تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حلم فوق السحاب

ملحق ثقافي
2/ 3 / 2010
كوثر رستم الكيالي: غادرت باريس في طريقي إلى أمريكا، وكان المسافرون قد احتشدوا في الطائرة. جلست قرب النافذة، ومن فوق رأيت البشرية على حقيقتها، فيها قسوة الشتاء وغموض الخريف ورحابة الصيف.

رأيت الأرض وهي تفتح صدرها كالأم الحنون وقد حفظت في جوفها الأسرار و شهدت زماناً من العهود.‏

شعرت بالراحة، فأنا الآن في عالم منعزل، هربت من الحياة، وانشغلت بالتأمل وكم كنت بحاجة لمثل هذه العزلة، أمجد فيها عظمة الخالق عند طلوع الشمس وعند غروبها.‏

وحيث امتدت الأشعة الذهبية كالقلائد المرجانية..تطوف مع الشروق.. تعبر عن الأمل والحياة.. حان موعد رحيلها..فأحتفل الأطلسي بقدومها، أبحرت على سطحه وهي تسحب أذيالها بكبرياء.‏

فتحت جهاز الموسيقى فانبعثت ألحان شتراوس. تناولت كتاب» تاريخ الولايات المتحدة» من حقيبتي لأتعرف إلى نشأة الأمة الأمريكية، فوجدت القصة من أعجب قصص التاريخ على حداثة نشأتها.‏

كانت تجلس إلى جانبي سيدة وكم ترددت في التحدث إليها..ماذا أقول لها؟ هل أحدثها عن أمريكا وأساليبها في التدمير؟ قد تكون أمريكية..أم أصف «إسرائيل» في أطماعها في بلادنا العربية وقد تكون صهيونية!. تابعت القراءة.. وأنا أقارن بين تاريخنا وتاريخهم. مسحت الدمع وأنا أقرأ. تحركت الأحرف على الصفحة.. وانتصبت أمامي البلاد العربية مدينة، مدينة.. بآثارها وقصورها، بجبالها وسهولها وقد اجتمعت تحت لواء واحد.‏

وقلت في نفسي: لقد أضاعت الأمة التي حملت لواء المحبة والسلام معنى التآلف!! توقفت عن القراءة، قلّبت معاني الكلمات، وأنا أحلم من فوق السحاب بوحدة عربية شاملة، تضم أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج.‏

كاتبة سورية مغتربة‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية