من خلال توسيع المستوطنات وتدمير وتقليص المساحة العربية للإجهاز على ما تبقى من المناطق السكنية في القدس بدعوى تداعيها لتهجير أهلها. فقد تم هدم وتفجير عشرات المنازل في أحياء متفرقة في القدس. عدا المداهمات والاعتقالات وفرض الغرامات المالية ومواصلة حصار القدس وفصل العائلات الفلسطينية وتشتيتها، وتتواصل عمليات حفريات لهدم مبان أثرية في البلدة القديمة تحت أساسات المسجد الأقصى وبناء كنيس يهودي ملاصق لأسوار الأقصى وتحت ساحاته.
ويعبر المقدسيون عن الخطر الكبير المحدق بهم بسبب أكبر حملة إسرائيلية لهدم البيوت في القدس الشرقية وترحيل سكانها منذ احتلال المدينة في العام 1967 بذريعة هدم الأبنية غير المرخصة، وهذه نية مبيتة من قبل السلطات الإسرائيلية التي عمدت منذ العام 1967 إلى عدم وضع مخططات تنظيمية للقدس الشرقية بهدف منع تنظيم البناء فيها وطمس ما تجده دائرة الآثار الإسرائيلية من آثار عربية وإسلامية من ناحية، وربط المستوطنات ربطاً جغرافياً استراتيجياً من خلال سياسات هدم الأحياء العربية، ونحو هدف استراتيجي عام هو إنشاء الهيكل المزعوم.
وحاولت الحركة الصهيونية منذ السبعينيات، توريط العالم ضمن السياسات المنهجية للاستيلاء على أراضي القدس ، فأقدمت على دعوة مخططي مدن عالميين ومعماريين مشهورين لتزليف مجلس القدس العالمي الاستشاري لمناقشة خطة بيرز التي سميت الخطة الرئيسية وبالتمعن في المشروع تنبه بعض المعماريين المنصفين لما وراء المشروع ومنهم بوكمينتسر فوللر الذي أعلن انسحابه من اللجنة وقال: إن الهدف من هذه الاجتماعات والمؤامرات هو توريط المهندسين العالميين في إزالة المعالم الإسلامية والمسيحية من المدينة المقدسة وقرر المدير العام لمركز التراث العالمي باليونسكو إرسال بعثة آثار لباب المغاربة بالقدس وتقديم تقرير له، ورأت اللجنة أن الأعمال التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية ينبغي أن تنحصر في وقف أي أعمال أخرى كالتنقيب، وطلبت اللجنة أن يتم التنسيق واستشارة كافة الأطراف المعنية قبل اتخاذ أي قرار من قبل السلطات الإسرائيلية وتطالب اللجنة إسرائيل بأن توقف فوراً أعمال التنقيب وأن تقوم بدورها ومسؤولياتها تجاه المواقع التي صنفت عالميا بالمهمة مثل البلدة القديمة للقدس.
وبموجب القانون الدولي لا ينبغي القيام بأي أعمال في أي مدينة محتلة. وثمة مطالبات عربية وفلسطينية لليونسكو بالتدخل لوقف أعمال الحفريات وحماية الآثار الإسلامية في القدس من التدمير المنهجي الإسرائيلي وذلك تحت مجموعة من الميثاقات والقوانين الدولية وما نصت عليه قرارات اليونسكو نفسها وبخاصة القرارات الصادرة عن المؤتمر العام لليونسكو 342 و343 والقرار 3/422 والقرار رقم 3/427 تاريخ 23 تشرين الثاني 1974 والقرار رقم 4/129ووثيقة التراث العالمي عام 1972.
ويشير الكثير من الحقوقيين إلى أن احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية اعتداء صارخ على الشعب الفلسطيني وسيادته على أرضه، ويمثل انتهاكاً فاضحاً للشرعية الدولية والقانون الدولي والعشرات من قرارات الشرعية الدولية والتي كان آخرها قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي حول جدار الفصل العنصري والقانون الدولي والأعراف والمواثيق تحظر على القوة المحتلة أن تقوم بأي تدمير للممتلكات العينية أو الشخصية التي تعود ملكيتها لأفراد أو جماعات، كما لايجوز لدولة الاحتلال أن تعمل على تهجير أو نقل جزء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها. وفي مقابل هذه الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، تتجلى أهمية التصدي لها من خلال جملة من القضايا الحقوقية التي يمكن رفعها للقضاء الدولي والتي تتعلق بانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان الفلسطيني، وخاصة أن مدينة القدس محتلة، ما يفعل جملة من القوانين الدولية الحقوقية ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلية حسب اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 146 من هذه الاتفاقية التي تقضي بملاحقةالمسؤولين عن اقتراف مخالفات للاتفاقية وبنودها وجرائم الحرب التي يقترفونها ضد الشعب الفلسطيني. وقد فعلت إسرائيل قانوناً عنصرياً جائراً تبناه الكنيست والحكومة الإسرائيلية عام 1965 برقم 212 وخاصة المادة الخامسة منه لهدم بيوت عديدة وإقامة موقف لسيارات اليهود الذين تم استيطانهم في البلدة القديمة والذي بموجبه تم أيضاً ضم الحرم الإبراهيمي ومحيط مسجد بن رباح (مسجد قبة النبي يوسف) إلى قائمة ما يسمى المواقع الأثرية في إسرائيل.