وكنت أسمع به من إذاعة دمشق ولكني لم التق به شخصيا , ذهبت حسب توجيهات أستاذ التاريخ إلى مبنى ( المسرح الحر) و الذي لم يزل حتى يومنا هذا بشارع العابد في دمشق .
كان يدير المسرح آنذاك الفنان القدير عبد اللطيف فتحي رحمه الله , قدمت نفسي للأستاذ تيسير السعدي , وفي غرفة واسعة تتوسطها طاولة كبيرة جلس على كرسي ولف ساقا ً على ساق وقال لي : ( أيه يا ابني شوفي عندك سمعني )
قلت له : سأقدم مشهداً من فصل جاد اسمه ( أرقم في جهنم) ومثلت المشهد أمامه حتى انتهيت فقال لي أخبرت من أستاذك أنك تجيد الكوميدي فهات كوميدي ..
ومرة ثانية مثلت أمامه مشهدا ً من ( فندق ابي شلوخ) ولما انتهيت قال لي بعد ان أثنى علي: أنت موهوب إنما ينقصك المران وإذا قررنا القيام بعمل مسرحي فسوف نرسل في طلبك .
خرجت من مقابلة الفنان تيسير السعدي تغمرني نشوة و يستغرقني حلم الصعود على خشبة المسرح العام .
مضى العام ولم أزل في معهد العلوم و الآداب الخاص وقرر الأستاذ خليل ظاظا الوفاء بوعده بإقامة احتفال في ( مدرسة الهدى الابتدائية) وخاصة بعد ان نجحت ونلت شهادة الكفاءة , وكنت قد تعرفت في ذلك المعهد بالزملاء وليد مارديني وعلي السعد وزياد جبري وأكرم فرارة , وقد أصبحت موجها في المعهد فيما بعد .
و في الاحتفال قدمت فصلاً بعنوان (الأسرة السعيدة) وهو من تأليفي و شاركني بالتمثيل نزيه قطان بدور والدي و الزميل عدنان حبال بدور والدتي و قام الزميل قاسم حيدر بإدارة المنصة
ثم قدمت فصلا كوميديا ساخرا ًَ من تأليفي والزميل قاسم حيدر ومثل بجانبي الزميل وليد مارديني والذي صارت له معي مسيرة طويلة .
كانت أحداث الفصل تقضي في نهايته ان تأتي الشرطة للقبض علي ّ وان اهرب منهم من الباب لكن الأستاذ خليل ظاظا أثناء البروفات اقترح علي بدلا من الهروب من الباب القفز من المسرح إلى البحيرة الموجودة في باحة المدرسة .
كانت الفكرة جميلة ولكن تنفيذها قد يسبب ( تطريش) المشاهدين بمياه البحيرة وأيضا ً ( فشل قفلة الفصل) لكن الأستاذ خليل قال لي عليك أن تقفز إلى البحيرة بشكل سطحي أما عن (تطريش المشاهدين) فلا تسأل .
قلت له هب أنني قفزت وسبحت فكيف اخرج بعد الاحتفال بملابسي المبللة أم من غير ملابس عندها ضحك وقال سوف تجد ( بدلة) خلف الكواليس حسب مقاسك وملائمة لك .
و في الحفلة قفزت فعلا هاربا من الشرطة إلى البحيرة قفزة أذهلت الجمهور و أعجبته وقوبلت بعاصفة من التصفيق لأنها كانت جريئة وغير متوقعة
ولما خرجت مبلل الثياب وجدت فعلا وراء الكواليس طقما ً (بدلة) ملائمة لمقاسي ولما ارتديته بدوت فيه وكأنني النجم العالمي (تيرون باور)