تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لتنمية حواسهم نحو القراءة.. مكتبات ما قبل سن المدرسة

مجتمع
الثلاثاء 9-3-2010م
ميساء الجردي

- نادراً ما يتناول أطفال هذه الأيام كتاباً للقراءة، سوى ما يخص جانبه المدرسي، وحيث إن مؤثرات القراءة مهمة في نموهم العقلي والمعرفي كأهمية بدايات الكلام والكتابة،

يتوقف العديد من الباحثين عند وسائل تجعل الأطفال يميلون للقراءة كميولهم لإمساك القلم وخط الحروف واللعب.‏

هذا الأمر يعالجه المختصون التربويون من خلال توفير مستلزمات القراءة والتي في مقدمتها وعلى مستوى العالم مكتبات مخصصة وموجهة نحو الطفولة تلبي احتياجاتهم الخاصة مع الأعمار المتتالية في نمو شخصيتهم.‏

للأطفال وحدهم‏

وهذا ما طرحه الدكتور نبيل الحداد من قسم المكتبات في جامعة دمشق في بحث أعده تحت عنوان « التربية المكتبية للأطفال قبل سن المدرسة» يؤكد من خلاله أن توسع انتشار التعليم وكثرة التأليف وتنوعه وغزارة ما ينشر عن الأطفال يستحق أن يوضع في مكان ملائم يستقطب جميع الأعمار المتتالية للأطفال والصبية والشباب ضمن مكتبة خاصة أو جزء من مكتبات كبيرة تهتم بالأطفال وحدهم كما هو الحال في بلدان كثيرة.‏

ويعرف مكتبات الأطفال بأنها تلك المكتبة التي تخدم أطفال منطقة ما دون النظر لأجناسهم أو معتقداتهم، فهي تقدم خدمات للأبناء الصغار من عمر 4 سنوات حتى 15 سنة، يجلس الأبناء جميعهم في مكان واحد ويخصص لكل مرحلة زمنية لون معين من الكتب ومواد ومعلومات مختلفة تناسب أعمارهم ويجب ألا تكون هذه المكتبة مكاناً لتنظيم الكتب فحسب وإنما مكان لتنظيم عملية القراءة من قبل مشرفين ومربين مختصين في ترسيخ العلاقة بين الكتاب والطفل.‏

مكتبة عامة للأطفال‏

وهو يرى أن تثمين دور مكتبة للأطفال في العملية التربوية هو جهد مبذول من قبل أطراف الأسرة التربوية/ المدرسة- البيت- المجتمع/ فالمسألة ليست كتباً وشرائح فلمية أو أشرطة ورفوف ومقاعد وطاولات. فقد اتفق المختصون أن الوظيفة التربوية لمكتبة الأطفال هي أساس جوهري في كيانهم وليست جزءاً مكملاً للدراسة وبالتالي يوجد نوعان من المكتبات المخصصة للأطفال، وحسب تصنيف الدكتور نبيل هي: مكتبات مركزية عامة للدولة، أسوة بمكتبات الكبار تقع عليها مسؤولية رسم سياسة الخدمة المكتبية لروادها لتوفير مستلزماتهم من مواد المعلومات التي تلائم ميولهم وتتفق مع كل مرحلة من مراحل نموهم.‏

ويجب أن يكون فيها مكان لتنظيم عملية القراءة من خلال مشرفين ومعلمين.‏

مكتبة الروضة‏

ونظراً لأهمية دور رياض الأطفال المكمل لدور الأسرة في إشباع مرحلة الطفولة من الجانب المعرفي والاستطلاعي من خلال الخدمات التربوية والبيئية المناسبة للتواصل والتعبير يؤكد البحث على النوع الثاني من المكتبات وهي مكتبات ما قبل سن المدرسة «مكتبات الرياض» التي يجب تواجدها في جميع الرياض بشكل يلبي احتياجات الطفل من المواد السمعية كالشرائط المسجلة عليها قصص مروية، و المواد البصرية وأشرطة الفيديو وألعاب كمبيوتر ومجموعات من الكتب المبسطة التي تعتمد الصورة والكلمات الكبيرة الواضحة وكتب أخرى مؤلفة من عدد قليل من الورقات لتعليم الحساب والرسم والقراءة بحيث تأخذ طبيعة ودور المكتبة المتخصصة.‏

أين هي..؟‏

ولكن وللأسف على أرض الواقع عدد هائل من رياض الأطفال، لدينا في سباق لجذب الأطفال وتأخذ أسعار مرتفعة، والقليل القليل منها من يهتم بتخصيص غرفة مكتبية للأطفال وحسب مشاهدتنا لبعض الرياض النموذجية نجد 300 طفل في روضة مليئة بالصور واللوحات التعبيرية، ويوجد مسرح للعرائس وبعض المحتويات القصصية التي توزع كنوع من المكافئة دون استخدام وسائل ترغيب للقراءة والاهتمام بالقصة كنوع وهدية مطلوبة ووسيلة تربوية.‏

وفي أغلب الأحيان نجد غرفة مخصصة للتلفزيون والكمبيوتر تعتمد على مبدأ التسلية وإمضاء الوقت من خلال اللعب أو وضع أفلام كرتونية غير هادفة.‏

منهجية التوجه‏

بالعودة إلى البحث يلخص الدكتور الكتب التي يجب تقديمها للأطفال بعدد من الأنواع وهي: أولاً الأساطير بأنواعها / كونية، أخلاقية، حربية، دينية/ تصاغ بطريقة تثير انتباه الطفل.‏

ثانياً حكايا شعبية معروفة، قصص واقعية اجتماعية، قصص تاريخية وأيضاً قصص جغرافية- وفكاهية- وخرافية وحكايا عن الحيوان والمغامرات بالإضافة إلى كتب الحقائق العلمية..الخ‏

مشيراً إلى ما يؤكده الباحثون بموضوع القراءة بأن مرحلة الاستعداد للقراءة تبدأ عادة من 2 حتى 5 سنوات يكون فيها للأمهات والآباء دور مهم يكمله دور المشرفين والمعلمين في رياض الأطفال، ثم تبدأ مرحلة اكتساب العادات الأساسية والاتجاهات الرئيسية للقراءة مع معرفة الطفل للتركيب والتحليل وصف الجمل بين 6-7 سنوات.‏

ليبقى كل ذلك رهناً بالأسرة، عالم الطفل الأول في غرس العلاقة حميمية بين الطفل والكتاب منطلقة في الحواس التي هي رسل العقل، بزيادة محصوله اللغوي نحو الألفاظ الجميلة المعبرة.‏

ورهناً بالروضة التي هي مرحلة الحكم في التنشئة وتوفير البيئة المساعدة للطفل على النطق السليم وانتقاء المفردات واتجاهات القراءة، وباختصار هو لايقصد المعلومات فقط... بل توجيه العقل والحواس نحو الكتاب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية