|
الثوب السوري.. وظائف اجتماعية وجمالية استراحة صحيح أن هناك تعديلات طرأت على بعض أزياء المدن السورية إلا أنها في مجملها حافظت على أصالتها كرموز مستقاة من الحياة.. حيث يعكس الثوب علاقة المرأة بواقعها وتعاملها مع الأرض، ولعل غنى الطبيعة السورية وتنوع مناطقها الجغرافية من سهول إلى جبال إلى وديان كان عاملاً مهماً في غنى وتنوع الرموز المستقاة من البيئة، وكثيراً ما نجد وحدات زخرفية نباتية في الثوب كما نجدها في الأشياء المستخدمة في الحياة اليومية. إن الثوب الشعبي في سورية لا يزال القناة الأكثر تمثلاً للزخارف وتكويناتها وحركتها اللانهائية فهو يتصف ببساطة اللون وعدم المبالغة في الزخرفة ويتميز عادة بلون واحد «أبيض- أسود- أحمر». إن الثوب السوري هو من القنوات الفلكلورية المهمة ومن أجل هذا الثوب أقيمت المعارض الكبيرة التي تنقلت في العديد من الدول الأوروبية للتعريف به، والكشف عن دلالاته وتكويناته ووظائفه. وهناك العديد من الفنانين الذين وظفوا التكوين الزخرفي للثوب السوري في لوحات فنية وجمالية تشكيلية استرعت الانتباه وشدت الأنظار إليها، لما مثلته من أصالة ونزوع إلى ربط الثوب السوري بأصوله الإبداعية القديمة، وبجذوره الحضارية الإنسانية. لذلك ليس عجيباً أن نجد النسوة في سورية يزين صدورهن بمطرزات تعبر عن الهوية الوطنية، ويحافظن على التراث باعتباره جزءاً من التاريخ القومي لبلاد الشام.
|