إنها تنشط في مساحات تابعة لجمهورية شمال قبرص، التي تعترف بها فقط أنقرة.
ويثير هذا الإجراء معارضة شرسة من قبل كل من جمهورية قبرص واليونان ومصر، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين هذه الدول الـ 3 تقارباً ملحوظاً في ظل تصعيد الخلافات مع تركيا بسبب قضايا عدة.
وازدادت حدة التوتر بعد أن وقعت تركيا، في 27 تشرين الثاني الماضي، مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني العسكري وتحديد الحدود البحرية مع ميليشيا الوفاق بزعامة فايز السراج.
وتستعد السلطات التركية حالياً، بموجب الاتفاق الأول، لإرسال قوات عسكرية غازية إلى ليبيا دعماً لميليشيا الوفاق.
وفي السياق كشف موقع «ذا درايف» أن تركيا تبني مهبطاً للطائرات المسيرة وسط مشروع سكني خارج العاصمة طرابلس، وذلك بعد الاتفاق الذي وقعه أردوغان مع ميليشيا الوفاق الذي يهدف إلى التدخل في الشأن الليبي وتقاسم ثروات البحر المتوسط بشكل غير مشروع.
ومن هذا يوضح الموقع الترتيبات اللوجستية التي ستستخدمها تركيا، وهي تستعد لإرسال المزيد من قواتها العسكرية الغازية إلى ليبيا. إذ التقطت الأقمار الصناعية التابعة لشركة»بلانيت لابس» صورة لمدرج الطائرات التركية بين المنازل السكنية في طرابلس، ورصدت الأقمار ورشة تجهيز ممر حيوي بامتداد 3500 قدم وعرض 105 أقدام، بين بنايات المنطقة السكنية المعروفة باسم مشروع الموز على بعد خمسة أميال من وسط العاصمة الليبية طرابلس، مع مدرج للطائرات في نهاية الممر الجوي.
ويضمن الممر الجوي التركي حماية الطائرات المسيّرة التركية من نوع تي بي 2، كي لا تطولها نيران قوات الجيش الليبي، ونفّذت الطائرات المسيرة التركية سلسلة من الضربات الجوية بالنيابة عن ميليشيا الوفاق وقدمت الدعم الجوي لقواتها البرية التي تنفذ هجمات مضادة.
وأشار الموقع إلى أن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لميليشيا الوفاق، نشرت فيديوهات تُظهر قيام جنود أتراك بالعمل في مدرج الطائرات فيما يعرف بمشروع الموز في مدينة عين زارة، والتي تقع على بعد 5 أميال من جنوب شرق طرابلس.
ويرى مختصون بأن الجيش الوطني الليبي قد دمر ما يصل إلى تسعٍ من طائرات «تي بي 2» التركية اعتباراً من آب الماضي، إثر الغارات الجوية ضد المطارات التي كانوا يعملون فيها، فضلاً عن إطلاق النار عليهم من خلال أنظمة الصواريخ أرض جو.
كما أثرت ضربات الجيش الوطني الليبي أيضاً على تسليم الأسلحة والذخيرة وغيرها من المعدات العسكرية جواً من تركيا، وازداد هذ بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة بعد توقيع أردوغان وميليشيا الوفاق اتفاقاً تضمن أحكاماً لمواصلة المساعدات العسكرية التركية إلى الميليشيا الأخوانية وفتح الباب أمام نشر مباشر للقوات التركية الغازية في ليبيا.
إلى ذلك أشارت تقارير إضافية تفيد بأن تركيا بدأت تنقل جواً إرهابيين تركمان وغيرهم من الإرهابيين من مناطق شمال غرب سورية إلى ليبيا لمساعدة ميليشيا الوفاق، ويرى مراقبون أن استخدام الإرهابيين من الذين مارسوا أعمالاً إرهابية في سورية من شأنه أن يوفر لتركيا وسيلة لبث مزيد من الإرهابيين المسلحين مع بعض الخبرة القتالية على الأقل في الخطوط الأمامية لميليشيا الوفاق في طرابلس ومحيطها.