ترامب وزمرة الأطلسي، ويصعِّد أردوغان منسوب التنمر المغلف بثوب المسكين المظلوم.
جعل بوصلته ليبيا التي رفعوا فيها علم التقسيم من اللحظات الأولى، كما في سورية صنعوا الأسوار بين قلوب أهلها، عشائر، وولايات.. شرذموا جيشها، والإرهاب يقتل الكل، وتستمر فيها دوامة المعارك طاحنة، وقودها شعب يطلب الأمان، وينشد السلام.
حملوا قطعان العقول الفارغة ليلقوا بها في فوهة بركانٍ، أتون حممه تلتهمهم دون شفقة، أردوغان يرتشف الدماء، فلم يعد الماء يرويه، يمتص دم السوريين الأبرياء وهو يتغول في أرضهم، ودماء المحاصرين في إدلب الدروع البشرية للإرهابيين.
أما الذين وضعوا أنفسهم في الخانة الصهيونية، أمراء الخليج ومن لف لفيفهم، عربان وخونة، مهما اختلفت خنادقهم، هم رعاع الانكشارية رغم أنهم حاولوا إظهار خلافاتهم الكاذبة، فجميعهم يعلنون لنتنياهو أن لا غرباء بيننا.. فيشرب نخب خيانتهم.
يظهر أضراسه لهم مقهقهاً، ذات الأضراس التي ستطحنهم يوم ينتهي دورهم على مسرح الصهيونية العالمية، هل يظن أصحاب العقول الفارغة إلا من الهواء، أن العدو أياً كان يثق بمن خان وطنه، إلا إن ارتد معلناً أصله الصهيوني، لأخواله..
الأيام تزخر بالأعياد، والكل يرغب بأثواب الفرح ليسعد أبناءه، فيضع قطع الحلوى في الأفواه علَّها تمحي مرارة الأيام العصيبة، وأردوغان وترامب يغدقون الموت على البشرية، في سورية والعراق واليوم يعيدون الكرة في ليبيا، فما كفاهم ما فعلوه.
منذ اللحظات الأولى التي حركوا فيها أعاصير الربيع العربي؛ في ليبيا تحركت طائرات الأطلسي، وفتحت مخازن السلاح الأميركي لتجعل من ليبيا حصيداً تذروه الرياح، ساد القبح وفضلات النفط تلعقها الدول الشبقة لرائحته، زارِعةً الموت الزؤام
أجراس الأعياد تقرع في الكنائس، معلنة أفراح العيد، تطوي تقويم عام فات، تدعو أن يأخذ في صفحات سجله كل أحزان السنين العجاف، مستبشرة بأيام تحمل الأمن والأمان، تدندن تراتيل الفرح، تغازل أنجم الليل، وتقص حكايات الأبطال الشهداء.
يصرُّ القتلة والمارقون والسارقون لفرح الأطفال وبسمات قلوبهم، أن يبقى الدم مهراقاً في الأرض العربية، وتبقى آثاره في كل مكان رغم هطل السماء الغزير، يصرّون على اليتم وأن تذرف دموع الثكالى، ودوام الأنين في الساحات والأزقة.
يلملم أردوغان انكشاريته من إدلب والنصرة جزء منها، يتغطرس عليهم بعثمانيته الجديدة، فينقلهم إلى ليبيا ليظهر أنه يفي بعهده في سوتشي، لكنه البهلوان الذي يلعب بالأوراق ليكسب صندوق الاقتراع في الداخل التركي، لكن الخراب لا بد يعود إليه.
أسطورة الشر ستنتج شراً يحرق أهله، ترامب يحاول أن يصنع من نفسه أسطورة لكنه ينهار أمام شعبه، الذي فتح عليه ملفات تحرقه ومملكته التي يتعالى بها عليهم، وأردوغان يسعى لتاج السلطنة، لكنه ثقيل جداً مرصع بأسماء الشهداء فينهار رأسه.
رغم انهيار الإنسانية بين حلف الصهاينة الأردوغاني الأميركي، ومهرجان الألعاب النارية الذي يسعون لإشعاله في ليبيا، تتبناها وسائل الإعلام الغربي ترصدها لتروج لها والضحية الشعب الليبي الأعزل، ما يخضعه لأحكام ضحلة، فيصبح الموت ترفاً.
رغم كل ما يدور من صراعات، سينتج الصبر الطويل المحبة مع قرع أجراس الأعياد، تغمر القلوب فيفوح عطرها، وتفيض روح القدس بالضياء الذي يلتمع بريقه بعيون الأطفال، وبسماتهم مع بوادر العام الجديد، بانتظار النصر القادم.
فرح يغلب حقد الرؤوس الفارغة إلا من الهواء، معلناً قوة نقاء الأنفس التي تتحمل الحصار، وقانون سيزر، ويبقى الفرح مزغرداً، صداحاً يهدي أهازيج العز للجيش العربي السوري وقائده من شعب صامد يقول لهم وللأحرار كل عام وأنتم بخير.