بينما لم تطلق تلك التنظيمات صرخة واحدة عندما اعلنت واشنطن تحالفها لضرب تنظيم داعش.
واوضح الزعبي في حوار مع التلفزيون العربي السوري الليلة الماضية ان تحالف واشنطن ضد داعش ليس جاداً وغاراته على التنظيم الإرهابي لم تثمر عن شيء وبدلا من ان تتقهقر هذه التنظيمات الإرهابية جغرافيا وعسكريا مع بدء عمليات ذلك التحالف كانت تتمدد لافتا إلى أن هدف هذا التحالف لم يكن القضاء على تنظيم داعش بل الابقاء عليه لاطول فترة ممكنة لتحقيق اهداف سياسية والبناء عليها في المنطقة.
وتساءل الزعبي ما علاقة الحكومة البريطانية بداعش وجبهة النصرة والاخوان المسلمين حتى تجنّ من الضربات الروسية على الإرهابيين!، وقال: ان التنظيمات الإرهابية هي الابن الشرعي للحكومات الغربية وأجهزة استخباراتها وان هناك دولا كفرنسا وبريطانيا والسعودية وغيرها بدأت تتحدث بمنطق اكثر كابة وانفضاحا وانكشافا من أي وقت مضى وذلك عندما بدات الغارات الروسية تحقق اهدافها بدقة منذ اللحظات الاولى.
واكد وزير الاعلام انه مع بدء العمليات الجوية الروسية ضد التنظيمات الإرهابية يحاول البعض استعادة مبادرة الاعلام التضليلي وافكاره مجددا واللعب على موضوع المدنيين وتوجيه تهديدات وتحذيرات لروسيا مشددا على ان عصر تغيير الانظمة بالقوة انتهى منذ اللحظة الاولى التي صمدت فيها سورية شعبا وجيشا وقيادة رغم كل ما حدث فيها من تخريب وتدمير للبنى التحتية والمؤسسات وعلى مستوى الانسان.
وأضاف الزعبي: لم تمر دولة ولا مؤسسة وطنية في تحد كما مرت به سورية خلال الاربع سنوات ونصف السنة الماضية مشيرا إلى أن البعد الوطني هو سر الصمود السوري ويجب المحافظة عليه لانه الحصن المنيع الذي يحمي سورية.
وقال الزعبي: كان المطلوب تدمير بنية الدولة السورية بالكامل ولكنهم فشلوا واصيبوا بالصدمة مشيرا إلى انه اصبح هناك استدارات في المواقف تجاه ما يحدث في سورية مضيفا ان الوعود الخليجية بالصفقات هي من تؤخر الانهيار الكلي للموقف الغربي تجاه سورية.
وحول موقف الاخوان المسلمين من الدعم الروسي للجهود السورية بالقضاء على الإرهاب قال الزعبي: هذا الخطاب الاخواني ليس جديدا وهو يحاول ان يوظف الدين لمصلحة منهج سياسي محدد لافتا إلى ان هذا الخطاب غير قادر على احداث تأثير في الشارع السوري لان الناس باتوا يعرفون ان ما حدث في سورية لم يكن ليستهدف فقط منظومة الدولة السورية ولكن بات يستهدف الانسان والثقافة السورية والتراث والقيم والمنظومة الاخلاقية الوطنية.
وفيما يتعلق بالحل السياسي عبر الحوار قال الزعبي: ان لقاء موسكو2 فتح الباب أمام امكانية حقيقية لان تكون هناك امكانية للحوار بين السوريين الذين يرفضون الإرهاب موضحا أن مجموعات العصف الفكري التي اقترح تشكيلها مبعوث الامم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا كانت مطروحة مسبقا وهي ليست جديدة وتمت مناقشة أغلبها في موسكو وأن النتائج التي ستخرج بها هذه المجموعات ليست ملزمة.
وأضاف الزعبي: ان رفض ما يسمى الائتلاف وبعض القوى التي تنسق معه المشاركة في مجموعات العصف الفكري أمر متوقع وطبيعي لانهم على صلة بفكر الاخوان المسلمين وبالمشروع التركي السعودي الامريكي الذي يهدف إلى اسقاط سورية.
وتابع الزعبي: ان العلاقات السورية الروسية ليست وليدة الحرب على سورية بل علاقات تاريخية ومميزة على كل الصعد لانها بنيت طوال العقود الماضية على الاحترام المتبادل وعلى احترام السيادة الوطنية ولا تستطيع وزارة خارجية نظام آل سعود أن تفهم هذه المعادلة لانها اعتادت على نمط التبعية في العلاقات الدولية مشيرا إلى أن تاريخ روسيا يثبت بأنها تلتزم بالمعاهدات والمواثيق الدولية على عكس العقل الاستعماري.
وحول التحولات في المواقف الغربية حيال الازمة في سورية قال الزعبي: ان هذا التحول في المواقف الغربية سببه الاصرار السوري على الصمود شعبا وجيشا وقيادة ومشاركة الاشقاء الروس ودعم الاشقاء الآخرىن مشددا على أن مشاركة أي دولة أوروبية في محاربة داعش لن يحدث الا اذا وافقت سورية.
وأضاف وزير الاعلام: ان تحقيق أي حل سياسي في سورية لن يكون اذا لم تكن ضمانته ومرجعيته ومفتاحه وطريقه وصاحب القرار فيه هو الرئيس بشار الأسد ونحن لا نراهن كثيرا على تصريحات المسؤولين الغربيين.
وحول تصريحات وزير خارجية نظام آل سعود عادل الجبير قال الزعبي: أقول لوزير الخارجية السعودي.. اصمت أيها الغلام.. عندما تتكلم الرجال والدول والجيوش وتقول الشعوب كلمتها.. غلام مثل عادل الجبير يصمت ويجلس جانبا.
وأضاف الزعبي: ان البنية السياسية لنظام آل سعود غير قادرة على انتاج أي تطور ايجابي لانها في الاساس بنية سلبية مشددا على أن ما يحدث في اليمن ليس حربا بل مذبحة من آل سعود ضد شعب بأكمله مشيرا إلى ان السعوديين يجلبون مرتزقة من كل أنحاء العالم إلى سورية واليمن وأن الذخائر والامداد يأتي عن طريق اسرائيل وهذا كلام موثق وليس عبثيا.
وحول كارثة تدافع الحجاج في منى اوضح الزعبي أن هذه الكارثة ليست الاولى التي تحدث في السعودية لافتا إلى أن نظام آل سعود منذ نشوئه يدير شؤون الحج بطريقة فيها الكثير من الشخصنة.
وحول تصريحات رئيس النظام التركي رجب أردوغان قال الزعبي: ان الدولة السورية والمؤسسة السياسية الوطنية السورية بالعموم لا تقيم وزنا لمثل هذه التصريحات ولا قيمة لها وهي تعكس حجم الاحباط الذي أصيب به أردوغان نتيجة الفشل السياسي والاقتصادي لحكومة العدالة والتنمية موضحا أن حكومة اردوغان تمارس سياسات تؤدي إلى كوارث وان اردوغان لم يعد مرجعية للشعب التركي.