تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دراما الموروث الشعبي.. شكلانية لافتة لمضامين باهتة

فضائيات
الخميس 11/10/2007
سعاد زاهر

هذا العام عشنا مع مسلسلين يعتمدان الدراما الشعبية الأول:باب الحارة من تأليف محمد مروان قاووق و إخراج بسام الملا .الثاني:جرن الشاويش العمل فكرة و إعداد د. نبيل طعمة , سيناريو و حوار سلمى اللحام , إخراج هشام شربتجي.

العملان يتشابهان شكلا ويختلفان إلى حد ما في المضامين التي يطرحانها فباب الحارة... يخلص في تقديمه للبيئة الشعبية في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات متخذا خلفية لأحداثه زمن الاحتلال الفرنسي, وان كان مشكلة التعامل مع هذه الخلفية أنها تبدو دخيلة بعيدة عن سياق الأحداث الرئيسية, فهي تبدو في الكثير من الأحيان كحالة اتكائية لاختراع الحدث حتى لو بدا دخيلا وحتى خارج سياقه,أو بدا حالة تبريرية لفبركة أحداث أخرى كما حدث في الحلقات الأخيرة مع العقيد أبو شهاب(سامر المصري)الذي غيبه المسلسل عنها, غيابا بدا قسرياً, بهدف خلط أوراق اللعب في الحارة وإيقاعها في أكبر كم من المآزق إلى أن يأتي أبو شهاب ويحلها دفعة واحدة!!‏

غياب أبو شهاب ليس الحدث الوحيد الذي يمكن اعتباره فبركة للأحداث الدرامية, بل هناك محاور عديدة نستغرب هشاشتها خاصة فتطليق أبو عصام لزوجته سعاد, ومن ثم نومه في الدكان هذا كان له فوائد كثيرة في فبركة الأحداث إذ أنه يكشف له الكثير من خفايا وأسرار الحارة,ولعل أهمها ما يتعلق بادعاء صطيف انه أعمى!!‏

وبينما نترك أبو عصام(عباس النوري)غارقا في الهموم والمشكلات التي حاصرته جرّاء شهامته,في باب الحارة,لا يزال المعلم عاشور(باسل خياط )يصارع اللهجة المستحدثة التي يعاني منها ربما أكثر من معاناته و صراعه مع الأفكار الجديدة التي يحاول بثها في حارته بمسلسل جرن الشاويش.‏

و إذا كان مسلسل باب الحارة يقع بكل هذه التناقضات الفكرية , فان تناقضات مسلسل جرن الشاويش كانت أخف وطأة,لأنه بنى شخصياته معتمدا على أساس ملائكي, الشخصيات بمجملها خيرة, تنشر قيمها طيلة المسلسل مثل المعلم عاشور الذي يحب زوجته ويساعدها, ويساندها, ويبجل أخاه, ويحتمل خرف عمته ...,انه يحتمل كل عذابات الحياة وهمومها ومسؤلياتها, لا يتأفف,لا يتذمر ينشر القيم الصالحة أينما حل, انه يقترب من الكمال وعلى هذا النوال تصاغ الكثير من شخصيات المسلسل, ومعظم الشخصيات لا تقل عنه روعة, فها هو أبو مجدي (عبد الهادي الصباغ) ومع أنه متزوج من ثلاث نساء, إلا انه يتعامل مع زوجاته معاملة فريدة,وهاهن زوجاته الثلاث يحببن بعضهن,متفاهمات ...وهذه المعالجة الدرامية للمسلسل خلقت نوعا من الرتابة ,فإذا كان هدف المسلسل كما هو واضح نشر القيم الصالحة, ألا ينبغي أن تشد المشاهدين وأن تصاغ بقالب مشوق بعيدا عن الرتابة والتكرار, وبدون الاتكاء على شكلانية البيئة وجاذبيتها, ومن ثم الاستسهال وتقديم أية مضامين سواء أكانت مقنعة أم غير مقنعة...البيئة التي اعتمد عليها المسلسل لم تنجح وحدها في إنقاذ المسلسل الذي لا يزال غارقا في لجة قيمه...‏

في الوقت الذي لم ينجح فيه مسلسل جرن الشاويش في لعبة التشويق, تمكن باب الحارة من الإمساك بزمام اللعبة التي أعتقد أنها السبب الرئيسي في هذه المتابعة التي يعيشها المسلسل على الفضائيات العديدة الذي تعرضه, ولكن مشكلة لعبة التشويق التي اعتمدها المسلسل تتعلق بفبركة الأحداث التي أضعفت المحاور الدرامية, من جهة أخرى نجح باب الحارة في تقديم شخصيات حياتية قريبة من الناس ولكنه جعلها تتخبط في صراعها مع الخير والشر إلى وقت قليل حيث في النهاية لا بد أن تعود أغلب الشخصيات إلى رشدها!!‏

لسنا ضد العودة إلى الدراما الشعبية والاتكاء عليها,ولكن لأي هدف هذه العودة هل لاستنساخ كل ماكان معاش في ذلك الوقت,هل لتذكيرنا بتلك القيم المفقودة, صحيح أنها رسالة هامة ولكنها مجتزأة وخارج سياقها الزمني,وتبقى كأننا نقدم الحكواتي كمنافس للسينما والتلفزيون ومختلف الوسائل التكنولوجية الأخرى,هو نمط تراثي محبب ولكن أين مضامينه, المقنعة, المتجددة والتي تعتبر البيئة مجرد جزء بسيط من العمل وليس الكل.‏

تعليقات الزوار

حمدون |    | 11/10/2007 02:55

كالفرق بين الثرى والثرية فباب الحارة شد الوطن العربي بأكمله وهفواته لاتذكر بينما جرن الشويش من أول حلقة بين الضعف والرتابة وادخال مواقف وحوارات لا فائدة فيها كذلك الشخصيات فباسل خياط لايليق له الدور ابدا وكان واضح التصنع في الكلام حتى بحركة حنجرته الواضحة ليظهر الصوت وكذلك حركات زوجته ديما قندلفت لم تكن موفقة والمحور الرئيسي للقصة غير موجود كل حلقة يعاد نفس الكلام كنت أتوقع من المخرج القدير هشام شربتجي عمل اكبر بكثير من هذا المسلل .

oخ ب |  kh-albasha@maktoob.com | 11/10/2007 09:31

الأخ الذي كتب المقال لاتعجبه المسلسلات الأخلاقية ذوات القيم ياريت بس سمع أخبار العربية أول أمس وهي تتحدث عن هذا المسلسل الضخم الله محيي بسام الملا شو شهم وبعيد عن المسلسللات الخلاعية التي لاتفيد الا بهدم القيم والأخلاق

محمد موسى |    | 11/10/2007 18:36

لانجوز المقارنة بين باب الحارة وجرن الشاويش فالأول هو عمل متقن فيه كل عناصر الدراما والتشويق حيث استطاع أن يشدنا إليه من اللحظات الأولى أما الثاني فيشهد الله ومنذ الحلقة الأولى اعتبرته مسلسلا فاشلا وبكل المقاييس وأهم ملاحظة عليه أن المخرج هشام شرنتجي اعتمد على ممثلين من الصف الثاني ليجسدوا العمل وبخاصة دور المعلم الذي اسنده الى باسل الخياط الذي عمل جاهدا على تضخيم صوته ليبدو صوتا رجوليا لكنه كان ينسى في أحيان كثيرة نفسه ويعود إلى صوته الحقيقي دون ان ينتبه هو أو المخرج الى ذلك -ألم يدرك هؤلاء أن الجمهور لم يعد ساذجا ويستطيع كشف أقل هفوة. وبالعودة إلى باب الحارة ورغم انني امتدحته في البداية إلا أنه لدي بعض الملاحظات عليه : 1-يكرس المسلسل دور الفرد الزعيم الذي إن غاب تخرب الدنيا وإن حضر فالمشاكل كلها تحل حتى تلك العصية على الحل. 2-ألم يكن للمرأة دور في الثورة أم أنها فقط كانت للطبخ والنفخ ولفشة خلق الرجل حيث تطلق وتخرج من البيت متى شاء هذا الرجل. 3-أين دور بقية أفراد المجتمع في مساندة الثورة وتقديم الغالي والنفيس لها حتى وإن كانوا فقراء معدمين أم أن دور الفقراء كان فقط الاستجداء والإضطرار إلى السرقة بقصد إطعام الأهل. 4-أين أخلاق الزعيم الأصيلة في أفعال أبو شهاب اللذي يتدنى مستواه إلى حد االسماح لابن أخته أن يضرب رجلا كأبو بدر الحريمة دون أن يردعه بل ويتطاول هو شخصيا عليه . أين أخلاق الزعيم في تعامل أبو شهاب مع صهره أبو عصام اللذي كان يبذل الغالي والنفيس في سبيل الوطن ألم يكن يستحق أبو عصام تضحية وتعاليا على الجراح من العكيد أبو شهاب في سبيل الوطن.

أحمد |  kfjhygtj@scs-net.org | 11/10/2007 23:18

مسلسلات رائعة.

mma |    | 15/10/2007 23:09

جرن الشاويش تقليد واضح لمسلسل ليالي الصالحية وكأنه لم يعد هناك منطقة في سوريا للحديث عنها سوى الصالحية

فلاح القيسي |  falah_hassan32@yahoo.com | 12/12/2007 00:14

السلام عليكم .المسلسل غير كفؤ وغير جميل ومنحوس وغير مرغوب ومكروه لان القائمين بالعمل سرقوا حقوق المشاركين وخاصة (الكومبارس) حيث كانت مدة التصوير في اليوم الواحد اكثر من16 ساعة لايوفرون له حتى الماء والشاي وكل ذالك يعطوه اجر زهيد جدا لا ينعدى 300 ليره سوريه .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية