تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عـدوان صهيوني وتركي على مدار الخسارات الإرهابية.. ووسـام الجندي السـوري يلمـع في صدر الشمال

دراسات
الخميس 2- 1 -2020
فؤاد الوادي

الأسبوع الأول من العام المنصرم كان موعدا لبدء مرحلة انهيار المجاميع الارهابية على مختلف جبهات الشمال،

وهذا الامر كان سبباً للاقتتال بين تلك المجموعات، خاصة في ريف حلب الغربي كنتيجة طبيعية للهزائم الكبيرة أمام الجيش العربي السوري، وكذلك على إثر الخلافات حول مناطق النفوذ والسيطرة والمسروقات، ولأسباب تتعلق بالأتاوات والضرائب التي يتم فرضها على السكان المدنيين ضمن المناطق التي تسيطر عليها هذه التنظيمات، وكان من أبرز التنظيمات الإرهابية المتقاتلة في ذلك الوقت «هيئة تحرير الشام» التي تضم عدداً من المرتزقة المنتمين في معظمهم إلى تنظيم جبهة النصرة التكفيري وحركة نور الدين الزنكي الإرهابية، وألوية صقور الشام الإرهابية.‏

التحالف يرتكب مجزرة بريف دير الزور‏

الشهر الأول من عام 2019 وتحديدا في الثالث منه كان على موعد مع مجزرة جديدة لـ«التحالف الأميركي» الذي أغارت طائراته على المدنيين في بلدة الشعفة بريف دير الزور ما أدى إلى مجزرة استشهد إثرها 11 مدنياً ووقع دمار كبير في المنازل السكنية وكانت تلك المجزرة واحدة من عشرات المجازر التي ارتكبها التحالف الأميركي خلال العام نفسه في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.‏

الاقتتال بين التنظيمات الإرهابية لم يتوقف مع بدء العام الماضي بل استمر وازداد شراسة في ريف حلب الغربي وريفي حماة وإدلب وبتحريض ودعم من النظام التركي، ليصل الأمر الى استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمدرعات وهذا ما أدى إلى وقوع عشرات المدنيين بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي وقعت في مشفى دارة عزة والبساتين والمنازل والممتلكات والبنى التحتية في تلك المنطقة، بالإضافة الى عشرات القتلى من الإرهابيين.‏

دمشق تفتح ممرات إنسانية‏

لإخلاء المدنيين من مخيم الركبان‏

شهر شباط من العام الفائت بدأته الدولة السورية بجهود إنسانية حثيثة لإخراج المدنيين المهجرين المحتجزين من قبل قوات الاحتلال الأميركي ومرتزقته الإرهابيين في مخيم الركبان، حيث تم فتح ممرين إنسانيين بمنطقة التنف بريف حمص الشرقي في بلدتي جليغيم وجبل الغراب لإجلاء المدنيين السوريين من المخيم المذكور.‏

المجموعات الإرهابية ردت على فتح الدولة السورية لممرات إنسانية باستهداف المدنيين ومواصلة خرقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب، إلا أن الأبرز في جرائم الإرهابيين كان ذلك الهجوم المنسق للمجموعات الإرهابية التي قامت به وبأعداد كبيرة على نقاط الجيش العربي السوري في مطلع شهر آذار على امتداد محور المصاصنة إلا أن رد قواتنا المسلحة الباسلة كان حاضراً بقوة، حيث ردت وحدات الجيش بعمليات مكثفة على خروقات المجموعات الإرهابية، وتصدت لهم ببسالة.‏

في العشرين من آذار الماضي وبالتزامن مع مرور عام على اجتياح قوات نظام أردوغان ومرتزقته مدينة عفرين، كشفت مجلة «هوم لاند سيكيوريتي توداي» الأميركية عن التنسيق بين نظام أردوغان وإرهابيي تنظيم «داعش»، مبينة أن لقاءات كانت تجري بين متزعمين من التنظيم الإرهابي وممثلين عن مخابرات وجيش النظام التركي بالقرب من الحدود مع سورية، وكان هذا الحدث بمثابة صفعة أميركية جديدة لاردوغان.‏

وفي الثلاثين من الشهر نفسه أحبط الجيش العربي السوري سلسلة محاولات تسلل للإرهابيين بمحيط اللطامنة بريف حماة وكبدهم خسائر كبيرة ليعزز بذلك الحقيقة الراسخة بأنه صاحب الكلمة العليا في ساحات القتال دفاعا عن الوطن، وبأنه الأقدر على مواجهة الإرهاب وداعميه.‏

في نيسان كان بدء معركة تحرير ريف إدلب الجنوبي والشمالي حيث بدأ الجيش العربي السوري استهداف أوكار الإرهابيين في بلدة الهبيط في الريف الجنوبي وبلدة قلعة المضيق في الريف الشمالي لادلب.‏

مسرحية جديدة للكيميائي .. وعدوان إسرائيلي‏

على التيفور والقنيطرة ومحيط دمشق وحمص‏

في منتصف أيار تناقلت المجموعات الإرهابية وبعض وسائل الإعلام التابعة لها بتوجيهات من مشغليها خبرا كاذبا مفبركا عن استخدام الجيش العربي السوري سلاحا كيميائيا في بلدة كباني بريف اللاذقية ضمن سلسلة مسرحياتها في هذا الشأن، إلا أن قيادة الجيش نفت ذلك بشكل قاطع مؤكدة أنها لم تستخدم هذه الأسلحة سابقا ولا يمكن لها أن تستخدمها الآن لأنها لا تمتلكها أصلا ولأنها تعتبر استخدام مثل هذه الأسلحة السامة مناقضا لالتزاماتها الأخلاقية والدولية.‏

الانهيارات الكبيرة في منظومة الإرهاب دفعت الكيان الصهيوني الى التدخل في 2-6-2019 من أجل رفع معنويات الإرهابيين والتخفيف عنهم جراء ضربات الجيش العربي السوري المتتالية عليهم، حيث تصدت وسائط دفاعنا الجوي لعدوان إسرائيلي على مطار التيفور بريف حمص الشرقي ودمرت صاروخين من الصواريخ التي استهدفت المطار.‏

وكان مصدر عسكري قد أعلن في الأول من حزيران أن الدفاعات الجوية في الجيش العربي السوري تصدت لعدوان صهيوني استهدف بعض المواقع في جنوب غرب دمشق والقنيطرة وأسفر عن ارتقاء 3 شهداء وإصابة 7 جنود بجروح، كما تصدت وسائط دفاعنا الجوي في الحادي عشر من الشهر نفسه لعدوان اسرائيلي بالصواريخ على تل الحارة في المنطقة الجنوبية وأسقطت عددا منها.‏

وأمام هذا الواقع الصعب للمجموعات الإرهابية واصل الكيان الصهيوني عدوانه على أراضي الجمهورية العربية السورية حيث قامت طائراته الحربية فجر الأول من تموز بإطلاق عدد من الصواريخ باتجاه مواقع عسكرية في حمص ومحيط دمشق, وتصدت لها وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت معظمها.‏

نهاية شهر تموز حقق الجيش العربي السوري إنجازات نوعية في ريف حماة حيث استعاد بلدتي تل ملح والجبين وكبد الإرهابيين المزيد من الخسائر في الأفراد والعتاد، ومع بداية شهر آب تابعت وحدات من الجيش تقدمها على محور الزكاة ووادي حسمين وحصرايا والأربعين ريف حماة الشمالي الغربي، كما تم في ذلك الوقت تحرير 15 مختطفاً من قبل المجموعات الإرهابية بريف حلب الشرقي.‏

وفي العشرين من آب أعلن الجيش العربي السوري سيطرته نارياً على الأوتستراد الدولي بين دمشق وحلب، وتقدمه في خان شيخون بعد أن قطع إمدادات الإرهابيين وثبت نقاطه على بعد 500 متر من الأوتستراد الدولي شمال خان شيخون.‏

وفي سياق رفع معنويات الإرهابيين، وإعطائهم الغطاء اللازم لمعاودة شن هجماتهم الإرهابية ضد مواقع الجيش، بغية تغيير موازين القوة على الأرض كرر الكيان الصهيوني في الخامس والعشرين من آب عدوانه على الاراضي السورية، وذلك عبر عدوان جديد بالصواريخ على محيط دمشق تصدت له وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت أغلبيتها قبل بلوغ أهدافها.‏

وفي منتصف شهر أيلول دمرت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري طائرة مسيرة للإرهابيين كانت تحلق فوق منطقة عقربا بريف دمشق الجنوبي.‏

عدوان تركي.. والعلم السوري‏

يرفرف في الحسكة والقامشلي‏

في السابع من تشرين الأول بدأ النظام التركي عدوانه على مدن وقرى وبلدات ريفي الحسكة والرقة، في تأكيد جديد على أطماعه التوسعية واستكمالاً لحربه العدوانية من خلال دعمه للتنظيمات الإرهابية على مدار سنوات الحرب الإرهابية على سورية، إلا أن قرار ورد الدولة السورية كان واضحا وحاسما في هذا الشأن حيث أكدت دمشق تصميمها على التصدي للعدوان التركي بكل الوسائل المشروعة، وكانت قوات النظام التركي قد قصفت في ذلك الوقت مدينة رأس العين وقرى المشرافة وخربة البنات والاسدية وبير نوح وعلوك ونستل والعزيزية ومدرسة العزيزية وعين حصن والري وتل حلف والكاطوف وتل خنزير وتل بطانة وقرية أبو الصون وثمود في محيط المدينة وعامودا بالتوازي مع قصف الأحياء السكنية في مدينة القامشلي مع قصف بسلاح المدفعية طال بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.‏

تصدي الجيش العربي السوري للعدوان التركي كان عنيفا على الأرض حيث ما لبثت أن دخلت وحدات من الجيش العربي السوري منتصف الشهر نفسه مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي وبلدة عين عيسى ومدينة الطبقة ومطارها العسكري بريف الرقة إضافة إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي وذلك انطلاقاً من واجبه بحماية الوطن والدفاع عنه في مواجهة العدوان التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية، حيث احتشد الأهالي على مدخل بلدة عين عيسى لاستقبال وحدات الجيش معربين عن ثقتهم بأن الجيش وحده القادر على حماية التراب السوري من أي معتد أو محتل.‏

كما تصدت بعد ذلك بأيام وحدات من الجيش العربي السوري لهجوم قوات تابعة للاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين على قريتي الكوزلية وتل اللبن بريف الحسكة الشمالي الغربي، في ظل قيام قوات الاحتلال التركي بتوسيع نطاق عدوانها بقصف عشوائي للقرى والبلدات، حيث ارتكبت مجزرة في رأس العين كان ضحاياها بالعشرات، ما دفع الجيش العربي السوري الى مواصلة تحريك قواته باتجاه الشمال لمواجهة العدوان وسط ترحيب شعبي كبير.‏

ومع نهاية تشرين الاول كانت وحدات من الجيش العربي السوري قد انتشرت في مدينة الدرباسية على الحدود السورية التركية بالريف الشمالي الشرقي للحسكة وتمركزت في تل عفر وخراب كورد بريف القامشلي الغربي على الشريط الحدودي بين سورية وتركيا وسط مظاهر ترحيب من قبل الأهالي، كان ذلك في وقت انسحبت فيه مجموعات «قسد» من الشريط الحدودي بين سورية وتركيا بعمق 30 كم تنفيذاً لبنود سوتشي.‏

ومع بدء شهر تشرين الثاني واصل الجيش العربي السوري تصديه للعدوان التركي واستمر بتوسيع رقعة انتشاره بمحيط منبج وعين العرب، ودفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاطه بريف الحسكة، وهو الامر الذي دفع الى استحضار العدو الإسرائيلي مجددا الى ساحات القتال من خلال عدوان إسرائيلي جديد على محيط دمشق في التاسع عشر من نفس الشهر تصدت له وسائط دفاعنا الجوي ودمرت معظم الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها.‏

بعدها بخمسة أيام استعادت وحدات من الجيش العربي السوري السيطرة على قرية المشيرفة بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد تكبيد إرهابيي تنظيم جبهة النصرة خسائر بالأفراد والعتاد.‏

مع بداية كانون الأول وسعت وحدات الجيش العربي السوري عمليات انتشارها في مناطق الجزيرة السورية وانتشرت في نقاط جديدة بريف الحسكة الشمالي، بعد أيام قليلة على انتشارها على الطريق الدولية الحسكة - حلب، وتثبيت نقاط جديدة لها عند مفرق ليلان غرب تل تمر ودخلت قرية السوسة الغربية وصوامع حبوب العالية بريف الحسكة الشمالي الغربي، في وقت بدأت تعود فيه مظاهر الحياة العامة تعود الى ناحية أبو راسين والقرى التابعة لها في ريف الحسكة الشمالي على الحدود السورية التركية ، بعد أن حررها الجيش العربي السوري وهي تعتبر من أهم مواقع المنطقة كونها تشكل مثلث التقاء مدن ومناطق الدرباسية ورأس العين وتل تمر وهي من أهم المناطق الزراعية وذات ثقل في إنتاج المحاصيل الاستراتيجية من قمح وقطن وشعير.‏

جرجناز في حضن الوطن‏

في الثالث من كانون الأول وفي انجاز كبير للجيش العربي السوري طهرت وحدات من الجيش بلدة جرجناز الاستراتيجية بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد معارك عنيفة ضد التنظيمات الإرهابية المتمركزة في البلدة شرق الطريق الدولي حماة - معرة النعمان، في وقت تصدت فيه لطائرات مسيرة وكثفت عملياتها ضد مواقع إرهابيي «النصرة» بريف معرة النعمان، وكانت وحدات الجيش قد طهرت قبل ذلك بساعات خمس قرى جديدة بريف إدلب الجنوبي الشرقي هي خربة السرواني وخربة معراتة والحديثة والفعلول وأبو دفنة بعد معارك عنيفة ضد الإرهابيين كبدتهم خلالها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.‏

وتواصل وحدات الجيش تقدمها وسط انهيار التنظيمات الإرهابية أمامها بعد تتالي اندحارها من خطوطها الدفاعية الأولى وتحصيناتها في عدة قرى وبلدات استراتيجية أهمها بلدة التح القريبة من الطريق الدولي، محققة المزيد من التقدم في عدد من القرى والبلدات بمنطقة معرة النعمان.‏

العام 2019 لم يشأ أن يغادرنا إلا بجعبة ملأى من الانجازات الميدانية جسدها إعلان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة قبل أيام تطهير ما يزيد على 320 كيلومترا مربعا وطرد تنظيم جبهة النصرة وبقية التنظيمات الإرهابية المسلحة منها والدخول إلى أكثر من أربعين بلدة وقرية بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية